عائلة زهوة المنكوبة: تكافل المجتمع يخفف وقع المصيبة..
نبيه عويدات – 26\09\2007
العمل في بناء بيت عائلة السيد فندي زهوة الجديد يسير على قدم وساق والمتعهد
واللجنة المؤتمنة يؤكدون أن البيت سيكون جاهزاً قبل بدء فصل الشتاء المقبل. السيد
فندي يوجه شكره للمواطنين على وقفتهم النبيلة مع العائلة في محنتها.
مراسل موقع جولاني زار ظهر اليوم بيت عائلة زهوة المنكوبة والتي فقدت طفليها في
الحادث المأساوي الذي هز الجولان يوم 28\08\2007 بعد اندلاع حريق في البيت. العمل
في بناء البيت الجديد يسير بشكل جيد والورشة على وشك الانتهاء من السطح الأول الذي
سيتم عليه بناء الطابق الذي ستسكنه العائلة الثكلى.
البيت بشكله النهائي سيتكون من ثلاثة طوابق: الطابق الأرضي الذي تعرض للحريق،
وطابقين إضافيين مساحة كل واحد منهما قرابة الـ 100 متر مربع.
ويقول أحد أعضاء اللجنة المسؤولة عن جمع المساعدات التي قدمها المواطنون للعائلة،
وفضل عدم ذكر اسمه، أن العمل في البناء يسير بشكل جيد جداً وأن كرم المواطنين
ونخوتهم جعلت من الممكن إقامة هذا المبنى بهذا الشكل الذي نراه عليه. وأضاف أن
عدداً من أصحاب محال مواد البناء قد قدموا مساعدات عينية من مواد أولية استخدمت حتى
الآن، كذلك بلغت المساعدات النقدية التي قدمها أهل النخوة في البلدة مبلغاً لا بأس
به ويأمل بأن يكفي ذلك لإتمام البيت، موضحاً بأن هناك مواطنون لا يزالون يتقدمون
بما يقدرون على المساعدة به حتى اليوم، وهذا يدل على القدر العالي من النخوة
والشعور بالمسؤولية التي يتحلى بها مجتمعنا، وهو شيء يشرح الصدر ويدعو للتفائل.
أما المقاول الذي تعمل ورشته على بناء المنزل فأكد لنا أن البيت سيكون جاهزاً قبل
الشتاء المقبل، وأن العائلة سيمكنها الانتقال إلى البيت في غضون ثلاثة أشهر، مؤكداً
أيضاً بأنه لم تكن هناك أية معوقات نعطل البناء وأن العمل يسير على قدم وساق وبخطى
حثيثة.
وتعيش العائلة اليوم في بيت مستأجر تم تجهيزه بشكل كامل تستطيع العائلة البقاء فيه
حتى انتقالها إلى البيت الجديد. ويذكر أن صاحب المنزل قدم أول شهرين للعائلة دون
مقابل، بينما قامت شركة العامر للمفروشات بتجهيز أثاث البيت بشكل كامل. وكان بعض أصحاب
محال الأدوات الكهربائية قد جهزوه بالأجهزة الكهربائية الضرورية.
السيد فندي بدا حزينا أثناء حديثنا معه اليوم وترغرغت عيناه بالدمع عندما بدأ
بالحديث عن كرم الناس وشهامتهم وتعاطفهم مع عائلته في المصيبة التي حلت بهم. وقال
فندي أن لا شي يعوض عليه فقدان ولديه ولكن تعاطف المواطنين خفف من شدة المصيبة: "لا
يوجد كلام يمكن أن أقوله للناس ويعبر عن مشاعر الحب والامتنان لهم عل نبالتهم
ومشاعرهم تجاهنا.. أحسسنا أن المجتمع بأسره فقد ولدينا وليس نحن فقط.. وهذا بدون شك
خفف ألمنا. إنه شيء يدعونا للفخر أن ننتمي لهذا المجتمع.. قدرنا الله على رد الجميل
للمجتمع ولكل من شاركنا حزننا وفقداننا..".