ليس الفريق الرياضي وحده المخطئ
نضال الشوفي - 25\02\2008
ذاكرة المكان يشكلها نشاط الناس فيه، وإشكالية الرياضة عندنا هي في السياق ذاته
الذي خلف فيه النشاط العام السابق، ذاكرة مشوهة لأجيال اليوم. هذا النشاط الذي حاول
التشبه بالعمل المؤسساتي حتى في الرياضة وفشل، ظل يكرس الشعار السياسي ويقدسه في كل
مناحي الحياة الثقافية والاجتماعية، فطغت المفاهيم السياسية السائدة على كل الظواهر
الأخرى، وصارت تطالب الرياضة والثقافة والفعاليات الاجتماعية الأخرى، برفع
شعاراتها، وبتمجيد واقع حالها.
أعتقد أن أعادة نقاش التجربة السابقة وتحليلها ونقدها بموضوعية، سيسهل علينا وضع
تصورات أفضل لما نصبو أن نكون. فالحوار الحالي يتركز حول الفريق الرياضي الذي يبحث
لنفسه عن حاضنة إسرائيلية بحجة كذا أو كذا، والمزاج العام يرى في ذلك خراب سريع سوف
يمتد ليشمل مجالات أخرى، وهذا صحيح. ولكن ألا ترون أن الخراب يداهمنا ولو ببطيء، ثم
ينذرنا بذلك في ظهور مشكلة الفريق الرياضي أو غيرها. أليست مشكلة من هذا النوع نتاج
للخراب الذي يصيب المؤسسة الرياضية ببطيء، شأنها شأن باقي المؤسسات التي تتحول
بسرعة إلى جزر يستوطنها القلة من الجماعات. أعتقد أن الأجدى في الموضوع هو نقاش
الحاضنة المحلية للرياضة، خاصة وأننا لم نسمع منها شيء حتى الآن ، وكأن الأمر لا
يعنيها. تجيز لنفسها المنع تحت شعار وضعته لمصلحة أقل شأناً مما يحدث، ولا تتكلف
عناء البحث عن حلول، وهو أسلوب في التفكير سيجعلها تخسر كل شي في المستقبل،
وستجعلنا كمجتمع نخسر الرياضة، لقد أحسست بذلك بالفعل عندما قابلت أحد الشباب
الصغار، وهو يحمل حقيبته متوجهاً إلى ( كريات شمونا )، وأخبرني أن أكثر من 10 شبان
كانوا يتدربون هناك في العام الماضي. لذلك أقول من فينا يكفل أن لا يتوجه أعضاء
النادي الرياضي نفس التوجه بشكل منفرد، أذا منعناهم من اللعب في الدوري الإسرائيلي،
هل يكفي أن نضع الحد عليهم، ونسهب في تفصيل المخاطر؟ أم نبحث في البدائل، وهي من
الواضح بيد المؤسسة الرياضية، وبالعذر من هذه المؤسسة إن لم يفهموا أني لا أقيم
خصام معهم ، إنما أحاول التوسع في نقاش الموضوع، وكي لا نقع في ذهنية التحريم.
عقب على المادة |
لا توجد تعقيبات حاليا |