المرأة....عدو المرأة الناجحة
المجتمع لا يرحم والرجال لا يقصّّّّرون
أرسلت بواسطة رؤى - 17\01\2008
البعض يؤمن بأن المرأه العادية حتى وهي في بيتها خلف
الجدران لها أعداء، فكيف بالمرأه الناجحة أي التي تنافس الاخرين، رجال ونساء، في
العمل وفي الحياة عموما؟
فهناك من يرى أنها تملك قدرة سحرية على جذب الأعداء من بعيد ويجاهر اّخرون بأنها لا
تملك أسلوب التعامل العملي الذي يمتاز به الرجال وبأنها تهتم لأمور أسخف من أن يهتم
لها الرجال. إن المرأة حين تتسلم منصباً ادارياً رفيع المستوى يشعر بعض زملاء العمل
بالغيرة منها، خصوصا إن كان أحدهم يطمح لنيل المنصب، فيبدأ بالتشكيك بقدراتها في
الإدارة ويفتعل أمورا كثيرة للحد من نجاحها (أذا كان التعب أساس النجاح فالنجاح
أيضا حافز للآخرين يسعون إليه). والنجاح لا سيما الخاص بالمرأة يلفت الانتباه اليها
ويجعل البعض يتململ بردود فعل رافضة اتجاهها.
النساء وحتى المتعلمات منهن تتحول أغلبهن الى عدوات للمرأه الناجحة "لأنهن كثيرا ما
ينظرن الى بنات جنسهن نظره دونيه, كأنها لا تستطيع أن تتفوق أو أن تشارك في قرار
سياسي, أو أن تصبح وزيرة مثلا, متناسيات حقيقة أن المرأة أكثر تنظيما في الحياة من
الرجل، والمرأة تكون عدو نفسها عندما ترى أن مكانها الطبيعي هو في البيت والزواج،
والاستسلام الى ثقافة مجتمعنا العربي, الذي يحارب تقدمها, فتمشي في تياره ولا تدافع
عن مصلحتها أو عن حقوقها، فكم من امرأه حلمت بالعلم ولم تحصل عليه فتدخل قفص
الزوجيه آمله بأن تستطيع اكمال تعليمها، لكن للأسف يتضح لها أن هذا مستحيل لأن لا
أحد يشجعها، وهكذا تفقد آمالها وأحلامها فتستسلم وتشعر بالاحباط.
وان كانت المرأة قوية واستطاعت النجاح فتجد أن ثمة من يؤثر في تقدمها ويعرقل نجاحها
على صعيد فردي وشخصي، فثقافة المجتمعات الشرقية تعد الأقوال مسبقا للمرأة الناجحة
وتلصقها بها في الظروف الايجابية والسلبية، فاذا فشل أولاد هذه المرأه أو اذا طلقت
أو خانها زوجها يلومونها لأنها منصرفه الى العمل بدلا من الاهنمام بأسرتها, وإذا
نجحت عائلتها يلقون بالتهمة على نجاحها نفسه. ومن المضحك ان بعض الازواج وجدوا ان
هذا مبرر لخيانتهم ودخولهم في علاقة مع امرأة غير الزوجة (فهي دائما الملامة). فأنا
أؤمن بأن الرجل الذي لا يساند المرأة يغدو عدوها الاول و الاخطر. فالرجل يقدر
ببساطة أن يعوق تطور المرأة وتحركها من خلال تدخله المباشر في إيقاف مسيرتها
واتهامها بالتقصير, او يعمل على لومها وتأنيبها في كل مرة تتأخر في عملها فقط ليحبط
معنوياتها ويكسر طموحها. وهو نفسه يقدر أن يشجعها ويدعمها لكي تصل الى مراتب عالية
ونجاح بعد نجاح، فعندها سيجد أن زوجته قادرة على التوفيق بين عملها خارج المنزل
وداخله بدعمه هو، لأنها قادرة على أن تتحمل تعبها دون ملل بعكس الرجل الذي يعود من
عمله متعبا ليتأفف بوجهها ويشتكي تعبه. وبالنهاية انا ادعو الى محاسبة الفرد بحسب
مقدرته وقوته العطائية بغض النظر عن جنسه (كفى لأنظمة العمل المركبة ان تبخس
المرأة). يجب ان نقوي مفهومنا للعمل ولمعايير الاختيارات التي نقوم بها, وبالتالي
نحاسب كل تسيب ايا كان مصدرة او مسببه.
عقب على المادة |
لا توجد تعقيبات حاليا |