نباهة رجال الإطفاء تمنع كارثة في مسعدة
نبيه عويدات – 27\09\2007
الحذر والمهنية العالية التي أبداها رجال وحدة الإطفاء في مسعدة ظهر اليوم منعت
حدوث كارثة من الصعب معرفة حدودها. رجال الإطفاء لاحظوا وجود قنابل بينما كانوا
يقومون بإخماد الحريق في مجمع للحديد المستهلك فأبعدوا الحشود عن المكان ومنعوا
النار من الامتداد إلى حين وصول خبراء المتفجرات.
حريق قد يبدو اعتيادياً وبسيطاً شب ظهر اليوم في مجمع للحديد المستهلك، يديره شخص
يقوم بشراء أي شيء مصنوع من الحديد ويبيعه بدوره للشركات التي تقوم بتصديره إلى
الصين لإعادة تصنيعه من جديد. الحريق شب بينما كان العاملون في المجمع يقومون بقص
الحديد. وبعد عجزهم عن إخماده قام العمال باستدعاء وحدة الإطفاء في مسعدة التي قدمت
إلى المكان خلال دقائق معدودة.
في هذه الأثناء كانت دائرة الحريق تتسع وطالت مجموعة سيارات قديمة كدست فوق بعضها،
فتنبه أحد رجال وحدة الإطفاء إلى إمكانية وجود بقايا البنزين في خزاناتها، ليقوم
على الفور بإبعاد العشرات من المواطنين الذين تجمهروا في المكان. ولم تمض دقائق
معدودة حتى بدأت السيارات المذكورة بالانفجار.
وكانت مفاجأة أخرى، أشد خطورة، تنتظر فريق الإطفاء الذي اكتشف وجود قنابل ومخلفات
قنابل منتشرة في المكان، فقام على الفور بالطلب من الحشود بمغادرة المكان موضحاً أن
الأمر في غاية الخطورة. وبينما قام مسؤول وحدة الإطفاء باستدعاء الشرطة وخبراء
المتفجرات، كان باقي أعضاء الفريق يعملون بحزم لمنع امتداد النيران إلى مكان وجود
القنابل.
خبراء المتفجرات الذين حضروا على الفور إلى المكان قاموا بإخراج القنابل وتفجيرها
على الشاطئ الشرقي لبحيرة رام.
نذكر هنا أن مجمع الحديد المستهلك هذا بات يسبب إزعاجاً كبيراً للمواطنين في كافة
قرى الجولان، وليس في قرية مسعدة فقط، حيث يقوم ضعاف النفوس بسرقة كل ما هو مصنوع
من الحديد وبيعه في المكان المذكور. ولم تسلم حتى شبكات الصرف الصحي منهم فقاموا
بتفكيكها كما حصل في قرية مسعدة وبيعها. واشتكى عدد كبير من المواطنين من فقدان
معدات وأدوات حديدية غالية الثمن. المزارعون بدورهم كانوا من الضحايا أيضاً، حيث
بدؤوا يفقدون خزانات التسميد (السمادات) من أراضيهم، حتى اكتشفوا في وقت لاحق أنها
تباع في المجمع المذكور.
وبعد حادثة اليوم طالب العديد من المواطنين بإغلاق مجمع الحديد ووضع حد للتدهور
الحاصل قبل أن تتفاقم القضية أو تؤدي لأمور قد لا تحمد عقباها...