رقصة فراشة …
شيرين أبو صالح – 22\04\2008
زقزقة عصفور سلام تترغل بأشواق من ربيع…
تتمايل بحرية بسماءٍ موردة ببراعم من ياسمين حريرية صافية الكيان ممزوجة بكأس
النعنع الجليدي, بسلاسل متعانقة لشجرة ليمون تتوق لخيوط شمس عارية بدفء الحنين...
أستجمع أوراقي وأفتح خزانتي المبعثرة, بألوان من شاطئ ريفيّ يسرقني بروعته، وألوان
لليل أحمر بنفسجي قضيته أغوص بثوانٍ من أحلام, وبحرقة البنّي مع أعاصير مساحيق قهوة
الخريف...
أظنني أبحث عن عطف الأبيض, عطف الربيع الذي آن أوانه, عطف لملامحي الطفوليّة
البيضاء...
فستاني الأبيض, تهيأ ...
سنجمع أقلامنا معاً, وننطلق على مدى السنين بزمرّد من ندى ينزلق على أوراق تحمل
أجمل ألواني الخضراء...
وها أنا أتنفس مساواة أمراة مع ذاتها ...
مساواة جسد ذاب بأشكال خرافيّة داخل فناجين العرّافين والمنجّمين, مرّة لعروس
بفستان أسود.. مرّ كان مذاق ذاك الفنجان .. ومرّة ليدان مرفوعتان لضوء من أمل غزير
بحقيقة ٍ وجدتها ببريق رجل يحييني من جديد, يعانق أشواكي بشغف، يحملني على أطباق من
لآلئ وجواهر الأيمان ليقدمني هدية لواقع انتظرنا بحب شديد ...
أستلقي على سنابل من عنفوان, أبعث وأبعث وأتوق لأبعث فيها كل جنوني السعيد... لتنمو
وتتبرعم بذهب من ألحان بدأتُ أعشقها أنشدها وأرقص سوية معها، ومع شذى عطرها
بفضوليّة الأكثر والأبعد والأجمل...
أفرد أجنحتي وأزيل قشور الرماد عنها, وها هو قلبي يهلهل بهبوب نسمات العيد...
ويتبرّج بحرية الحان الصفاء...
لأقدم كل ما يكمنني من نغمات
برقصة فراشة تذّوب المستحيل...
| عقب على المادة |
|
لا توجد تعقيبات حاليا |