عن صفحة محمود محمود على الفيسبوك
مسرحية انتخابات المجالس المحلية في الجولان ليست إلا نموذجاً مصغّراً عن الديمقراطية الإسرائيلية المسخ. فهي ممارسةٌ ديمقراطية الظاهر لجزء قليل من الناس يسفر عنها بالضرورة مصادرة ظالمة لحق تقرير المصير السياسي والتمثيلي لبقية الناس. فالديمقراطية الاسرائيلية وشكل هذه الدولة عموماً، فضلاً عن كونها دولة احتلال غير شرعية قائمة على قوة آلتها العسكرية وعلى قتل وتهجير سكان البلاد الأصليين، هي ديمقراطية فرانكشتاينيّة التكوين اذا جاز التعبير، تُقر بتفوّق فئة مصطفاة دينياً وعرقياً على باقي فئات مجتمعها فقط لأنهم الأقوى، وتحاول جاهدة من خلال اختراع مسرحيات خبيثة كالانتخابات مثلاً أنسنة هذا المسخ وزرع الروح فيه. في حالتنا الجولانية الشديدة الخصوصية تتابع إسرائيل، كما فعلت منذ أيام الاحتلال الأولى، ممارسة ما تتقنه بامتياز: محاولة شرعنة احتلالها من خلال تدجين وشراء ذمم بعض الأشخاص والجهات ومحاولة فرض أمر واقع يخدمها ويخدم أهدافها السياسية الاحتلالية على مواطنين سوريين، ليس بالنار والحديد، فالتجربة أثبتت على ما يبدو عدم جدوى هذه السياسة في حالتنا الجولانية، إنما من خلال سُمٍ مدسوس في دسم شهيْ المظهر اسمه: انتخابات ديمقراطية.
لا يمكن اختصار الحديث بأي حال، فما يجري اليوم هو امتدادٌ لسنوات الاحتلال الطويلة ومعركة من حرب استبدال الهوية الممتدة. وهذا طبيعي أن يكون وفق منطق الصراع. لكن ما يميّز هذه المعركة هو زيادة انخراط صبايا وشباب كان يؤمل منهم التفكير أكثر بتبعات انخراطهم في مشروع الاحتلال الخبيث هذا وفي مآلاته الأخلاقية والسياسية.
لن تكون هذه المعركة معركة الجولانيين الأخيرة، فالطريق إلى التحرر طويلة جدا وفيها خسائر قاسية ومحزنة، وستبقى إسرائيل في كل لحظة تحاول تطوير اساليب حربها ضدنا بهدف الهيمنة وشرعنة وجودها.
إن أقل ما يمكن القيام به هو الامتناع عن المشاركة في هذه الانتخابات ورفض القبول بالأمر الواقع الذي يحاول أن يُفرض علينا. عدم المشاركة والاحتجاج السلمي هو حق مشروع ووسيلة وجيهة لسحب شرعية مزيفة يتم الترويج لها.
محمود محمود
ملاحظة: التعقيب على هذه المادة بالاسم الصريح فقط
اخ محمود نسيت ذكر انهيار الاتحاد السوفييتي وحرب اوكرانيا وطرد الارمن من ناجورنو كاراباخ. من يقرأمقالك يشعر انه في خضم حوب عالميه ثالثه وليس انتخابات بلديه تعني بشؤوننا الخدماتيه. اسمح لي ان اسألك سؤال على حد علمي انك تقطن في احدى المدن الاوروبيه. هل تعين السلطه لكم رئيس بلديه ام انتم تنتخبون !!!
دكتور محمود اهل مكة ادرى بشعابها……