قصة أعجبتني اسمحوا لي أن أرويها لكم:
عقوبة الكذب عند النمل!
في إحدى المرات كان أحدهم جالساً في البرية يقلب بصره هنا وهناك. نظر إلى مخلوقات
الله وتعجب من بديع صنع الرحمن. ولفت نظره نملة كانت تجوب المكان من حوله تبحث عن
شيء لا يظن أنها تعرفه... ولكنها تبحث وتبحث.. لا تك.. ولا تمل...
وأثناء بحثها عثرت على بقايا جرادة، وبالتحديد رجل جرادة. وأخذت تسحب فيها وتسحب،
وتحاول أن تحملها إلى حيث مطلوب منها في عالم النمل وقوانينه أن تضعها. هي مجتهدة
في عملها وما كلفت به. تحاول وتحاول،
وبعد أن عجزت عن حملها أو جرها ذهبت إلى حيث لا يدري واختفت. وسرعان ما عادت ومعها
مجموعة كبيرة من النمل. وعندما رآها علم أنها استدعتهم لمساعدتها على حمل ما صعب
عليها حمله.
فأراد التسلية قليلاً فحمل تلك الجرادة، أو بالأصح رجل الجرادة، وأخفاها. فأخذت هي
ومن معها من النمل بالبحث عن هذه الرجل هنا وهناك، حتى يئسوا من وجودها فذهبوا.
لحظات ثم عادت تلك النملة لوحدها، فوضع تلك الجرادة أمامها. فأخذت تدور حولها وتنظر
حولها، ثم حاولت جرها من جديد، حاولت ثم حاولت حتى عجزت. ثم ذهبت مرة أخرى. هذه
المرة عرف أنها ذهبت لتنادي على
أبناء قبيلتها من النمل ليساعدوها على حملها بعد أن عثرت عليها. جاءت مجموعة من
النمل مع هذه النملة، بطلة قصتنا، وأضنها نفس تلك المجموعة. جاءوا وعندما رآهم ضحك
كثيراً وحمل تلك الجرادة وأخفاها عنهم... بحثوا هنا وهناك، بحثوا بكل إخلاص، وبحثت
تلك النملة بكل ما لها من همة، تدور هنا وهناك، تنظر يميناً ويساراً، لعلها ترى
شيئاً. ولكن لا شيء.ثم اجتمعت تلك المجموعة من النمل مع بعضها، بعد أن ملت من
البحث، ومن بينهم هذه النملة، ثم هجموا عليها فقطعوها إرباً أمامه وهو ينظر إليهم
في دهشة كبيرة. وأرعبه ما حدث. قتلوها.. قتلوا تلك النملة المسكينة.. قطعوها
أمامه... نعم قتلت... وأضنهم قتلوها لأنهم يضنون بأنها كذبت عليهم!
سبحان الله حتى أمة النمل ترى الكذب نقيصة، بل كبيرة يعاقب صاحبها بالموت!! حتى
النمل يعتبر الكذب جريمة يعاقب عليها لإثمه وشدة جرمه.. فأين من يعتبر؟ فكيف إن كان
الكذب يحمل إساءة أو شك أو تقوم من ورائه الفتن والحروب وخراب البيوت...
أين من يعتبر من النمل المخلوق الصغير..؟؟
عقب على المادة |
لا توجد تعقيبات حاليا |