بين الشكل والمضمون
متفائل – 15\05\2008
يحكى أنه في إحدى القرى النائية، أيام الدولة العثمانية، رزق أحد الفلاحين ولداً،
ففرح به كثيرا، وشاركه الفرح سكان القرية.
ومع الأيام كبر الولد وكبرت مشاكله واشتكى أهل القرية من تصرفاته.
الأب دأب على توجيهه وتأديبه تارة بالترغيب وأخرى بالترهيب.
الولد لم يكف عن سلوكه، يل بالعكس، كان يزداد شراسة. إلى أن ضاق صدر الأب به بعد أن
سبب له الكثير من الإحراج أمام سكان القرية الذين أحبهم وأحبوه. فقال الأب
للابن يوما: أخرج من القرية ولا تعد إلى أن تصبح إنساناً.
خرج الابن مطروداً...
مضت السنون وانقطعت أحبار الابن.
وفي أجد الأيام حضرت إلى القرية فرقة من الانكشارية، وسيق الأب العجوز المريض
مكبلاً إلى أن مثل أمام الصدر الأعظم في الأستانة.
وهناك سأله الصدر الأعظم: "هل لديك ولد ترك القرية منذ سنين"؟
ارتبك الأب وأجاب نعم لكني لا أعرف عنه شيئاً.
فقال الصدر الأعظم: "انظر إلي أنا ابنك. كنت تقول لي لن أصبح شيئا في حياتي، والآن
ماذا تقول"؟
فقال الأب وهو يتحسر: "أنا لم أقل انك لن تصبح صدراً أعظم.. أنا قلت أنك لن تصبح
إنساناً"...
عقب على المادة |
لا توجد تعقيبات حاليا |