من المسؤول عن عدم ذهاب أمجد إلى المدرسة؟ - ارشيف موقع جولاني
موقع جولاني


من المسؤول عن عدم ذهاب أمجد إلى المدرسة؟
نبيه عويدات – 16\10\2007
أمجد مالك أبو جبل طفل في الخامسة من عمره، ذنبه الوحيد أنه ولد مع إعاقة جسدية منعته من السير حتى بلغ الرابعة من العمر. وعندها تبين أن إعاقته دائمة، وهو غير قادر على القيام بكثير من الأمور التي يستطيع أقرانه القيام بها بسهولة.

الطفل أمجد أبو جبل

الوالد مالك أبو جبل

خلال السنوات السابقة أرسله أهله إلى روضة خاصة. الآن وبعد وصوله إلى مرحلة البستان لم يبق لهم أي مجال آخر غير إرساله إلى البستان الحكومي. وأمجد، غير إعاقته الجسدية في الأرجل، طفل طبيعي، ذكي، نشيط، ويحب المدرسة. لكن المعلمات لا يستقبلن أمجد لأنه معاق، وهو بحكم القانون ملزم بالحضور إلى المدرسة بمرافقة مساعدة، تبقى معه طيلة ساعات التعليم، وتساعده على إدارة شؤونه حتى عودته إلى البيت. والقانون يضمن لأمجد الحصول على مرافقة مساعدة على حساب وزارة التربية، فهو طفل كباقي الأطفال، من حقه تلقي تعليمه، والطموح لاكتساب مهنة تساعده على متابعة حياته، خاصة وأنه لن يستطيع مستقبلاً ممارسة أي عمل جسدي.
القانون نظرياً يضمن لأمجد حقه في التعليم، لكن الواقع يصطدم بموظفين بيروقراطيين همهم الوحيد الحفاظ على وظيفتهم. ومنذ عامين يحاول أهله ملاحقة القضية للحصول على هذا الحق، لكن محاولاتهم جميعها باءت بالفشل. الموظفون يحيلونهم من واحد إلى الآخر والكل يتنصل من إعطاء الجواب. وفي هذه الأثناء مر قرابة الشهرين على بداية العام الدراسي، وأصبح أقران أمجد في البستان يعرفون نصف الأبجدية، بينما هو يقضي يومه يراقب السيارات والمارة من شرفة المنزل.
يقول أمجد أنه جهز حقيبته المدرسية ودفاتره منذ بداية العام الدراسي، ويقول أيضاً أنه يحب المدرسة واللعب مع باقي الأطفال، لكنه يضيف بعفوية "بس ما بدن يخلوني روح عالمدرسه"...
أما والد أمجد، السيد مالك أبو جبل، فيقول أنه لا يعرف ماذا يفعل ولمن يتوجه. ويضيف لدينا قسم التربية والتعليم في المجلس المحلي، وهم ملزمون بمساعدتي للحصول على التصاريح والأوراق اللازمة، كذلك قسم الرفاه الاجتماعي، لكني أقوم بكل المجهود لوحدي وهم يحيلوني من مكتب لآخر. مرة يقولون انتظر حتى انتهاء الأعياد اليهودية، لأن المكاتب الحكومية لا تعمل، ومرة أخرى يطلبون الانتظار حتى انقضاء عيد الفطر، ولا أدري إذا كانت هناك أي أعياد قادمة يجب الانتظار حتى انتهائها! ولكن إلى متى يمكن الانتظار فالوقت يمر والولد لا يذهب إلى المدرسة!؟