نامت نواطير مصر عن ثعالبها |
وقد بشمن وما تفنى العناقيد |
انقطاع الكهرباء المتكرر يكلف المواطنين خسائر باهظة
جولاني – 07\08\2007 - مجدل شمس \ الجولان
يعم بلدة مجدل شمس استياء عارم جراء تكرار انقطاع التيار الكهربائي الأمر الذي يؤدي
إلى شلل تام للحياة في البلدة، في الوقت الذي يسود الغموض فيه حول السبب الحقيقي
لانقطاع التيار الذي عادة ما يعزوه المجلس المحلي إلى أعمال صيانة في الشبكة.
وعصر أمس كان المجلس المحلي قد أعلم السكان بواسطة مكبرات الصوت أن التيار
الكهربائي سينقطع صباح اليوم الثلاثاء اعتباراً من الساعة التاسعة صباحاً وحتى
الثانية بعد الظهر، وهو ما دعا أصحاب المصالح إلى ملائمة أعمالهم حسب هذا التوقيت.
وقد فوجئ السكان صباحاً بأن التيار لم ينقطع عند الساعة التاسعة، بل عند الساعة
الثانية ظهراً واستمر حتى الساعة الخامسة والنصف عصراً وهو ما أدى إلى تعطيل
المصالح والأعمال طيلة النهار.
ويقول صاحب مصلحة لصيانة إطارات السيارات أنه بعد سماع إعلان المجلس أعلم العامل
الذي يعمل لديه بعدم القدوم إلى العمل صباحاً وتبديل ساعات العمل إلى ما بعد الظهر،
ولكنه فوجئ بأن الكهرباء لم تقطع صباحاً، وعندما حضر العامل بعد الظهر انقطع
التيار، وهذا يعني أنه سيدفع للعامل أتعابه وبالمقابل لم يتمكن من تقديم الخدمة
للزبائن الذين كانوا ينتظرون إلى ما بعد الظهر.
ونفس المشكلة تكررت في معظم المصالح. وهذا ما يوضحه صاحب مصلحة لبيع حديد البناء
الذي اضطر إلى إرسال عماله إلى البيت وهو ما أدى إلى تأخر العمل وعدم قدرته على
تجهيز طلبيات المواطنين والمقاولين في الوقت.
ويوضح الكثيرون من الموظفين والعمال أن ما حصل اليوم أدى إلى فقدانهم يوم عمل، إذ
طلب منهم أرباب العمل عدم الحضور إلى العمل اليوم، وهم يتساءلون من سيعوضهم عن ذلك،
خاصة وأن المشكلة تتكرر في أوقات متقاربة.
نذكر أن ملكية شبكة الكهرباء في مجدل شمس تعود للمواطنين الذين أقاموها في
الخمسينيات من القرن الماضي وأخذت بالتوسع والتطور مع ازدياد عدد السكان في البلدة
وازدياد الطلب على الكهرباء. حياة المواطنين تطورت أيضاً وأصبحت الكهرباء تشكل عصب
الحياة، إن كان ذلك في البيوت أو في المصالح التي أصبحت مؤتمتة بشكل كامل.
وإلى ذلك فإن تطور الشبكة لم يجار التطور الحاصل في حياة المواطنين أو البنية
الصناعية، ولم يجر التخطيط لتوسيع الشبكة مع ما يناسب الازدياد في الطلب على
الكهرباء، وهنا يكمن السبب في تكرار انقطاع التيار وفي سوء مستوى الخدمة التي
يتلقاها المواطنون.
السبب الرئيسي لتدهور الوضع هو غياب مجلس محلي مسؤول وواع، ولديه الرغبة أولاً، ثم
القدرة والمؤهلات على حل مشاكل المواطنين وتقديم الخدمات لهم، وتخطيط البنى التحتية
بما يتناسب ونمو البلدة وتطورها. فالمجالس المحلية في الجولان لا زالت تعين من قبل
أجهزة الأمن ووزارة الداخلية الإسرائيلية ولا زال المواطنون يقاطعونها ويعتبرونها
ذراعا للاحتلال فيرفضون التعامل معها، على الرغم من أنهم يدفعون الضرائب لها لأنهم
ملزمون بذلك، وفي المقابل لا يحصلون على الخدمات المستحقة لهم.