شغب الجمهور يوقف لعبة الحرية – الأمل
نبيه عويدات – 14\07\2007
لم تكن مفاجأة لأحد أن تنتهي مباراة اليوم بالشغب وتتوقف بعد أقل من عشرين دقيقة من
بدايتها، فالتوتر كان قد بلغ ذروته، وما زاده توتراً كانت أهمية المباراة التي تقرر
الفائز بكأس الذهاب لما يسمى "دوري الجولان لكرة القدم".
قبل بدء المباراة بدأ جمهورا الفريقين بالهتاف وكأن كل منهما كان يستفز الآخر، وبدا
واضحاً أن المباراة الرياضية بحد ذاتها لا تمثل لهما شيئاً وإنما هناك دوافع وغرائز
تحركهما، وما يهم هو إغاظة الآخر.
وما زاد الطين بلة كان اعتقاد جمهور الحرية (الذي تدعمه بطبيعة الحال جماهير بقية
الفرق من مجدل شمس، كما تدعم جميع جماهير بقعاثا فريق الأمل، لأن العقلية العشائرية
والقبلية هي سيدة الموقف) كان اعتقاد جمهور الحرية بأن الهدف الأول الذي سجله الأمل
في مطلع المباراة كان غير صحيح وأن اللاعب الذي سجله كان في وضع تسلل واضح، الأمر
الذي أدى إلى حالة تشنج وارتفاع الشتائم من الجمهور ضد الحكم الذي قرر ترك خط
التماس ومغادرة اللعبة فتم استبداله بحكم آخر.
وكانت مقدمات التشنج والتوتر قد حدثت في اللقاء السابق بين الفريقين والذي جرى على
ملعب بقعاثا حيث تم الاعتداء على الحكم وهاجت الجماهير وماجت ولكن المباراة انتهت
على خير.
بدا فريق الأمل أفضل حالاً فهاجم وعاود التسجيل مرة أخرى وطارت جماهير الأمل فرحاً وعلا هتافها الأمر
الذي أغاظ على ما يبدوا جمهور الحرية الذي بدأ يطلق المفرقعات باتجاه الملعب
وبالتحديد باتجاه اللاعبين وقد أصابت واحدة منها حارس مرمى الأمل لكنه لم يصب بأذى.
لم يتمكن مسؤولو الفرق واللجنة الرياضية الموجودون في الملعب من السيطرة على
الجمهور الغاضب واستمر إطلاق المفرقعات الأمر الذي هدد سلامة جميع اللاعبين على
الملعب، ومن كلا الفريقين، فأوقف حكم المباراة اللعبة، ثم تدخل أحد أعضاء اللجنة
الرياضية، وهي الجهة المنظمة للدوري، وطلب من الحكم إعلان انتهاء المباراة وفوز
فريق الأمل بكأس مرحلة الذهاب.
فريق الأمل طار فرحاً بما آلت إليه الأمور وبدأ احتفاله بالفوز على أرض الملعب، لكن
هذا لم يرق لمسؤولي الفرق الأخرى وبالتحديد النهضة والحرية الذين احتجوا على هذا
القرار وقالوا أنه قرار فردي وغير قانوني وغير منطقي، وأنه كان يجب إيقاف المباراة
ثم بحث حل الأزمة من خلال اجتماع للجنة الرياضية، وطالبوا بإكمال المباراة فيما بعد
خاصة وأنه لم يلعب منها سوى حوالي 20 دقيقة.
بعد إعلان إيقاف المباراة تجمع لاعبو الأمل ومشجعوه عند محطة الوقود ليغادروا
باتجاه بقعاثا ولكن بعض المتعصبين من جمهور الحرية والنهضة وباقي فرق المجدل
اعترضوا طريقهم هناك الأمر الذي أدى إلى مشادات ومناوشات كان من الممكن أن تؤدي إلى
"طوشة" كبيرة لا تحمد عقباها لولا تدخل العقلاء وفض الاشتباك بينهم ومساعدة مشجعي
الأمل على المغادرة.