تعبير غير مُعرّف ...
شيرين أبو صالح - 07\04\2008
اعتدت أن أنام وحدي.. بين أرصفة مخيلتي وبين سنابل بزوغ تحضنني كل صباح من جديد
بدفءٍ، بعنفٍ سرّي، بلمسة من ذهب... تجتاح هدوئي الصباحي وتكبّل جلاجل أصابعي بين
حلقات فناجين قهوتي المرتعشة.. وبين لجوئي للظلام المسائي الملوّن بلمسات خريفيّة
الإحباط... إحباط صباح قد رحلتِ فيه كزهرة برّية مليئة ببراعم الإنعاش...
نعم كان ذاك الصوت الخشبي على بابي القديم، ونزيف تدفّقَ تحت غبار أقدامه ليملأني
بدماء رحيلكِ، أسبوع أيام.. وأيام لأسبوع كنت قد حاولت أن أهرب بشتى الوسائل لأبعثر
ملامحك الجليدية الشاحبة من مخيلتي...
ثلاث.. خمس.. أربعة سنوات... لا أذكر, ففجيعتي كانت أنت.. والموت نال من فجيعتي...
ذهبت أمّّا لعائله أنتظرتك بعيدها.. لطفلين كانا قد تسللا بؤسا على سرير يملأه عهرُ
أشواك التساؤلات...
لم أجرؤ على الكتابة يومها.. فابتسامتك لاحقت قلمي الرصاصيّ المكسّر.. وأحرقت جميع
دفاتري الساذجة...
يا لجحيم الإيمان, ويا لإيماننا بجحيم الرحيل.. عندما تتورّم أشلاؤنا بحزن خروجهم
من نوافذ ماضينا...
رحلتِ فجرًا
ركعت أتألمكِ وأرثي بياض جثتك صبحًا
ابتلعت علقماً من حقيقة.. ظهراً..
وتمزّقت بعتمة ثيابي ليلاً..
ويا لك من مرواغ بارع يا أيها الفجر المسرع..
تحضننا مجددا بعُري ستائرك.. لتكشف معادلة
تحوي 21 جرام من السنين
و21 جرام من شظايا..
لتعبير غير معرّف...
عقب على المادة |
لا توجد تعقيبات حاليا |