إسماعيل مداح: حلمي الأكبر تحرير الجولان - ارشيف موقع جولاني
موقع جولاني


إسماعيل مداح: حلمي الأكبر لن يكون إلا تحرير الجولان
عن <ترفزيون> - 18\10\2007
حاورته: فاطمة بطحيش

* بالنسبة للدراسة الأكاديمية، لم أكن بعيدًا عنها كليا مثلما قلت، لكن طبعا المعهد هو شيء مهم جدًا للممثل، فهو يصقل الموهبة ويساعد في تسويق الممثل أكثر. لكن الآن وبكل صراحة أقول لك لست بحاجه للمعهد ليس لأنني ممثل جيد أو العكس لكن لأنه لا يوجد لدي وقت..
* يحق لنا نحن أبناء الجولان أن نكون من صناع الدراما السورية وأن نساهم في ازدهارها ونجاحها وأن يكون لنا بصمتنا كجولانيين، ولكي نفهّم العالم أنه لا أحد يستطيع في هذه الدنيا، حتى الأسلاك الشائكة، أن تمنعنا من التواصل مع وطننا الأم سوريا وأن تنسينا هويتنا السورية..
* وأنا العب الدور، لم أر أمامي سوى الشهيد البطل فايز محمود والشهيد البطل نزيه أبو زيد والشهيد البطل عزت أبو جبل وأحسست في تلك أللحظه وأنا أؤدي دور أحد هؤلاء الأبطال بأني أقول لهم شكرا لأنكم صنعتم بشهادتكم كرامة الجولان.
* بالنسبة لي الفن لا يتجزأ، فكله يصب في خانه واحدة هي الأحاسيس والمشاعر والموهبة وإذا توفرت هذه العوامل فمن الممكن أن يصل الفنان إلى الإبداع.
* إصراري على تحقيق حلمي وتحقيق رسالتي كشاب جولاني أتى لكي يكون جزءًا لا يتجزأ من هذه المسيرة الفنية النضالية في الوطن الأم، قد تجاوز كل الصعوبات إلا الحنين إلى حضن الأم والأب "إلي بكسر الظهر".
من قال إننا، إن كنا خلف القضبان أو وراء الأسلاك الشائكة، لن نبدع ولن تكون لدينا هوية؟ بل على العكس، فإن هذه القضبان والأسلاك ما كانت ولم تكن إلا محركًا للتعبير عن المعاناة التي عشناها ونعيشها نحن من يسمونا بالمحتلين.. صحيح أن الجولان هو محتل، لكنه لم ينس يومًا أن له وطن أم، وهذا ما نستقيه ونراه حين نشاهد أشبال الجولان من خلال شاشة التلفزيون السوري وغيره؛ يزينون الشاشات وينقلون المعاناة والأحلام بلقاء قريب.. واحد من هؤلاء الأشبال هو إسماعيل علم الدين مداح، ابن قرية مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، الذي قصد دمشق وحضن الشام.. فهو نجم ولد ولا زال ليصبح أحد أعلام الدراما السورية.. شاهده الكثيرون ولكن ما كانوا ليفرقوا إن كان جولانيا أم لا.. ومن خلال هذا الحوار تتعرفون عليه وعلى إنجازاته.. فأنا ابنة الجولان فخورة به وبغيره من الجولانيين وأرجو أن تروه كذلك..

بداية حدثنا عن جديدك على صعيد الأعمال الدرامية السورية، وهل لك مشاركة ضمن المسلسلات السورية التي تعرض حاليًا بمناسبة شهر رمضان؟
كانت لي عدة مشاركات لهذه السنة في رمضان منها: مسلسل "الحصرم الشامي"، مسلسل "أوعى تضحك"، مسلسل "كثير من الحب كثير من العنف"، مسلسل "خالد بن الوليد". وشاركت كمساعد مخرج في الجزء الثاني من مسلسل "أهل الغرام" كما وشاركت أيضًا بفيلمي سينما، الأول فيلم "الهوية" إنتاج مؤسسة السينما في سورية، وفيلم "القناص" بإنتاج مصري.

