سبتٌ اسودٌ... التفافٌ نحو الذّات.... ودعاءُ أمل
رامي ايوب - 17\10\2007
مقدمه
أحيانا تتفرق الكلمات, تتباعد المواضيع, وتتفكك روابط المضامين.. فهل من
الممكن أن تكون قد كَسَت حلة الضعف جسد الكتابة؟!!, أم أن كاتبها ألِفَ جنون
الضياعِ؟!!
ولادة طفلِ الذل
و . ا . ق . ع
أحرفٌ مُحَيِّرةٌ...
خُطَّت مسيرتها بحبرِ القدرِ
لِتُبحرَ في أوساطِ ذاتي
وتُكسِّرُ أمواجِ آمالي
تتصادمُ وحواجزَ إرادتي
فتتحطمُ أشرعتَُها على شواطئِ هممي
تغرقُ أجندَتُها في ثنايا أعماقي
ويطفو حطامُها صرحاً على هامشِ ذاكرتي
لأتعثّرَ بجَنَباتهِ, مع إشراقة كلِّ غدٍ جديدِ
همسٌ في غرفةِ الظلامِ .. (نداءُ أسير)
وَلَدَت سمائي قمراً
فانقلبَ عليهِ سحرُهُ أمامَ ضيقِ نافذتي
...
ذرفَ البحرُ دمعةً واحدةً
وذرفتُ من الدمعِ بحورا
دونَ الخنوعِ
...
ثملَ الليلُ لطولِ سهري
وعبثاً يعتقني من أحضانهِ برهةً
علهُ ينفردُ خفيةً بعتمتهِ
...
جاءني البحرُ مُبشراً باسمِ المدِّ
رميتُ له رسالتي
فتقهقرتْ أمواجهُ تخبُطاً
بحجةِ الجزرِ
...
بكيتُ ...
في حلمي مشيتُ
وعلى أشواكِ السلامِ وقفتُ
باسمِ الإنسانيةِ أشكو
كمَن يشكو فوقَ ارضِ الجولان يناجي الأملَ
ومن تحت تراب فلسطين ينادي الحريةََ
زيف العصر
الإنسان ...
كلمةٌ...
قليلةُ الأحرفِ
سهلةُ القراءةِ
سلسةُ اللفظِ
كثيرةُ التردادِ
وصعبةُ التطبيقِ
هاجس
في حلمي رأيتُ شخصاً يحفرُ قبراَ , ويخرج عظاماً رثّةً
وعند اليقظةِ , أدركتُ أني اْحفرُ في أعماقِ نفسي , لأنبشَ رفاتَ الحقيقةِ
خطاٌْ بحقّ النفس
يقولون :
اقترب من سعادةِ الحياةِ أكثرَ ...وابتعد عن آلامها أفضلَ
اقتربتُ ... وابتعدتُ
فوجدتُ نفسي أعيشُ حالةَ هجرِ حقيقةٍ ابحثُ عنها برفقةِ ذاتي
شوائبُ الفكرِ
بحجّةِ السياسةِ
ظلموا...اسروا...اختطفوا
بالإنسانية نكلوا...
وفاتَهم أنَّ السياسةََََ وُضِعَت
لِتَخدم الإنسانَ
لا لِتَستخدمهُ
.......
باسم الدين
كفَّروا ...استباحوا
وبغير قصدٍ , فاتهم...
أنهم بالربِ كفَروا
وبوجودِ نقيضين له رددوا
الأول يُنزِلُ شريعةً تقي البشرُ
والثاني يزرعُ الفِتنَ بينَ الأممُ
......
باسم الوطن
خاصموا...تفرّقوا
وفاتهم , أن القضيةَ بأزقّتها موحّدةُ...
للوطن سقفٌ واحدُ...
وللوطنية معنى لا يؤَوَّلُ
فان كان سقفُ الوطن متجزِّئُ
فللوطنية معنىً ما زلنا نجهلهُ
الدعاء الأخير
يعتصرُ الواقعُ ألما بطقوسِ القدرِ
يمتزجُ غموضُ المستقبل بعناءِ الماضي
تتلونُ الأوجهُ من حولي
وتبدأ البحثَ عن مرفأٍ امنٍ
تلجاُْ إليهِ قواربُ النفوسِ كلٍّ خلفَ قافلتهِ
أعيشُ بشخصيةٍ لوجهينِ مختلفينِ
الأولُ يُقسِمُ باسمٍ العَلَمِ
والثاني يثمَلُ بنبيذٍ قرمزيٍّ على مائدةِ يومِ سبتٍ دون خجلِ
فاغدوا فاقدَ هويةٍ جمعتُ أصفارها , صفراً...صفراً
لأرسمَ فيها ظلالَ مُغتربٍ
حلمَ بتفاصيلِ وطنهِ , شبراً... شبراً
يختفي الصدقُ تحتَ جليدٍ قطبيٍّ
تتجمدُ فوقَ امتداداتهِ أطرافُ الحقيقةِ
فتُبعثرُ الروحُ ملفاتها بين سطورِ الذاكرةِ
بحثاً عن حروفٍ متعبةٍ
ثاكلةٍ
باستشهادِ هلالٍ حمََى نورَ الأبجدية من تعَاقُبِ الظُلُماتِ
فهل ينطوي دربُ الظلامِ يوماً
تحتَ رحمةِ صفحةٍ بيضاءَ
تعانقُ فيها أحرُفُ السلامِ أحرُفَ الحريةِ؟!!!