التقطت بكاميرا الهاتف المحمول
ترميم تمثال <المسيرة> في مجدل شمس
نبيه عويدات – 05\06\2007
يقوم الفنان الجولاني حسن خاطر اليوم بترميم ثمثال <المسيرة> في مجدل شمس، والذي كان الفنان قد نحته عام 1987 تخليداً لذكرى الثورة السورية الكبرى ضد المستعمر الفرنسي عام 1925، وقد أطلق الفنان عليه اسم <المسيرة> ليرمز بذلك إلى مسيرة الجولان الطويلة والشاقة نحو الحرية، تاركاً للأمل فسحة كبيرة، حيث نحت على إحدى اللوحات الجانبية بيتي الشعر الشهيرين لأبي القاسم الشابي:
إذا الشعب يوما أراد الحياة | |
فلا بد أن يستجيب القدر | |
ولا بد لليل أن ينجلي | |
ولا بد للقيد أن ينكسر |
الفنان حسن خاطر قام بعدة اعمال نحتية في
الجولان توثق لتاريخ المنطقة في النضال ضد الاستعمار والاحتلال، أعطت بعداً ملموساً
لهذا النضال وأضفت لمسة جمالية رائعة على ساحات قرى الجولان تحسدها عليها ساحات
المدن الشهيرة عالمياً.
تمثال المسيرة كان نتيجة عمل تطوعي قام به الفنان حسن خاطر تقدمة لبلدته ومجتمعه
ودون مقابل مادي له شخصياً، وجميع أهالي البلدة يعرفون ذلك، ولكن ما يجهله الكثيرون
أن هذا العمل الفني الرائع، الذي أصبح رمزاً لبلدة مجدل شمس، بحاجة إلى صيانة
دورية مكلفة مالياً، والفنان يقوم بذلك على نفقته الخاصة منذ عشرين عاماً ودون أي
دعم من أية جهة كانت.
من المعروف أن جميع الأعمال في الجولان هي أعمال شعبية مدعومة مباشرة من المواطنين،
وذلك في غياب المؤسسات الوطنية الراعية.
يقول الفنان حسن خاطر أن التمثال بحاجة إلى ترميم مكلف، وهو أساساً لم يكتمل بسبب
نقص الموارد المالية. فلا تزال هناك لوحات محفورة بارزة كانت من ضمن هذا العمل، ومن
المفروض أن تلف قاعدة النصب من كل جوانبه، وهي توثق لفترة تاريخية مهمة في الجولان،
ولكن هذا العمل مكلف وليس بمقدوري، بإمكاناتي المالية المتواضعة، تمويله. وأنا هنا
لا أتحدث عن مقابل مالي لعملي وإنما عن تكلفة المواد الأولية والأعمال التي يجب
إنجازها. وإلى أن تقوم جهة ما بتمويل ذلك يبقى النصب عملا فنياً ناقصاً.
ويناشد الفنان حسن خاطر خلال حديثه المواطنين بالمحافظة على التمثال، ويقول أن
التمثال يتعرض للأذى من قبل البعض الذي يقوم بإلصاق ملصقات عليه أو تعليق أشياء،
وفي بعض المناسبات ربط كوابل كهرباء وحبال وغيرها إليه، وهذا يضر كثيراً بالتمثال،
وخاصة السيف المشهور في يد سلطان الأطرش الذي تخلخل من مكانه بسبب هذه التصرفات
الغير مسؤولة من قبل بعض المواطنين، والتي كانت غير مقصودة على الأغلب وإنما بسبب
الإهمال وجهل القائمين بها بخطورتها على العمل الفني.
تجدر الإشارة إلى أن تمثال المسيرة كان بمثابة تحد لسلطات الاحتلال الإسرائيلي عند
إقامته. وقد حاولت هذه السلطات منع تشييده ولكنها فشلت في مواجهة الحركة الشعبية
للمواطنين الذين هبوا لحمايته. وقد دشن التمثال ووضع في مكانه في مركز بلدة مجدل
شمس بحماية آلاف المواطنين الذين احتشدوا في الساحة لعدة أيام مانعين الجيش والشرطة
الإسرائيلية من دخول الساحة.
وفيما بعد حاولت سلطات الاحتلال تفجير التمثال بواسطة عبوة ناسفة، ولكن العبوة التي
انفجرت لم تتمكن من تحطيمه، بل أحدثت بعض الأضرار به وأزاحته بضعة سنتمترات عن
قاعدته. ومن المفارقة أن العبوة الناسفة الإسرائيلية وضعت في حضن الشهيد (النصب
مكون من عدة أشخاص أحدهم شهيد)، وقد أحدث الانفجار حفرة في بطن الشهيد فأضفى على
النصب مسحة جمالية ورمزية أتت عكسية لما أرادته سلطات الاحتلال.