التبولة والمدفونة..
نبيه الحلبي – 22\03\2008
وصل بسرعة خبر صحن التبولة وكتاب جينيس ونشاط مجموعة رؤيا المميز لاهل غزة.
فانطلقت مجموعة شبابية غزاوية بعجلة لتقليد اهل الجولان.
كيف لا..؟؟ .. وغزة والجولان محتلان من قبل اسرائيل ومن المفترض ان يكون دائما
تشابه بينهما ومشاركة وتفاعل لان لهما نفس العدو المشترك والفرق الوحيد انهم هم في
الجنوب ونحن في الشمال.
فتشكلت المجموعة الشبابية في خلال ساعات..وسمت نفسها رؤيا الغزاوية ونادت اهل غزة
للاجتماع فورا لتقليد أخوتهم المضطهدين في الجولان وصنع اكبر أكلة مدفونة في العالم
وتسجيلها بكتاب جينيس للارقام القياسية ومن المعروف ان اهل غزة مشهورون بأكلة
المدفونة. وهي عبارة عن سمك بحري يدفنونه بحفرة بالأرض بعدما يشعلون بها النار
لتصبح جمرا ويضعون بعدها السمك المنظف والمبهر ويدفنونه بالجمر ثم يغطونه بالتراب
وينتظرون بضع ساعات لتصبح من أطيب أنواع الأكل في العالم.
فانتفضت على هذه الدعوة حماس وهددت بقصف موقع الاجتماع..وقررت فتح مقاطعة الفعالية.
وتوعد الجهاد الإسلامي بقتل جينيس وأولاده وخطف زوجته لا بل احراق كتابه اللعين.
لكن مجموعة رؤيا الغزاوية الرائعة أصرت على تنفيذ المشروع. غيرة منها من اهل المجدل
ورؤيا الجولانية. وتحديا منها بأنها أيضا تستطيع كمجموعة شبابية واعدة العمل
والتصرف وكان الاحتلال ليس موجودا.
وتم توزيع المهام..ولأنهم بحاجة لكمية كبيرة من السمك ..أوكلت مهمة اصطياد السمك
الى صيادي غزة وفرقة أخرى كلفت بحفر حفرة كبيرة لوضع الجمر والسمك فيها ومجموعة
ثالثة تحمل الورود وتذهب لزرعها عند الحواجز والمعابر الاسرائيلية.
وفي الصباح الباكر انطلق الصيادون لصيد السمك بزوارقهم المتهالكة فوجدوا الزوارق
الحربية الاسرائيلية رابضة لهم بالمرصاد فاطلقت عليهم النار فقتل من قتل وعاد
الناجون سباحة الى الشاطئ وخرجت طائرات الاباتشي لتراقب مجموعة كبيرة من الشباب
والصبايا يحفرون حفرة كبيرة فاعتقدت في الحال انهم يحفرون خندق لتهريب السلاح
فاطلقت عليهم بضع صواريخ ليبقى قسم منهم مدفونين بحفرة الجمر المفترضة..اما
المجموعة التي حملت الزهور الى المعابر ظنوها الجنود انها مجموعة ارهابية تزرع
العبوات الناسفة على جنبات الطريق مموهة اياها بالزهور..فاطلقوا عليهم زخات من
الرصاص المطاطي فسقط من سقط وهرب من هرب.
وهكذا عادت مجموعة رؤيا الغزاوية الى مقرها مدماة مثقلة بالجراح والشهداء لتندب
حظها وتلعن الاحتلال وتنظر بحسرة في التلفاز الى صحن التبولة الضخم الذي صنعته رؤيا
الجولانية في عيد الام وتتحسر على اكلة المدفونة التي دفنت مع الشهداء والاحلام
الوردية الشبابية.
وياتي المساء ويهبط الظلام فتنام مجموعة رؤيا الغزاوية وقد انهكها الجوع..وتنام
مجموعة رؤيا الجولانية وقد انهكتها التخمة..
عقب على المادة |
لا توجد تعقيبات حاليا |