غيّب الموت، فجر اليوم السبت، الفنانة الفلسطينية ريم بنا، بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
كانت المرحومة صديقة كبيرة للجولان، شاركت في مناسباته ومهرجاناته منذ سنواتها الفنية الاولى. زارت الجولان بشكل دوري، فكانت لها صداقات كثيرة بين أهله، وغنت للجولان “على أرضك يا جولان”:
وفي أحد لقاءاتها مع مع موقع جولاني قالت الفنانة ريم بنا:
“لقاء الجولان بالنسبة لي هو لقاء الأهل للأهل. أنا لست ضيفة على الجولان. أنا أستقبلكم واستقبل كل الأعزاء على قلبي في الجولان.. في بيتي وبيوتي هنا، فهذه القلوب والبيوت الدافئة هي صورة ولوحة وصرخة بوجه كل من تسول له نفسه التشكيك بجمال هذا الشعب الأصيل في بلاد الشام كلها، التي ستتعافى يوما ما. هنا أحمل الروح الفلسطينية بكل قوة، لتمتزج بالروح السورية الجولانية المتأصلة في هذه الأرض السورية المحتلة، وأنقلهما معا في روحي وقلبي وصوتي إلى مختلف أرجاء العالم.. إلى حيث أكون.. فأغني للدمعة والوجع والفرح والمعاناة والصمود والتحدي، لكل هذا المزيج الإنساني الكبير أينما كان. فمأساتنا في فلسطين وسوريا تحتم علينا أن نكون منحازين فقط إلى هذا المزيج المليء بالحياة والحب والجمال…”.
وكان شقيق المرحومة، فراس بنّا، قد أكد صباح اليوم خير وفاتها، حيث كتب على صفحته على الفيس بوك: “عائلة ريم بنا ،والدتها زهيرة وأخوها فراس وأبناؤها بيلسان وأورسالم وقمران وأصدقاؤها وأحباؤها والشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده ، ينعون إليكم ببالغ الحزن والأسى رحيل إبنتهم البارة ومغنية فلسطين الأولى ريم بنا ،متممةً واجباتها الوطنية والإنسانية تجاه شعبها وكل مظلومي العالم.”
ريم بنّا فنّانة وملحّنة فلسطينيّة من مواليد الناصرة في الجليل، وهي، أيضًا، ناشطة من أجل الحرية، أحبّت الغناء منذ صغرها حيث شاركت في العديد من المهرجانات الوطنية والتراثية. وهي من مواليد 1966، واشتهرت بغناءها الملتزم، واعتبرت رمزا للنضال الفلسطيني، وهي إبنة للشاعرة الفلسطينية المعروفة زُهيرة الصباغ.
أُصيبت بمرض السرطان منذ تسع سنوات، وأعلنت توقفها عن الغناء في 2016.
تخرّجت من المعهد العالي للموسيقى في موسكو، وتخصّصت في الغناء الحديث وقيادة مجموعات غنائيّة، ولها 10 ألبومات، هي حسب ترتيب إصدارها: “جفرا”، “دموعك يا امّي”، “الحلم”، “قمر أبو ليلة” – ألبوم للأطفال، “مكاغاة” – ألبوم للأطفال، “وحدها بتبقى القدس”، ” المذود” مع الجوقة النرويجية سكروك، “تهاليل من محور الشر” (مشاركة مع فنّانين عالميين معروفين)، “مرايا الروح” الألبوم مرفوع إلى كل الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية، “لم تكن تلك حكايتي” مع الملحن الدانماركي هنريك كويتس. الألبوم مرفوع إلى الشعب اللبناني والفلسطيني، “مواسم البنفسج” أغاني حب من فلسطين، “نوّار نيسان” أغاني أطفال مُهداة إلى الأطفال الفلسطينيين اللاجئين، “صرخة من القدس” بالمشاركة مع فنّانين فلسطينيين، “تجلّيات الوَجْد والثورة” توزيع موسيقي وإنتاج الفنان العالمي Bugge Wesseltoft.
وتتميّز أغاني وألحان ريم بنّا بأسلوب موسيقيّ وغنائيّ خاص بها، فأغانيها مستمدّة من وجدان الشعب الفلسطيني، من تراثه، تاريخه وحضارته.
وتقول بنّا عن موسيقاها، إنها والألحان، “نابعة من صلب القصيدة وروافدها ومن الإحساس بإيقاع الكلمة، ويأتي التزاوج بين الكلمة واللحن بالأغاني العذبة التي تحملنا إلى سماء فلسطين ومنها إلى العالم”.
ومن أبرز الأنماط الغنائيّة التي انفردت بتقديمها ريم، هي التهاليل التراثيّة الفلسطينيّة التي تميّزت بأدائها والتصقت باسمها.
تقدّم ريم بنّا الأغنية العربيّة الفلسطينيّة الحداثيّة الخاصّة بها والتي تلاقي أصداء عربيّة وعالميّة، وتقدّم بعض من الأغاني التراثيّة الفلسطينيّة، وتتناول، أيضًا، أشعارًا غير ملحّنة من التراث حيث تقوم بتلحينها بأسلوب حداثيّ خاص بها، مسترشدة بالموسيقى الشعبيّة الفلسطينيّة والعربيّة القديمة وإيحاءات موسيقى الشعوب في العالم، وذلك من أجل أن تتواصل هذه الأغاني والنصوص مع الأجيال القادمة للمحافظة على هذا الميراث العظيم، ومن أجل تعزيز الانتماء القومي.
وعانت بنا منذ عام 2009 ومن سرطان الثّدي، وعانت منذ عامين من شلل بالوتر الصوتي الأيسر كان يفقدها صوتها نهائيًا.
https://www.youtube.com/watch?v=jGzD1zzImVY
لروحها السلام رحيلها خساره كبيره… بفنها الراقي بافكاره المثمره الصبر لذاويها
لروحها السلام خساره للجميع الله يرحمها
لروحها السلام خساره كبير للجميع الله يرحمها
الحياة بعدها بتلبقلك .. لروحك السلام
خساره كبيري