غروب وأمل
يارا - 03\04\2008
لملمت الشمس أذيال أشعتها على أستحياء وغادرت بعد عناء يوم أضاءت للجميع، وحلت ساعة
الشفق بألوانها البهية الحزينة في آن واحد، وأرسل القمر نوره على تلك الخلفية
السوداء، وأسدل الليل ظلامه على صفحة الكون وتلاشى الضياء...
كانت تستمع لعزف البحر سيمفونية الحزن، عزاءًا للأرض لغياب بريقها، وتراقب تراقص
الأشجار انسجاماً...
هي تعشق الشمس المغادرة. فهي تشبهها. تارةً دافئة برقه مشاعرها وجمال نفسها، وتارةً
تلسع الجميع بحرها، فتحرق نفسها لتنير للآخرين...
هي كالشمس، رغم بعدها أميالاً وأميال نشعر بها تمد أجسادنا بالدفء والأمان...
هي تعشق الشمس لأنها مثلها لا تخون الوعد، فلا يمر يوم إلا وتشرق، بخلاف القمر؛ لا
يأتِ إلا بضعة أيام في الشهر...
هي مصدر للعفة والطهارة كالشمس، بكر لم تطأها قدم إنسان، حقيقية لا يمتلك أحد
حجبها، بعكس القمر متقلب المزاج، يظهر أحياناً كاملاً وأحيانا أخرى منقوصاً...
كانت كلما ترقبت الغروب تسلل إلى أجفانها طيف خيال لصور لم يكتب لها الأبدية. كانت
تغفو لحظات ثم تستيقظ على الحقيقة. كان قلبها يحتضر وروحها يعتصرها الألم كلما حل
الظلام ورأت القمر معشوق البشر لجمال مظهره - فبعض البشر لا يأبه إلا لجمال المظهر
متجاهلاً الجوهر.
بعد كل غروبٍ تمضي وتطوى صفحة من صفحات العمر، دون أن تمسك بأطراف خيوطه، تقف وحيدة
تنتظر الشروق...
عقب على المادة |
لا توجد تعقيبات حاليا |