قصدت دمشق لتلقي العلم لتختص في مجال الأشعة ومن ثم درست علم النفس، لكنك لم تكمل لانشغالك بالفن ودرست الموسيقى، هل عشقك للفن آل إلى تركك المجال الذي قصدت دمشق من أجله؟
بالنسبة للمجال الذي قصدته، لقد أنهيته وتخرّجت ولم أتركه، لكن ميولي الفني سرقني إلى مجال التمثيل لأنني أعشق هذا المجال. في بداية قدومي إلى دمشق أردت أن ادرس أي مجال لا يتجاوز سنتين لظروف خاصة ومن ثم أعود إلى الجولان. ولكن جرت الأمور على غير ما توقعت وقررت أن أبقى في دمشق وأتابع العمل والدراسة بما أحب وكانت بدايتي بالعمل فورًا وهي من خلال مشاركتي بالتلفزيون في مسلسل "الزير سالم" مع المخرج حاتم علي، و"الأيام المتمردة" مع المخرج هيثم حقي، وفي المسرح مع محمد آل رشي في مسرحية "خطوات" وقد نالت المسرحية الجائزة الأولى في مهرجان قرطاج المسرحي ومن ثم توسعت علاقاتي وخبرتي وبدأت العمل.
ما اعرفه أنك لم تدخل مجال التمثيل أكاديميًا إنما من باب آخر، هل لك أن تخبرنا أكثر عن ذلك، وهل تعتقد أنه بعد أن دخلت المجال لا زلت تحتاج لدراسته أكاديميًا؟
صحيح، أنا لم أدرس التمثيل دراسة أكاديمية، ولكني شاركت في العديد من ورشات العمل مع فرق فرنسية ولبنانية وروسية في المسرح، ومع الأستاذ جهاد سعد أيضًا، ومع الأستاذ غسان مسعود قرأت الكثير بما يخص هذا المجال، وحضرت الكثير من الدروس في المعهد العالي مع الطلاب، حيث أنني كنت أطلب الإذن بالدخول من مدير المعهد واحضر كمستمع واستفدت الكثير. وكان الفرق بيني وبين طالب المعهد أنني أستطيع أن أعمل بأي وقت تأتيني فرصه للعمل في التلفزيون أو المسرح لأنني لم أسجل كطالب في المعهد. أما الطالب فغير مسموح له بالعمل إلا بعد إنهاء الدراسة. بالنسبة للدراسة الأكاديمية، لم أكن بعيدًا عنها كليا مثلما قلت، لكن طبعا المعهد هو شيء مهم جدًا للممثل، فهو يصقل الموهبة ويساعد في تسويق الممثل أكثر. لكن الآن وبكل صراحة أقول لك لست بحاجه للمعهد ليس لأنني ممثل جيد أو العكس لكن لأنه لا يوجد لدي وقت.. وأعتقد أن هذه المدة الزمنية التي عملت بها منذ ست سنوات حتى الآن زادت عن مدة الدراسة في المعهد وتعلمت الكثير إن كان بصورة عملية أو نظرية. وذلك يعود لأنني عملت أيضا في مجال الإخراج وما زلت، ولن أخفي عليك كم كان المشوار صعبًا لأستطيع أن أجد لنفسي مكانًا في الوسط الفني هنا في دمشق ولكن في النهاية أقول الحمد لله على كل شيء.

