نقد لرد الأخ إيهاب أبو جبل
منير فخرالدين
لا يهم من أي بلد تأتي وفي أي بلد تعيش، ستجد نفسك في لحظات هي التي تختارك دون أن
تختارها، تقف فيها أمام سؤال معضلة: هل أسمح لنفسي بما أريد أم أخضع للعرف
الاجتماعي؟ ولسوف تجد أن ثمة مساحات واسعة للتفاوض والعمل على ذاتك، والتحرر النسبي
من هذه التناقضة. مهما يكون خيارك سوف تشعر بحكم هذه التناقضة، لأن الحرية البشرية
دائما مشروطة. إن مأساتنا في هذا المجتمع الضعيف نسبيا والمحتل، هو أن شروط حريتنا
أضيق من شروط حرية المواطن الفرنسي أو الدنمركي أو الإسرائيلي على وجه العموم (ففي
هذه الأماكن أيضا توجد فئات مجتمعية مستضعفة ومهمّشة ومحكومة بتناقضات لربّما هي
أشد من تناقضاتنا)، ولا نستطيع التشبّه بهم، ليس لأننا لا نريد بل لأننا محكومين
بظرف خاص. إني مؤمن بأن الوعي بهذا الظرف الخاص وإخضاعه لنقاش أفضل، يقوي خياراتنا
ولا يضعفنا، وهو في مجمل الأحوال ضرورة. هذا هو إيماني. ولذا قدمت مداخلتي في هذا
الموضوع. ليس هدفي تقديم حلول واقتراحات محددة كما فهم البعض. المهم في المسألة هو
عدم إضاعة أي فرصة لاستكمال النقاش العام في الموضوع، لأنها مسألة تخص الجميع شئنا
أم أبينا.
عقب على المادة |
لا توجد تعقيبات حاليا |