الإضراب العام يشل قرية الغجر..
نقلاً عن موقع الجولان - 10\12\2006
أعلن مواطنو قرية الغجر السورية المحتلة صباح هذا اليوم إضرابا عاما شمل كافة
المحلات التجارية وطلاب المدارس والعمال والمزارعين، احتجاجا على قرار الحكومة
الإسرائيلية تسليم الجزء الشمالي من القرية إلى قوات الأمم المتحدة " اليونيفل"
تمهيدا لإخضاعه إلى السيادة اللبنانية. وقد انطلقت من وسط القرية مظاهرة شعبية شارك
فيها المئات من أهالي القرية مرددين الهتافات المنددة بالقرار الإسرائيلي، ومناشدين
الضمائر الحية في العالم بمنع قرار التقسيم الذي يهدد ثلثي أبناء القرية ومنازلهم
وأملاكهم. وكان في مقدمة المظاهرة رئيس وأعضاء المجلس المحلي ومختار وشيوخ ووجهاء
القرية إضافة إلى عشرات من الشباب والنساء والأطفال الذين حملوا لافتات باللغة
العربية والعبرية كتب عليها "هذه ليست أمم متحدة وإنما أمم مفرقة" ودُمر حائط
برلين، ليبنوا حائط في الغجر "الأرض والإنسان عربا سوريين" وقد تواجدت في القرية
دوريات من أفراد الشرطة الإسرائيلية الذين تمركزوا في القرية إضافة إلى جنود من
الجيش الإسرائيلي. وقد طافت المظاهرة شوارع الحارة الشمالية على مقربة من الحدود
اللبنانية. وفي الختام تحدث مختار القرية الشيخ أبو حسن سلمان الخطيب "مؤكدا إن هذه
الأرض عربية سورية منذ أجيال وأجيال، نرفض بشكل قاطع تقسيم القرية وتشتيت عائلاتنا
وترك منازلنا، عليهم أن يعلموا إننا لن نرحل من بيوتنا، ولن نقبل عنها بديلا، لدينا
من البراهين والمستندات القانونية والتاريخية ما يؤكد ملكيتنا لأرزاقنا وبيوتنا
وأراضينا ومنازلنا حتى ما قبل عام 1967. نحن لسنا نكرة، نحن أصحاب حق عادل". وتلاه
احد أبناء القرية الذي قرأ بيان باسم المتظاهرين.
وكان أهالي القرية قد أصدروا جملة من القرارات في اجتماع شعبي عقد يوم الجمعة
الماضي كان أبرزها إعلان الإضراب العام في القرية والبدء في سلسلة احتجاجات في
المستقبل القريب منها تشكيل لجنة تعمل بمشورة المشايخ ووجهاء القرية للاحتجاج
ومعارضة هذا القرار بالطرق السلمية. وإصدار بياناً يستنكر ويندد بتقسيم القرية
وبالاتفاق الذي تم بين إسرائيل والأمم المتحدة ولبنان.
وقد تحدث في الاجتماع عددا من وجهاء القرية الذين أكدوا على صعوبة المرحلة الراهنة
وشددوا جميعاً على وحدة الكلمة والصف والتصدي لهذه المؤامرة التي تحاك ضد القرية،
سكاناً وأرضاً مشددين على التمسك بهذه الأرض وعدم تقسيم القرية, فالأرض سورية
والهوية والسكان سوريون كذلك منذ مئات السنين وان ليس هناك حق لأحد أن يعبث في مصير
القرية أو يقرر بشأنها، سوى الوطن الأم سورية صاحبة الحق الشرعي على هذه القرية
وعلى سكانها وأراضيها.
وفي حديث مع عدد من المتظاهرين ناشدوا الحكومة اللبنانية وأصحاب القرار في إسرائيل
والأمم المتحدة بالعودة والرجوع إلى الوثائق والخرائط وأوراق الطابو التي يملكونها
وتؤكد ملكيتهم لكامل أراضي القرية شمالا حتى حدود أراضي قرية الماري اللبنانية
المجاورة.
يذكر أن العديد من محطات التلفزة ووسائل الإعلام العربية والأجنبية والإسرائيلية،
أرسلت طواقمها إلى القرية لتغطية الإضراب إعلاميا والتحدث إلى أبناء القرية.