كل عام وأنتم بألف خير
من أحد رجال الدين - 23\12\2006
(نُعلِم كثيراً ونربي قليلاً)( مارون عبود)
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والشكر لصفيه سيد المرسلين.
لقد كان لي الشرف أن أحضى برفقة ثلاثة من رفاقي المشايخ لنجلس جلسة أخوية مع
أبنائنا وبناتنا وأحبائنا طلاب السوابع في إعدادية مجدل شمس بتاريخ13/12/2006 بعد
أن طلب منا المعلمون بأن نقدم للطلاب ندوة دينية عن نبذ العنف. والذي لفت انتباهي
الإصغاء والانتباه الشديدان من قبل الطلاب والطالبات وكثرة الأسئلة الواعية التي
تدل على مدى الوعي والفهم والتعطش عند أشبالنا الصغار للجلسات الأخوية مع المشايخ،
وحبهم للمعرفة والفضيلة والخير والمحبة والتسامح. وأثناء الجلسة أخذ طلابٌ من
الثواني عشر يطالبون بجلسة أخوية مع المشايخ قبل تخرجهم من المدرسة، فقبلوا الإخوة
طلبهم على أن يحدد الموعد لاحقاً. ولقد دُهشت من القبول والرغبة عند الطلاب
والطالبات للخير والفضيلة، ونبذ العنف.
ولكن خطر ببالي كم نحن مقصرون مع أطفالنا الأبرياء وخصوصاً الذين في بداية سن
المراهقة، كيف أنهم يقضون قسماً كبيراً من أوقاتهم في مشاهدة أفلام الرعب والقتل،
وحتى ألعاب الكمبيوتر غالبيتها أصبحت مبنية لتحرك مشاعر العنف والرغبة في القتال
عند الأولاد، ثم نعود لنطلب منهم نبذ ومحاربة العنف. فأين نحن من المسؤولية الملقاة
على عاتقنا لمراقبة أطفالنا ولإنقاذهم من برامج الغرب القبيحة التي تحاول افتراس
حضارتنا ، والقضاء على ثقافتنا الروحية ، وعاداتنا الشريفة!!! أم أن الضغط
الاقتصادي جعلنا نركض وراء المادة ، ونترك فلذات أكبادنا ليأخذوا ثقافتهم الروحية
من التلفاز والحاسوب والنيت؟؟ أترى نسلم بهذا ونرضى بالواقع المر أم صلاح الأمر كما
قال أمير الشعراء أحمد شوقي "صلاح أمرك للأخلاق مرجعه.......فقّوم النفس بالأخلاق
تستقمِ" وقال أرسطو عليه السلام(جذور التربية مرة ولكن ثمارها حلوة).
وبعد فترة قصيرة وبتاريخ19/12/2006 كان لي الشرف أن أشارك برفقة قسم من إخواني
المشايخ في استقبال طلاب بساتين الشمس المشرقة الذين زاروا خلوة مجدل شمس باللباس
الديني برفقة المربيات والأمهات، وأنشدوا الأناشيد الدينية. واللافت التأثر الكبير
عند الأمهات والمربيات عندما سمعوا كلام الخير.
وفي اليوم التالي ، سمحت لي ظروف عملي في البلدة بأن أشارك برفقة قسم من إخواني
المشايخ باستقبال طلاب من صفوف الأول الذين زاروا الخلوة برفقة المربيات ليسمعوا
كلام الخير ويغرسوا الفضائل الروحية في نفوسهم منذ الصغر .وقد وجه المشايخ رسالة
إلى كل المربين والمعلمين والأهل في الجولان لتحمّل المسؤولية ولكي يساعدوا في غرس
الفضيلة في نفوس الأطفال الأبرياء خصوصاً في هذا الوقت الذي كَثُر فيه الغزو
الخارجي وصراع الحضارات.
وفي اليوم الذي تلاه طُلِب مني ومن رفاقي التوجه إلى مدرسة مجدل شمس الابتدائية (ب)
للتحدث مع الأطفال عن فضائل عيد الأضحى المبارك أعاده الله على الجميع باليمن
والبركات . والذي أذهلني وجعلني أشعر بفرحة العيد الحقيقة ، عندما جلسنا مع طلاب
صفوف السوادس على أن يكون اللقاء نصف ساعة ، ليمتد حوالي ساعة ونصف مع سيل من
الأسئلة القيمة التي لم تنتهي ، وكلها تبين مدى استعداد أحبائنا الصغار للتقرب من
الدين والعادات المعروفية الأصيلة .
وفي الختام لاحظت تغيب وسائل إعلامنا المحلية عن نشر ولو خبر واحد عن كل هذه
الفعاليات ، مع أنهم يبادرون أحياناً لنشر خبر صغير أو فعالية بسيطة تُقام في مطعم
عين التينة ،أو السند باد، أو المرج مع الاحترام للجميع. وكل عام وأنتم بألف خير...
ملاحظة من موقع جولاني:
نلفت نظر شيخنا الكريم أن موقعنا قام بتغطية الفعالية المذكورة.. إضغط على
الوصلة في الأسفل للخبر كما ورد بتاريخ 20\12\2006:
بساتين الشمس المشرقة تقيم فعالية تربوية بمناسبة عيد الأضحى
المبارك