الحقيقة والخيال
يارا – 17\03\2008
الحقيقة حسب ما ورد في المعجم هي "القول المطابق للواقع"، هي معطى ثابت لأمر ما عن
طريق البرهان المنطقي للاقتناع بهذه الحقيقة، لكي لا تحتمل الشك أو الجدل. وهي لفظ
لشيء معلوم ومبرهن مرئي أو خفي. هي واقع نعيشه ولكن، إذا امتزجت الحقيقة بالخيال..
الخيال، تلك الحبال الوهمية التي ينسجها الفكر نتيجة حاجته إلى العيش بركود وأمان
لفترة زمنية معينة, وهي طبيعة الإنسان رغم نداءات الأعماق، يتأرجح الفكر بين الشك
واليقين، لا يعلم ما المصير. يستقي بعض المعلومات من نسج الخيال، ليخيط ثوبا يرتديه،
ليظهر به أمام أعين الناس.
كالشاعر الذي يرسم صورة للعشق عن طريق الخيال، وليس بالأمر الضروري أن يكون عاشقا
ليتقن الصورة يجسدها، وكأنها حقيقية، فيمزج بين الخيال والحقيقة. كذلك الإنسان
المتصنع المتملق، ينسج لنفسه، من وحي خياله، صورة للرجل المثالي، يظهر بها أمام
الناس, وحقيقته تختفي خلف قناع لا يدركه إلا هو نفسه، ويبرع في عمله.
وكذلك المرأه اللعوب، التي تظهر طيب النية وحسن الأخلاق، وتذرف دموع مزيفة خالية من
العواطف، وكأنها حقيقية، كما يقال كدموع التماسيح, حقيقة مجردة دون مشاعر, دموع من
نسج الخيال لإظهار صورة ما لغاية ما أمام الآخرين.
وكذلك وسائل الإعلام تضخم الحدث لتشوق المشاهد، فيتأرجح بين الخيال والحقيقة، ولا
يجد الحقيقة الصائبة دون مبالغة.
حتى الأم تعيش في عالم الخيال لترى أولادها أجمل الأولاد، والنجاح يحالفهم في كل
الأوقات, ولا تجرؤ على الخيال بما يخص ولد عاق.
كل منا يتأرجح بين الخيال والحقيقة ولا يجرؤ على البوح بالقول المطابق للواقع، إلا
من يملك الضمير الشبه مفقود، ذلك الشيء الغير مرئي الذي يؤلم من يمتلكه، لذلك بعضنا
قرر اقتلاعه.
ولكن بلعبه الحقيقة والخيال هل يمكن للذئب أن يصبح حملاً؟
عقب على المادة |
لا توجد تعقيبات حاليا |