صدر صباح اليوم بيان باسم جماهير الجولان المجتمعين في ساحة سلطان الأطرش في مجدل شمس، في احتفال برحيل نظام بشار الأسد، شارك فيه المئات من أبناء الجولان. فيما يلي نص البيان:
استفاق شعبنا السوري اليوم الى فجر جديد يفوح منه عبق الحرية والانعتاق من حكم الفساد والاستبداد الذي دمر سورية، وشرد شعبها، وقضى على الشجر والحجر، فارتفعت حناجر السوريين بكل أماكن
تواجدهم هاتفين مهللين للحرية، فسوريا تولد من جديد، وتندحر عصابات النظام القمعي على يد أبنائها، معلنة فجر غدٍ يبشر بعودة سوريا الى موقعها الطبيعي الذي يليق بها وبحضارتها، لتشكل، وكما كانت عبر
التاريخ، درة الشرق، وقلب العروبة النابض.
ان فرحتنا باستعادة الوطن والدولة لا يعادلها فرحة، فسوريا الجريحة خرجت من تحت الرماد من جديد كطائر الفنيق، لتجدد العهد، وتلم شمل أبنائها، وتلثم جراحهم، وتحنو عليهم، وتجمعهم من جديد تحت جناحيها بعد ان طالت غربتهم القسرية، من اجل المساهمة في بناء الدولة العتيدة، التي تحفظ كرامة مواطنيها وتصون مستقبلهم ومستقبل أبنائهم من بعدهم.
لقد عكس الثوار ومنذ انطلاقتهم الجديدة في تحرير سوريا صورة حضارية نعتز بها، وخطاباً جامعاً بعيداً عن الأحقاد والانتقام، وقد وقع هذا الخطاب على اسماع سورية صاغية، فاستجاب الشعب السوري بكل
اطيافه لنداء الحرية، على امل كبير في بناء دولة مدنية ديمقراطية، تحفظ حقوق مواطنيها، وتقيم العدل بينهم، بعيداً عن المحاباة والمحسوبية، من اجل بناء دولة المؤسسات التي تليق بهذا الشعب العريق، الذي شكلت
ارضه مهد الحضارة الإنسانية.
وفي هذا السياق نود أن نؤكد على ما يلي:
اولاً:
لا شك ان التحديات كبيرة، والمسؤولية الملقاة عل عاتق وكاهل السوريين عظيمة، فبناء الدولة السورية العتيدة هي مهمة مقدسة، تتطلب من كل اطياف الشعب السوري التعاون والتعاضد لتذليل الصعاب، من خلال نبذ الكراهية والتطرف، واعلاء راية المحبة والتسامح، فالتاريخ يثبت ان السوريين بكل اطيافهم قد تعايشوا مع بعضهم منذ فجر التاريخ بمحبة ووئام، الى ان جاء النظام البائد ففرقهم الى شيع وطوائف، وها هم اليوم
يستعيدون زمام المبادرة، ليثبتوا للعالم اجمع؛ انهم شعب جدير بالحياة وقادر على انجاز استقلاله الثاني.
ثانياً:
يجب التأكيد على وحدة الأراضي السورية، وبناء دولة واحدة موحدة، يتساوى فيها السوريون امام القانون بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية او الطائفية او العرقية.
ثالثاً:
نؤكد ونشدد من جديد على أن النظام الديمقراطي المدني هو الوحيد القادر على استيعاب تطلعات السوريين، ويشكل صمام أمان، وبوتقة شرعية وصحية للاختلاف في التوجهات والآراء وحلها ضمن إطار الحوار
والقانون.
رابعاً
نشدد على أهمية الإسراع في تشكيل هيئة حكم انتقالي، يمثل كل أطياف الشعب السوري على اختلاف توجهاتهم، ليمسك زمام الأمور، ويسير بالشعب السوري الى شاطئ الأمان، من خلال إقرار دستور جديد للبلاد،
والاتفاق على شكل الدولة القادمة، وخلق الأرضية لعودة المهجرين قسرياً الى ديارهم، واجراء انتخابات ديمقراطية لمؤسسات الدولة الجديدة، لتبنى الدولة التي يتوق لها كل المخلصين من أبناء شعبنا السوري.
خامساً:
نؤكد على أن الجولان السوري المحتل هو جزء لا يتجزأ من الأرض السورية، وسكان الجولان السوريين كانوا وما زلوا وسيبقون، جزءاً حياً وفعالاً من شعبنا العربي السوري، لهم ما له وعليهم ما عليه، يفرحون
لفرحه ويحزنون لحزنه. ونشدد على ان ارتباطنا بوطننا هو ارتباط بوطن وهوية وليس بأفراد أياً كانوا أو سيكونون في المستقبل.
سادساً:
اننا في الجولان نعتقد جازمين، أن سورية الديمقراطية المدنية هي فقط القادرة على استعادة الجولان، وإنهاء الاحتلال، ولا شك ان الانتساب الى سوريا الجديدة سيشكل موضع فخر واعتزاز عند أجيالنا الصاعدة يباهون بها دولة الاحتلال.
سابعاً:
نستنكر وندين الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية ضاربة بعرض الحائط بكل الاتفاقات والأعراف الدولية خارقة اتفاق فصل القوات لعام 1974.
وأخيراً نهنئ شعبنا السوري بكل أماكن تواجده بهذا الإنجاز العظيم؛ ونتمنى أن يتخطى كل الصعاب من أجل بناء دولته الحضارية، وأن يلتم جمع السوريين من جديد فوق الأرض السورية لتعود سورية التاريخ
والحضارة للموقع والمكانة التي تليق بها.
- عاشت سوريا واحدة موحدة حاضنة لكل أطياف الشعب السوري.
- نعم للوحدة الوطنية والتسامح والتكاتف من اجل بناء سوريا الجديدة.
- نعم للدولة الديمقراطية المدنية التي تحفظ كرامة وحقوق مواطنيها.
- تحية لدماء الشهداء التي عبدت الطريق الى مثل هذا اليوم المجيد.
- عاش الجولان سورياً الى الأبد.
الجولان المحتل
8/12/2024