سهرة عيد الحب
يــارا – 13\02\2008
دخل حجرته بعد الاستحمام وبدل ملابسه وتزين على أكمل وجه. صرخ في وجه زوجته وأهانها
عندما سألته إلى أين؟ قال لها بكل شدة وغضب: أنا حر، أعمل ما أريد وليس من حقك أن
تسأليني. أنا رجل!
ركب سيارته وهو في غاية السعادة. كان يغني وهو ينظر في مرآة السيارة من وقت لآخر.
كان يريد أن يتأكد من ملابسه وأناقته. أقلقته قليلاً تلك الشعيرات البيضاء الخفيفة،
لكن ما كان يشغله حقاً هو كيف سيلقاها، وكيف ستلقاه؟! ماذا سيقول لها وماذا سترد
عليه؟! كيف سيستمتع بلحظاته معها وكيف سيرحل؟! وكيف وكيف؟
مائة كيف كانت تحتل رأسه في تلك اللحظات السعيدة.
فكر في زوجته، تلك المرأة التي تتعب دون جدوى. أنها حقا لا تصلح إلا لأن تكون أماً
فقط. ويكفيها هذا. صحيح أنها تخدمني وتربى أولادي، ولكن هذا حقي عليها - ألست
زوجها؟ الست من يرهق نفسه بالعمل حتى أجعلهم يعيشون في هذا المستوى من المعيشة؟ ثم
إني لم أطلب منها الكثير. كل ما أردته أن تهتم بي قليلاً، وكما تفعل بعض الزوجات،
قليلاً من الغنج. دائما لا تنفذ أوامري، بحجة انشغالها في البيت ومع الأولد. هل
تعتقد إني ساذج وسأصدق أن الاعتناء بالبيت والأولاد يأخذ كل وقتها! والأنكى من ذلك
أنها تطلب مني مشاركتها في رعاية الأولاد! هل هي عمياء؟! ألا ترى كم أنا مشغول في
العمل؟ أم أنها تعتقد أني تزوجتها لكي أعتني أنا بالأولاد؟ إذاً لماذا تزوجتها؟!
عموماً هي التي دفعتني لذلك، وعليها ألا تلوم في المستقبل إلا نفسها. كم طلبت منها
أن تغير من مظهرها وهي التي تهملني. كم مرة عدت من العمل متعباً فوجدتها تنتظرني
للتشاجر معي بسبب تأخري الدائم في العمل. امرأة غبية. لا تعرف شيئاً عن الأعمال.
تريد مني أن أتزوجها وأجلس في البيت.
آه أين أنت الآن يا حبيبتي؟ كم انتظرتك طويلا حتى تخرجيني من هذا الكابوس الذي أعيش
فيه. أنت الوحيدة التي استطاعت تحريك قلبي ومشاعري برقتك وجمالك واهتمامك الدائم بي.
دائماً متفرغة لي، في أي وقت أطلبك، ليلاً أم نهاراً، أجدك موجودة منتظرة طلباتي
لتنفذيها فوراً.
هي فعلاً مدللة كثيراً ولا تعرف شيئاً عن أي شيء - البيت والأسرة وتربية الأولاد.
هي لا تريد أن تضيع لحظة لا تكون فيها مهتمة بي، أو بنفسها من أجلي. يكفي أنها
دعتني اليوم لسهرة عيد الحب. اليوم سأعرض عليها الزواج.
... آه يا رأسي، آه يا ذراعي!
أين أنا؟
أنت في المستشفى.
ماذا حدث؟
الطبيب: كنت تقود سيارتك بسرعة جنونية، وبدون تركيز، مما جعلك تكسر الشارة وتصطدم
بسيارة أخرى، كانت تقل رجلاً وامرأة وطفلة، مما أدى إلى إصابة الطفلة إصابة بالغة.
والآن أنت رهن الاعتقال حتى تشفى وتقدم للمحاكمة.
مضى على الحادثة أكثر من أسبوع، وهو لا يزال راقداً في المستشفى، ولا تزال زوجته
الزائر الوحيد الذي يأتي كل يوم للاطمئنان عنه.
عقب على المادة |
لا توجد تعقيبات حاليا |