كلب الشيخ ... - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


"كلب الشيخ ..."
شعر نزيه بريك

لم يُطرق الباب
لكنها سألت...؟
فأجاب:
أنا من بلاط سلطان العرب
هبط الخوف
فارتبك الجسد
كنمل غرق عشه
وتلاشت سمرة الوجه
في لون الخريف
إذ ادركت: الطارق
رجلُ أمنٍ او مثقف
وما الفارق...؟

شهيق ثم زفير ...
حتى تنفست الصعداء
فأقلعت مراكب الظن
من ميناء السؤال
والقى مرساته اليقين
اغمضت عينيها فاستيقظت
الذاكرة
وشهقت روح العبره
صار الخوف
جرأة
جمرة
ثم ثورة داست خيولُها
حقولَ الصمت
ومن غمد الفم إستلّت
سيف اللسان
فعاد الصدى لاهثاً...:
ايها المغتصب.. مغتصب.. مغتصب
إبتعد... لا تقترب
فَلِقَتْلِكَ أمْلُكُ كل السّبب

يا منتعل الرأس!
ويحك
متى كان اليراع كالمنجل...
أترمي بيَ زاداً للنار كالخشب
ألا ترى!؟
كيف اليراع بين يديك
يستجدي...
يصيح: تخنقني حوافر التيس

أتشنقني انا
بحبال الثقافة
بمقصلة البلاغة
وتصلبني على أوراق الخطابة
لأكون البرزخ!!!
برزخ اللاشيئين

كلما بريتَ القلمَ
أو اللسانَ
تفوح رائحة الذل
من راس الجبان
وأصرخُ
مِن طعنِ القلمِ
من طعمِ الألمِ
أيا ليتك كنت امياً لكان
أجدى لهذا القوم ولي
***
للبحر ليس من حيلة
كقدري، قَدَرُهُ
أن تصب فيه كل الأنهار
لكن غريب الانتماء
يأباه
وتلفظه الأمواج
***
الشمس ما زالت تنتظر...
معتصمة
في وادي النكبة
وكهف حزيران
كيف لا...
وما التأم الجرح
ولا جاء العيد حتى الآن

كم
زأر سيادته
ثغى جلالته
وهدل سموه
وما زالوا
قالوا: سنحمل العيد بكف
والشمس بكف
رحل الوعد مقعدا
وما عاد...
اسقطوا لاءات الخرطوم
والبسوا الحياة لاءات الماء
وما رحلوا

فتح السؤال فمه...؟
فحرروا الحذاء والايدي...
ونال السائل الكف بعد الكف
صرخ الصوت يكفي
فحرروا اوتاره من العنق
وتلاشى في كهف الكفن

وانت ...
وانت ماهمّكَ
كأنك خارج الزمان
كأنك غريب المكان
تبايع العفنَ
والكف والكفن
****

تحت اقدام الطاغية
تئن رؤوس الأهل باكية
تتكور بطون السجون
كأن الأمهات عافت الأبناء
كأن الأرض ضاقت بأهلها
حتى حبلت السماء
بأرواح الأبرياء
تنزف وجوه الجدران
من جرح الأسماء
والأسِّرة تبكي
أنين القضبان
وأنت...
وأنت ما همّك
كأنك خارج الزمان
كانك غريب المكان
"وما غريب سوى الشيطان"
***
مثابر في اغتصابي
رغم قتلي
أمن أجل بقعة فَيءٍ
تحت عباءة السلطان!!؟

لا تبرر أو تقل
هو سيف شهريار
من علّمك
كيف تكون اللغة شاة
ودمها حبراً
به تكتب الأشعار
كيف يكون القلم ميلاً
ودم البشر كحلاً
لعيون الجزار
علّمك الرقص على الدمع
وأن ترى الليل نهار
أما عَلِمْتَ:
بئس العمر إن طعمه
ناقص شيمة الأحرار
لعمري رب موت أجدى
إذا الحياة ملؤها ذل وعار
****
على صدرك يتبختر الوسام
"كلب الشيخ شيخ"
كاد الكلب من التشبيه أن يثورَ
لولا القائل: "من ساواك بنفسه ما ظلمك"
لا عجب إذا الكلب غضب
عجبي لو بدى منك الغضب

***
ساديٌ تتغذى
من جَلَدي
على جَلْدي
على موتي

بلاطيٌ، لوطيٌ
بليرَة تبيعني
أو درهم أو دينار
فما أرخصك...
ما أرخصك حين
تساوي بين
سوق عكاظ وسوق الخضار
***
لا عجب يا صوت شهريار
اذا التقى الدخان بالنار
من يعشق رائحة الدم
يخاف من عطر الحلم

لا...
لا تنم...
أو تغرس رأسك بالرمل
كالنعام...
الأمل كالشمس...
إن غاب لا يغيب
وعمره لا يُقاس بالأيام

ما مرّ القطار وإن
تأخر عن موعده النهار
فالأحلام كالأشجار
تكبر بصمت
وتشهق خلف الوقت

سينزع البحر اللثام
ويبتسم الموج
يعود الغيم إلى حضن أمه
وتنهمر أمطار الحلم
وفي صوت المطر
يذوب الصفير
وتسكن الريح
تغفو النار
"يموت السلطان ويبقى الحمار"
****
أنا اللغة العربية
أنا الغابة المطرية

من يغرق في حذاء السلطان
لا يعوم في بحور الأبجدية

من يرتدي ثوب الذل
الشمس لن تلمسه..
كالظل...

عقب على المادة

لا توجد تعقيبات حاليا