فنيو شركة الكهرباء أثناء عملهم اليوم
هل انتهت أزمة الكهرباء في مجدل شمس؟
نبيه عويدات – 26\11\2007
الحل الذي أعطي اليوم هو بمثابة "حبة لتسكين الآلام"- هذا ما قاله أحد مهندسي شركة
الكهرباء. الشركة رفعت قوة التيار إلى 110 أمبير، وفنيوها يحذرون من أن هذا غير
كاف. مسؤول منطقة الشمال قال بأن الشركة استجابت بشكل فوري لطلب المجلس المحلي، وهي
على استعداد لرفع القدرة أكثر، إذا ما طلب المجلس ذلك مستقبلاً. مستشار المجلس
يطمئن بأن الزيادة تكفي البلدة للأشهر القريبة القادمة.
بعد أزمة استمرت أكثر من أسبوعين، انقطع خلالها التيار الكهربائي في مجدل شمس مساء
كل يوم، قام فنيو شركة الكهرباء اليوم برفع قوة التيار إلى 110 أمبير، بعد أن كانت
حتى اليوم 80 أمبير فقط. الزيادة تبقى غير كافية، حسب ما قاله الفنيون، الذين أكدوا
بشكل قاطع، بأن الأجهزة الكهربائية الموجودة في المحطة قديمة، ولا تتناسب مع
احتياجات البلدة، وأن الحل الذي أعطي اليوم هو بمثابة "حبة لتسكين الآلام" – كما
عبر أحد المهندسين الذين عملوا هنا اليوم.
مسؤول شركة الكهرباء في منطقة الشمال قال لموقع "جولاني" بأن الشركة استجابت بشكل
فوري لطلب المجلس المحلي لزيادة قوة التيار، وأن المجلس قد دفع المبلغ المترتب على
ذلك يوم أمس الأحد فقط. وأضاف المسؤول بأن الشركة على استعداد لزيادة قوة التيار
مستقبلاً إذا ما طلب منها المجلس المحلي ذلك. وأوضح أن الحل الذي أعطي اليوم هو حل
مؤقت، وربما يسمح ذلك بعبور فترة الشتاء بسلام، لكن البلدة لا زالت بحاجة إلى زيادة
أخرى أكبر. وأوضح المسؤول أيضاً بأن الحل الأمثل يكمن في إيصال خط توتر عالٍ قادم
من جنوبي الجولان، عبر بقعاثا ومسعدة، وهذا ما كان سيشكل رديفاً مهماً لشبكة
الكهرباء في المنطقة. ولكن إشكالات وخلافات مع بعض المواطنين، الذين يرفضون أن يمر
خط التوتر العالي فوق أراضيهم، يحول دون ذلك. هذا الخط كان سيمكن البلدة من الحصول
على 200 أمبير بكل سهوله.
أحد المهندسين الذين عملوا في المكان اليوم، بدت عليه الدهشة، وهو يتفقد الأجهزة
الكهربائية في محطة التشغيل الرئيسية، التي تزود البلدة بالتيار الكهربائي. المهندس قال
بأن هذه الأجهزة قديمة ولا تلبي احتياجات البلدة. وأوضح أن المحطة تتكون من لوحة
كهربائية واحدة، فيما هي في الحقيقة بحاجة لثلاث لوحات أكثر تطوراً.
وفي المقابل قال المهندس حسين القيش، الذي يقدم الاستشارة الفنية في الشبكة للمجلس
المحلي، بأنه متأكد من أن العمل الذي أنجز اليوم كفيل بحل المشكلة للأشهر القريبة
القادمة. وأضاف القيش، بأن على المجلس التفكير بحل للسنوات السبع أو الثماني
القادمة، لأن البلدة تتوسع والمحوّلات الموجودة في البلدة غير كافية، وأن على
المجلس إضافة محوّلين على ألأقل في حارة الجبل.
تجدر الإشارة بأن قوة التيار في قرية مسعدة المجاورة تبلغ 90 أمبير، وقد قدم المجلس
المحلي طلباً مؤخراً لزيادتها إلى 110 أمبير. وللعلم فإن عدد سكان قرية مسعدة يبلغ
3000 نسمة- أي ما يعادل ثلث عدد سكان مجدل شمس!
وكان نقاش حام قد دار بين عدد من المواطنين الذين تجمهروا في
مكان محطة التشغيل الرئيسية أثناء ذلك. فقد ألقى البعض باللائمة على المواطنين،
مشيرين إلى أن عددا منهم مدين للمجلس المحلي بمبالغ كبيرة ثمنا لاستهلاك الكهرباء،
وأن هذا يحول دون حصول المجلس المحلي على المبالغ اللازمة لتطوير الشبكة. البعض
الآخر خالف هذا الرأي وقال أن المشكلة تكمن في سوء الإدارة من قبل المجلس المحلي.
فبينما قال أحدهم أنه كان على المجلس المحلي قطع الكهرباء عن أولائك المتخلفين عن
الدفع ، وعدم الانتظار إلى أن تتراكم الديون إلى هذا القدر، قال آخرون أن
المجلس كان عاجزاً عن القيام بذلك، لأن عمال المجلس كانوا يهاجمون من قبل أولائك
الأهالي، ويعاملون بعنف حين كانوا يحاولون قطع التيار عن المتخلفين عن الدفع. وهنا
بدا اتفاق بين الجميع بأنه من غير المقبول تخلف البعض عن دفع فواتير الكهرباء، وأن
هؤلاء يجب أن يتعرضوا لضغط المجتمع. بل وذهب البعض إلى حد مطالبة المجلس برفع دعوى
قضائية ضد هؤلاء، والاستعانة بالشرطة لقطع الكهرباء عن المتخلفين. أحد المواطنين
تطرق إلى فاتورة الكهرباء العالية التي يدفعها المواطنون في مجدل شمس.
فالمعلوم أن ثمن كيلو الكهرباء كان لسنوات طويلة 60 أغورة للكيلوا، بينما كان السعر
الحقيقي 32 أغورة، أي أن المجلس كان يجبي مبلغاً مضاعفاً ثمن فاتورة الكهرباء. وهنا
علق البعض متهكماً بأنه حتى ولو تخلف نصف أهالي البلدة عن الدفع، فإن ما دفع كان
كافياً لتسديد أثمان الكهرباء وصيانة الشبكة. وقال هؤلاء أن المشكلة تكمن في إهمال
الشبكة من قبل المجلس لسنوات طويلة، مشيرين إلى انعدام المهنية في أعمال الصيانة
وتطوير الشبكة، وغياب التخطيط المستقبلي، وعدم اهتمام المجلس بملائمة هذه الشبكة
لاحتياجات البلدة وللتطور التكنولوجي الحاصل في المعدات والأجهزة.
وفيما يخص الانقطاع في التيار الكهربائي، وجب علينا الانتظار، فالليالي القليلة القادمة كفيلة
بالإجابة على جميع الأسئلة…