تملك في رصيدك عددًا من المسلسلات والأفلام السينمائية هل لك أن تحدثنا عنها وكم تختلف الشخصيات التي تجسدها عن إسماعيل الإنسان؟
إلى الآن أصبح في رصيدي حوالي 38 مسلسلا وأربع مسرحيات وأربعة أفلام سينمائية وستة أعمال كمساعد مخرج، وكنت سعيد جدًا بدور لعبته بمسلسل "أشواك ناعمة" استطعت من خلاله أن أرسل رسالة لكل الفتيات المراهقات بأن يحذرن من هذا النوع من الشباب الذي يستغل البنات بأبشع الوسائل، والحمد الله استطعت في هذا الدور أن أصل إلى قلوب الكثير من الناس. ومؤخرًا لعبت دور في فيلم سينما مع المخرج غسان شميط بعنوان "الهوية"؛ يتحدث عن التقمص ويتناول الأحداث في الجولان في فترة السبعينات والثمانينات، وكان دوري شاب مناضل يعمل مع المخابرات السورية وينقل المعلومات، ومن ثم يستشهد على الحدود عندما يُنصب له كمين من قبل جيش الاحتلال، وفي تلك أللحظه وأنا العب الدور لم أر أمامي سوى الشهيد البطل فايز محمود والشهيد البطل نزيه أبو زيد والشهيد البطل عزت أبو جبل وأحسست في تلك أللحظه وأنا أؤدي دور أحد هؤلاء الأبطال بأني أقول لهم شكرا لأنكم صنعتم بشهادتكم كرامة الجولان وعروبته، وقلتم للعالم كله أننا مشاريع شهادة في الجولان حتى دحر آخر جندي صهيوني عن أرضنا الحبيبة. بالنسبة للشخصيات، فقليلٌ منها كان يشبه شخصيتي أنا أميل إلى الأدوار الرومانسية والبطولية التي لها علاقة أكبر بالواقع الذي نعيشه.
تعددت مواهبك من ممثل إلى كاتب ومخرج وموسيقي، أيهم أقرب إليك؟
بالنسبة لي الفن لا يتجزأ، فكله يصب في خانه واحدة هي الأحاسيس والمشاعر والموهبة وإذا توفرت هذه العوامل فمن الممكن أن يصل الفنان إلى الإبداع.
قلت أن "إثبات نفسك كممثل أو كاتب أو مخرج أسهل من إثبات نفسك كموسيقي"، لماذا وأين تكمن الصعوبة؟
قصدت هنا أن شركات الإنتاج في هذه الفترة تهتم أكثر بالإنتاج التلفزيوني والسينمائي أكثر من الموسيقى وتبني أي فرقه موسيقيه أو إنتاج ألبوم يخص هذه الفرقة أو تلك، وليس القصد هنا هو التقليل من شأن الموسيقى في بلدنا. فالكاتب يجد الشركة التي سوف تشتري منه والممثل أيضًا. أنت تعلمين غزارة المسلسلات والأفلام السينمائية التي تنتج هنا، وهذا هو ما قصدت؛ فرص التمثيل والإخراج والكتابة أكثر من الفرص المتاحة لإقامة حفل موسيقي يخص فرقه جديدة تريد أن يكون لها مكان بين الفرق الأخرى، على سبيل المثال فرقتنا "سفر" ما زلنا ننتظر ممول للألبوم الذي يضم 17 أغنية من ألحان وكتابة أعضاء الفرقة.

ما هو شعورك، وأنت ابن الجولان، أنك كنت تشاهد الدراما السورية وتفخر بها، وأنك الآن واحد من الممثلين الذين ننتظر نحن أبناء الجولان أعمالهم كما ننتظر السوريين؟
أشعر بالفخر لأنني استطعت أن أشق طريقي وأن أجد لنفسي مكانًا بين كثيرين من الفنانين في الوطن، وهناك نقول أننا نحن أيضًا في الجولان لدينا المواهب والإمكانيات ويحق لنا أن نكون من صناع الدراما السورية وأن نساهم في ازدهارها ونجاحها وأن يكون لنا بصمتنا كجولانيين ولكي نفهم العالم أنه لا أحد يستطيع في هذه الدنيا، حتى الأسلاك الشائكة، أن تمنعنا من التواصل مع وطننا الأم سوريا وأن تنسينا هويتنا السورية.
