مصائب قوم عند قوم فوائد !
الحلقة (1)
وسيم الصفدي - 12\01\2008
يضرب هذا المثل العربي الأصيل في حالات عديدة ومتنوعة. في حالة الكوارث الطبيعية
مثلاً.
تسونامي على سبيل المثال. عندما غمرت أمواج المحيط الهندي أرواح الآلاف من سكان جزر
اندونيسيا وتايلاند وجزر المالديف وغيرها من دول آسيا الشرقية وقلبت مدنها وقراها
رأساً على عقب, هرعت الدول الغربية "لإنقاذ" إخوانها في الإنسانية! حاملة معها
أطنان من الغذاء وآلاف من معدات الإنقاذ ومئات الخيام وعشرات كاميرات التصوير..
وبعض المبشرين الكاثوليك! حتى أمست تلك الجزر المنكوبة مسرحاً للتنافس والتزاحم
والتقارع لصراع قديم قدم التاريخ.
مشاهد التفاني والتزاحم على إنقاذ الأرواح وإزالة الدمار ما لبثت أن وضعت أوزارها
مع خروج آخر كاميرا تلفزيونية من موقع الكارثة!
كانت كارثة تسونامي مثال كبير وصارخ على تلك النزعة.. نزعة استغلال أو انتهاز حالة
إنسانية استثنائية كفرصة لتمرير مصالح والحصول على منافع فئوية خاصة أو لغاية في
نفس يعقوب.. ويعقوب إسرائيلي...
مصائب قوم عند قوم فوائد...مثل يضرب أيضاً في حالة الحروب والدمار...
أغنياء الحروب.. العراق بلد دمّر بالكامل.. بهدف إعادة اعماره! شركات عالمية تريد
أن تعمل أو بالأحرى أن لا تتوقف عن العمل وتتعطل.. إنتاج, استهلاك.. العراق بلد من
العالم الثالث فلندمره إذن ونعيد اعماره!! فكر ميكيافيلي..يتقاطع مع الفكر
الرأسمالي!
الغاية والهدف في الفكر الرأسمالي منذ نشأته, وحتى اندثاره, هو الربح, المادة,
المصلحة الفردية.. وبتقاطع الرأسمالية مع الميكيافيلية تصبح الوسيلة للحصول على
الربح أو المادة أو المصلحة الفردية, وسيلة مقبولة ومبررة سلفاً! مهما كانت!
مصائب قوم عند قوم فوائد... مثل يضرب في حالات الاحتلال أيضاً!
جولاننا الحبيب... بعيداً عن ساحات الصراع والتناحر والبؤر الملتهبة على الكوكب, لا
يبقى أمامنا إلا العودة إلى جولاننا الصغير الحبيب.. فقل يا أيها النفس عودي إلى
أهلك سالمة مرضية مطمئنة بعيدة عن الخطر!!.. ليجد ذلك العائد صاحب النظر, المتبصر
للخطر, شديد الحذر, أن تلك الأفكار والدّرر والطرائق والنمر صارت تتسرب وتجري في
جولاننا المحتل المنكوب كالسيل من جراء المطر...
وأن خيار أجدادنا وآبائنا بالنأي جغرافياً عن أمراض الحضارة ومخاطرها, والّلوذ منها
بين الجبال أو في الحفر, لم تقي هذا المجتمع الصامد الأعزل و من العدوى والضرر..
نقطة على السطر..
يستطيع صاحبنا ممعن النظر مباشرة تشخيص هذه العدوى, وإدراج بعض الفئات من مجتمعنا
الصغير ضمن لائحة المصابين بها , والسائرين على نهجها, والمتتبعين لطرائقها.
جمعية الجولان لتنمية القرى العربية (م.ض) تقوم ومن خلال جزء من نشاطاتها, لا سيما
نشاطاتها الثقافية, بتطبيق تلك المبادئ والمثل المطروحة أعلاه على أكمل وجه!
فهي تعقد الندوات, وتدعو للمحاضرات, وتنظم أيضاً الأمسيات..
وتدعو الشعراء والشاعرات, والفنانين ومصممي الرقصات, والكاتبين والمختصين ومرددي
الشعارات, والمناضلين والمنجّمين والحرفيين وأصحاب الاهتمامات.. والثوريين
والنحاتين والرسامين التشكيليين وأخصائيي الطبخ وهواة السينما وصانعي السلطة
والمعجّنات...
لكن التساؤل يخيّم على صاحبنا.. كونه لم يستطع حتى الآن أن يرى أين هو الأخ المواطن
العادي, ابن البلد, الجولاني, المغيب عن الحياة, المعزول بفعل واقعه الماضي
والحاضرعن العالم , الممحون... والذي تعتبر محنته واحتلاله, من منظور منطقي, مبرر
قيام هكذا نشاطات... وعلة وجود أصحابها ومنظميها!..أين هو من كل هذه الفعاليات!؟
لماذا لا يحضرها؟!.. ألأنة مخلوق لا يحب الثقافة!؟؟ ألأنه كائن يكره الفن والشعر
!؟؟ ألأنه إنسان لا يحب الأدب والفكر؟؟! ألأن أحداً لم يقم بدعوته؟! ألأن ليس هناك
بعد حاجة إليه........كون العدد اللازم من الجمهور, لهدف التقاط وإرسال بعض الصور,
بفضل المدعوين تلفونياً من قبل "راعي" تلك الفعاليات قد حضر!!!!!؟
عقب على المادة |
لا توجد تعقيبات حاليا |