بقلم أملي القضماني
أقف أحياناً متأملة.. أنظر للناس، للحياة، لهذه الدنيا.. أراقب الأمور بحدقات القلب، فماذا أرى؟
أرى قطار الزمن ينهب الوقت نهباً، ونحن ندور في محطاته الحياتية لاهثين. نركض. نتسابق. من منا يجمع ثروة أكثر. من منا يبني بيتا أجمل وأكبر. من منا أقدر على خداع الآخر. ننصب المكائد له، لأخذ منصبه ورزقه الخ…
من؟من؟ كل هذا يجري تحت سمع وبصر طمعنا وتكبرنا، إثباتا زائفا لأنفسنا بأننا الأقوى والأقدر.
كل هذه الأمور حرمتنا أن نرى ونتأمل جمال الطبيعة وروعة الكون. حرمتنا أن نرى أعماقنا وما يجيش في داخلنا من جمال ورقة وشفافية.
كل هذا ينسينا مشاعرنا الجميلة الموجودة في ذاتنا. ينسينا مشاعر الحب لمن حولنا، لمن نخبئهم في القلب ويسكنون أفئدتنا.
كلَّ هذا ينسينا أن نذهب اليهم نعانقهم، نقول لهم أننا نحبهم. نعم ننسى أن نقول لهم “نحبكم ونحتاج إليكم”.
ازدحمت هذه الأفكار برأسي المتعب، وكثرت الأسئلة في عمق روحي. لماذا؟ لماذا ننسى كبارنا، مرضانا، جيراننا، من هم بحاجة لنا؟ لماذا لا نقتطع من وقتنا زمناً نعبر لهم عن مشاعرنا الدافئة، وأحاسيسنا الحانية لهم؟ لماذا نبخل على أنفسنا بهذه السعادة التي نشعر بها، عندما نقوم بعمل أنساني ونؤدي فريضة الوفاء لأهلنا، وللمحتاجين من بيننا؟
أسئلة عديدة عبرت داخل روحي وقلت: متى تستيقظ قلوبنا النائمة؟ متى تذوب مشاعرنا المثلجة؟ وندرك أنَّ الحب والمحبة هي الحقيقة الواحدة التي تعمل على تطورنا وتنمية سعادتنا. متى نتوقف عن تأجيل لحظات الفرح ونتعلم كيف نعبر عن حبنا، كما نعبر عن غضبنا، وعدائنا, وكيل التهم لبعضنا البعض. متى نطلق نوارس الحب من شطآن أرواحنا الصامتة، لنقول بأعلى أصواتنا نحبكم. نحبكم.
نحن أمة تمتلئ حباً لكنها مغلقة خلف همومها ومتاعب حياتها وكسب عيشها..
متى أجد أجوبة لتساؤلاتي؟
أحبتي قد يجيبني أحدكم قائلاً: الحب مشاعر تنتقل للآخر بمجرد شعورنا به. الحب لا يحتاج لبوابة للدخول. لا يستأذن. ولكني أقول نحن بحاجة إلى كلمات جميلة، حنونة، صادقة. كلمات رقيقة دافئة. لنشعر بالأمان. لتزهر أيامنا وساعاتنا بالفرح والعطاء. لنشعر بلذة العمل وقيمة الحياة.
أتمنى للجميع فرحا وسعادة وعيش تغمره المحبة