تقول أن كرسي المخرج ينتظرك، بينما أنت تكرس طاقاتك للتمثيل، متى برأيك يمكنك أن تجلس على هذا الكرسي؟
عندما بدأت العمل في مجال الإخراج، بدأت مرحله تلو الأخرى؛ بداية في "سكريبت"، من بعدها عملت كمساعد مخرج وعملت أيضًا كمخرج منفذ. لذا، بقي أن أشترك في إحد الأعمال كمخرج مساعد، وبعدها كمخرج. لا أحب أن أتسلق على الشيء، أحب الصعود درجة درجة، وعندما أشعر أنه أصبح باستطاعتي أن أخرج عملا ما، وأصبحت أمتلك كل مقومات المخرج الناجح لن أتأخر ولا لحظة واحدة.
ماذا عن "سفر"؟
فرقة سفر ما زالت موجودة ولكن ننتظر من ينتج لنا البوم ويرعى لنا الحفلات الموسيقية. فالأغاني ما زالت تنتظر على الرف؛ 17 أغنية من ألحاننا وكلماتنا. شاركنا في العديد من المهرجانات داخل وخارج سورية وقمنا بأكثر من ستة حفلات في المحافظات السورية ولاقينا الترحيب والإعجاب من الجمهور في جميع الأغاني التي قدمنا وما زلنا ننتظر.
إن الدراما السورية مقصرة في الحديث عن الجولان، هل أنت ستقصر في حقها كونك تملك الآن صوتًا وصورة؟
لاحظنا في الفترة الأخيرة اهتمام الإعلام السوري بالجولان وحتى على الصعيد الإنتاج الدرامي التلفزيوني والسينمائي. نعم، يوجد تقصير وأعدك باسمي وباسم كل فنان يستطيع أن يقدم أي شيء عن الجولان أننا لن نقصر أبدًا بهذا الخصوص ونحن دائما نحاول عن طريق تجارب الأفلام قصيرة والمسرح والغناء أن نتطرق إلى الحديث عن الجولان. في هذه السنة أنتجت مؤسسة السينما فيلمًا طويلا يتناول موضوع التقمص في مرحلة الثمانينات في الجولان خلال فترة الإضراب الكبير وسيعرض في شهر تشرين الثاني في مهرجان دمشق السينمائي لهذه السنة، وكان لي شرف المشاركة في هذا الفيلم. وكتبت حلقه من حلقات "أهل الغرام" عن الجولان وسوف تصور في وقت لاحق عندما يستأنف تصوير مسلسل "أهل الغرام" مره أخرى بعد انتهاء شهر رمضان المبارك.
هل كان من الصعب عليك أن تقبل البقاء في سوريا الوطن الأم، وهل من الممكن أن يُسمح لك بالعودة إلى الجولان إذا أردت، أم أن حلمك الذي حققته سينسيك جذورك؟
لا أخفي عليك أنه كان صعبًا عليّ هذا القرار، لكن إصراري على تحقيق حلمي وتحقيق رسالتي كشاب جولاني أتى لكي يكون جزءًا لا يتجزأ من هذه المسيرة الفنية النضالية في الوطن الأم، قد تجاوز كل الصعوبات إلا الحنين إلى حضن الأم والأب "إلي بكسر الظهر". جذوري حملتها معي فلن أنساها. حملتها لكي أزرعها في كل زاوية من زوايا الوطن بالحواري والشوارع والكنائس والجوامع تحت كل حجر من حجارة الوطن، فلم ولن أنسى جذوري ما حييت، لأنني بدونها لا شيء، وهذا الكلام ليس للمزاودة صدقيني. أما بالنسبة للحلم، فلم أحقق منه إلا القليل القليل. وهل تعتقدين أن الحلم الأكبر ممكن أن يكون غير تحرير جولاننا الغالي.
كلمة أخيرة..
أخيرًا أشكرك وأشكر المجلة على هذا اللقاء والاهتمام من قبلكم. شكرًا لكم وإلى المزيد من النجاح، وإلى لقاء قريب..