في الثامن والعشرين من الشهر
ابن المجدل - 28\10\2007
كان ذلك في صباح ذلك اليوم وقبل الساعة الثامنة والنصف بقليل،
عندما توجهت إلى مكان بجانب مقبرة البلدة، تعودت
الدخول إليه في غالبية الأيام لتنظيم وتيسير معاملاتي المصرفية. ولم
انتبه لتاريخ ذلك اليوم إلا بعد أن فوجئت بطوابير
الناس المزدحمة الذين جاءوا إلى نفس المكان ولنفس الغرض، شيوخاً وشبابا ، نساءً
ورجالا.
فُتِح الباب وبدأت المزاحمة للدخول، ولكني لم أتجرأ المشاركة في معركة التزاحم. ليس
لأني أرتدي ثياب العمل وأخشى أن تتلطخ ثياب جيراني ألأنيقة والمرتبة فحسب، بل لأني
أخجل من الفوضى والتزاحم والمسابقة، رغم حاجتي لكل
دقيقة في ذلك اليوم. ولكن لم يبقَ أمامي سوى خيار واحد وهو
الانتظار الطويل والتحلي بالصبر الجميل حتى يأتي دوري البعيد الذي قد يكون بعد ساعة
أو أكثر. ولكن هذا هو جزائي لأنني ترددت وتخاذلت
في الدخول إلى معركة التزاحم في الوقت المناسب.
وفي الحقيقة ليس عتبي على المتزاحمين المساكين الذين عندهم الكثير من المشاغل
اليومية التي قد تحوجهم للمحافظة على وقتهم
الثمين. بل كان من الواجب على المسئولين عن هذا المكان إيجاد حل
مناسب لهذه الظاهرة المزعجة كما في الأماكن الأخرى التي تحترم زبائنها، مثل تأمين
أرقام وكراسي، فكل من يصل يأخذ رقم ويجلس على
كرسيه ينتظر دوره باحترام ولياقة .
هذا المكان الذي تبكي فيه الرجال والنساء معاً ليس لأنه قريب من مقبرة البلدة
فيتذكرون الموت والآخرة والثواب والعقاب ويوم
الحساب، بل لأنهم لا يستطيعوا أن يزيلوا من ورقة حسابهم الجاري
إشارة ناقص لكثرة الغلاء والمصاريف الباهظة ومتطلبات الحياة الصعبة.
باحترام:
أبن المجدل