انعقاد اللقاء الرابع من منتدى الخميس - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


انعقاد اللقاء الرابع من منتدى الخميس وكان موضوعه:
فلسفة التمرد والرفض عند جبران خليل جبران
يوسف سيد أحمد – 02\07\2008

بصورة اضطرارية وبسبب اكتظاظ الفعاليات عقد منتدى الخميس هذه المرة يوم الأحد الفائت.
وقد جاءت فقرات المنتدى على النحو التالي:
1- عرض موجز عن حياة جبران.
2- قراءات من كتاباته الفلسفية ، والاجتماعية من كتاب "النبي" إضافة إلى أجزاء من قصائده "الموارد".
3- نشأته في بشري في لبنان 1883 – 1931 هجرته إلى أمريكا ، وعودته بعدها لفترة إلى لبنان للتعمق باللغة العربية ( مدرسة الحكمة ) ليعود بعدها إلى بوسطن،
4- زيارته لباريس للتخصص بالرسم وعرض لوحاته ، ثم عودته إلى بوسطن وبعدها إلى نيويورك حيث أقام في صومعة يكتب ويرسم، وفي ذلك الحين قرأ مؤلفات فريدريك نيتشه ( وهو فيلسوف ألماني وقد بشَّر بالإنسان الأعلى أو "السوبرمان" فبعثتْ فيه روح الثورة وكتب كتاب العواصف.
5- 1920 أنشأ الرابطة القلمية وكان رئيسها، وميخائيل نعيمة سكرتيرها
تأثر فنياً برودان النحات الفرنسي العظيم ، ثم بوليم بليك الفنان الانجليزي.
ركّز شعراء الرابطة القلمية على النفس الإنسانية وخصّوها بقصائد كثيرة ومعبِّرة، معتقدين كما اعتقد من قبلهم علماء اليونان، ومن بعد ابن سينا في قصيدته المشهورة:
هبطتْ إليكَ مِن المحلِّ الأرفعِ ورقاءُ ذاتُ تعزُّزٍ وتمنًّعِ
فقد اعتقدوا وهم جادون بأن النفس كانت تعيش في العالم السفلي، عالم المادة والفناء، فدخلت في الجسد، والجسد فانٍ كما تقول كل الكتب السماوية، ولكن الروح خالدة، فهي ستغادر الجسد وتعود إلى عالمها الذي هبطت منه حيث تتمتع هنالك بالخلود. ويقول جبران عميد هذه الرابطة القلمية : "إن هذه القصيدة هي الأقرب إلى ميولي الفلسفية في النفس".
ولم يكن ابن سينا الوحيد ممن أعجب بهم جبران من فلاسفة العرب، فنراه يُعجب بابن الفارض، شاعر الحب الإلهي، وكذلك يُعجب بالإمام الغزَّالي وأبو العلاء المعرِّي، والشاعر ديك الجن الحمصي وأبي نواس والخنساء والمعتمد ابن عبَّاد.


وتأثر بفلاسفة الغرب أيضاً أمثال: ، ورد سورث وشكسبير، غوته الألماني ونيتشه الذي كان له بمثابة المعلم الأكبر وخاصة في كتابه "هكذا تكلَّم زرادشت " الذي نسج على منواله كتابه " النبي " الذي وضعه بالانجليزية وعالج فيه بعض مشكلات الحياة كالحب والزواج، والعمل والعطاء والألم، والخير والشر، وغيرها من المسائل الاجتماعية والإنسانية.
وكان جبران وزميله ميخائيل نعيمة يعتقدان بنظرية تقمُّص الأرواح، ويعبر عن ذلك في أكثر من مكان، ولكن أقصوصته " رماد الأجيال " من كتابه " عرائس المروج " سنة 1906 تجسد هذه الفكرة، ثم أتبعه ببعض الأقاصيص المؤثرة في كتاب " الأرواح المتمردة " سنة 1908 الذي يتحدث عن أرواح تمردت على التقاليد والشرائع.
نشأ جبران في عصر مختل المقاييس والقيم، يسيطر عليه الفساد السياسي، ويستبد به الظلم،يفتك قويه بضعيفه وغنيه بفقيره، ويتحكم فيه الأمير ورجل الدين بأبناء الرعية. وإلى جانب ذلك، التقاليد الاجتماعية التي تسلب المرأة إرادتها وإنسانيتها ويتصرف بها تصرف القينة والمتاع، ويتركها رهينة البؤس والشقاء.
" إنه يجعل من الناس قطعاناً بشرية ضائعة في متاهة التاريخ".
كان جبران يؤمن بالحياة والإنسان وقدسية الحقيقة والفضيلة، فلم يرَ بدَّاً من الثورة وإعلان العصيان الروحي والتمرد الاجتماعي والأخلاقي؛ يصحب ذلك نوع من السخط والعنف يتميز بهما رواد الإصلاح والمثالية كرد على الواقع وتشهير بمفاسده ومخازيه. لذلك فقد آثر عالم الطبيعة على عالم المدنية وهذا يعود لحنينه إلى طفولته وربوع قريته.
ثقافة جبران:
مرت ثقافة جبران في مراحل متعددة بين لبنان والمهجر الأمريكي وفرنسا، وقد اطَّلع من خلالها على الآداب العربية والأجنبية، وعلى الديانات من بوذية ومسيحية وإسلامية، وعلى فلسفة نيتشه وكتابات وليم بليك وغيرهم كثيرون، مما عمَّق تجربته النفسية، وغذاها بتجارب الآخرين وثقافتهم، ولعلَّ نضجه الثقافي والإنساني هو الذي حوَّله، في ما بعد، من السلبية والعنف إلى نوع من الهدوء والمسالمة مع الحياة والقدر.
جبران الفنان:
كانت موهبة الفن عند جبران في الرسم والتصوير عاملاً أساسياً جعله ينظر إلى الأشياء بعين الفنان والمفكر معاً، ويعبِّر عنها بطريقة رمزية خيالية قريبة من الحدس والرؤيا.
وبرغم اغترابه ورؤيته للحضارة الحديثة إلا أنه ظل مشدوداً إلى ربوع بلاده وطبيعتها، والإيمان بأن هذه الحضارة الخالية من الجوانب الروحية، قادت الإنسان إلى التعقيد والبؤس وافتقاد البراءة والسعادة.
كانت قصة " الأجنحة المتكسرة " 1912 قصة الحياة الحقيقية في ذلك الوقت، وكانت قصة حب جبران الأول وكثيرين من أمثاله عانوا من الظلم الاجتماعي والسياسي.
وانتهى اللقاء بعرض بعض الأقوال والحكم الجبرانية على شرائح تحتوي مناظر جميلة.
اللقاء القادم عن "محمد الماغوط الأديب والمسرحي"
يوم الخميس بتاريخ 17/7/2008
الدعوة موجهة لكل المهتمين بقضايا الأدب والثقافة لمشاركتنا في هذا المنتدى ومناقشة موضوعاتها، ومن لدية بعض التجارب الكتابية يرسلها على بريدي الإلكتروني الموجود في موقع "فاتح المدرس" مع رقم تلفون أو أي وسيلة اتصال للتنسيق بيننا لتقديمها أمام الجمهور. مع تحيات :
يوسف السيد أحمد
 




عقب على المادة

لا توجد تعقيبات حاليا