«إلي إلو سيارة عَبيت التل يروح يشيلها بدو يصير دفن»!
نبيه عويدات – 18\01\2008
ما هو القدر الذي يمكن أن يكون فيه الإنسان غير مبال ومستهتر؟ من الصعب جداً الجواب
على هذا السؤال في حالتنا نحن في مجدل شمس. ففي كل يوم نرى تجاوزات في كل مكان. كل
واحد منا يتصرف وكأنه الوحيد الموجود في هذه البلدة فلا يحسب حساباً لأحد.
يمكن لأحدهم أن يركن سيارته مثلاً وسط الطريق، معطلاً حركة السير، ويذهب ليقضي حاجة
معينة قد تستغرق دقائق وساعات، وليذهب جميع المواطنين إلى الجحيم!
قد يعن على بال آخر أن يقرر عند الساعة الواحدة أو الثانية بعد منتصف الليل «تفقيع»
المفرقعات ذات العيار الثقيل، التي تشبه عند انفجارها أصوات القذائف والصواريخ
الحقيقية، فلا يرف له جفن ويقوم بـ «تفقيعها»، وكأنه وسط صحراء الربع الخالي، فلا
يحسب حساباً أن هناك أشخاصاً نائمين، مرضى، أو أطفالأ، ستتسبب هذه المفرقات بتطيير
النوم من عيونهم.
والغريب أن أحداً من المواطنين لا يحتج على ذلك ولا يتذمر، وكأنه قدر من السماء
علينا أن نعاني منه حتى يوم الدين. أو أن ما يحدث هو حالة طبيعية.
ما دفعني لكتابة هذه الأسطر هو أمر يتكرر كلما شيّعت جنازة في مجدل شمس. فجميعنا
يعرف أن المكان ضيق ولا يتسع لعدد كبير من السيارات. ونعرف أن عددا كبيراً من
المعزين يأتي من باقي القرى: مسعدة بقعاثا وعين قنية، عدا عن الـ «الغربية». وفي كل
«أجر» تحصل أزمة حقيقة في «الساحة». وما لا أستطيع فهمه هو لماذا يصر أهل مجدل شمس،
قريبهم وبعيدهم، على أن يأتي للمشاركة في الـ «أجر» بسيارته! فيتسبب بأزمة سير خانقة.
حتى البعيدين نسبياً عن مركز البلدة يمكنهم أن يأتوا بسيارتهم لمكان قريب نسبياً
إلى الساحة ومن هناك المتابعة مشياً على الأقدام. ففي النهاية لكم من السيارات تتسع
الساحة؟
أما الأشد غرابة فهم أولائك الذين يركنون سياراتهم على «بيت التل» حيث يتم تشييع
الجنازة. ألا يفهم هؤلاء أن عليهم
عدم
ركن سياراتهم هناك. ألا يفهم هؤلاء أنه ستتم
هناك صلاة الميت ومن ثم دفنه. هل من الضروري أن ينادي نايف نعمان في كل جنازة: «إلي
إلو سيارة عَبيت التل يروح يشيلها بدو يصير دفن»؟! واحد من اثنان: أما بلادة، أو
استهتار.. وفي كلتا الحالتين نحن أمام ظاهرة مقلقة...
عقب على المادة |
لا توجد تعقيبات حاليا |