هوس
المفرقعات في الجولان.. متى ينتهي؟
نبيه عويدات – 24\12\2006
لم يأت العيد بعد ولكن تجار المفرقعات بدؤوا عيدهم منذ زمن. وعيدهم ليس عيد
الأضحى.. ولا رأس السنة!! إنه موسم بيع المفرقعات ("الألغام"- بالتسمية الجولانية)،
هذه التجارة التي تدر على ما يبدو أرباحاً تعميهم عن الضرر الذي يسببونه للمجتمع
ولأفراده.. إذاً إنه الجشع الذي يبرر كل شيء من أجل الربح المالي.. فمن يردع
هؤلاء؟!
المجتمع من ناحيته يعيش حالة من الفوضى، وقد نام عن مشاكل أعظم وأخطر. مشاكل تهدد
كيانه ومستقبله. ومشكلة المفرقعات تبقى صغيرة وبسيطة بالمقارنة. إذاً، ما العمل؟ من
يضع حداً لهذا الهوس؟ هوس المفرقعات. من يضع حداً لهذا الاستهتار؟ من هي الجهة
المسؤولة عن سلامة أطفال هذا المجتمع؟ ولو في الحد الأدنى من مفاهيم السلامة – أن
تحميهم من أخطار المفرقعات المباشرة.
سنوياً يصاب العشرات من أطفال الجولان جراء تعرضهم لخطر المفرقعات. وحسب أقوال
مراكز الطوارئ الطبية فإن هذه الإصابات غالباً ما تكون فقدان إصبع أو عدد من أصابع
اليد، أو فقدان إحدى الأعين، أو إصابات أخرى خطيرة أيضاً...
لا أدري كيف تغمض أعين الأهل وخطر كهذا يتربص بأبنائهم!! كيف يقوم البعض بشراء
المفرقعات لأبنائهم بل ويشاركونهم تفجيرها واللعب بها!! ليس هناك من سبب سوى الجهل
والتخلف.
... إلى أي حد يمكن أن يكون الإنسان قليل الذوق فيقلق راحة مجتمع بكامله لأنه يحب
"الفرقعة"؟! كيف تسول لشخص نفسه بأن يقوم باللعب بالمفرقعات في أي وقت يخطر له ذلك:
في الصباح الباكر.. في النهار.. في المساء.. وحتى عند منتصف الليل، وفي الواحدة
ليلاً والثانية ليلاً؟ وكأن هذا الشخص يعيش في صحراء مهجورة ليس فيها أحد غيره!! لا
يحسب حساباً بأن أحدهم نائم.. وآخر مريض صلى طويلاً لتغمض عينيه.. وطفل رضيع "داخ"
أهله حتى غفي لينعموا هم بدورهم بقسط من النوم.. أو ببساطة إنسان عادي يرغب بقليل
من الهدوء والراحة.
إنها ليست قلة ذوق فقط، بل إنها وقاحة ما بعدها وقاحة.. وجهل.. وتخلف...
تعالوا نضع حداً لهذا كله. ربما ليست لدينا السلطة لنمنع التجار عن المتاجرة بسلامة
أبنائنا وراحتنا وهدوئنا، ولكنه باستطاعتنا أن يبدأ كل بنفسه فيمتنع ويمنع أطفاله
عن شرائها واللعب بها. إنه واجبنا الأخلاقي وواجبنا كأهل اتجاه أطفالنا، فلا
تتقاعسوا عن تأدية واجبكم.. لأنه، لا سمح الله، لو وقع لهم مكروه.. فكيف ستعيشون مع
ذلك بقية حياتكم؟