تسجيل الخروج . . .
شيرين أبو صالح – 28\03\2008
نعم.. ها هو صوت الحفيف ما بين أذرعي المهملة, وما بين أرض الحرية الموردة.
نعم.. ها هو صراخ الرذاذ الذي ارتطم بساقي المتعبتان، وقد تحول إلى رمادٍ يضلل
ملامحي الأنثوية الصاخبة, ويزيل عني قشور ماضٍ عنيد، يسبقني أحياناً إلى شرفتي
المظلمة, ويرقد غاضباً هائجاً بين شراشف سريري المائجة، ليهاجمني بجنون اللحظات
وغزارة دموعها...
آهٍ.. لعظمة الصبر وتعاسته عندما يستلقي عليَ ساكناً ينتظر الـ "لا شيء", فما الصفة
التي سأطلقها عليه, وما الذي جعلني أخاف لحظات الغروب تلك؟ وطعم الكحول المر الذي
ترسب بكل خلية قاوم وبشتى الوسائل كي ينجو من جنوني هذا...
وها قد تذكرت زهرة اللوتس التي أمسكتها مبتسمة, وقد بدأت أتخيل المدى في روعتها
وعظمتها عندما اتخذت قرار السكون، وأذناها مغلقتان تحت مياه حلوة المذاق.
إذاً، ها هو سرٌ لهدوءٍ من نوع آخر, يبقينا راقدين بسبات ويملأنا ببياض ناصع
الخيال.. يصعب تدنيسةُ..
ويا لسخرية المنطق الذي جعلني أرميها بعد ذلك بكأسِ نبيذ يفوح بقشعريرة النسيان...
وأنا.. أنا أرتجف من الرذاذ برداً..
وأعشق زهور اللوتس عشقاً..
وأحرق بجمر الحفيف صمتاً..
خوفاً مني تسجيل الخروج...
عقب على المادة |
لا توجد تعقيبات حاليا |