صورة من
الارشيف
انعقاد اللقاء الخامس من منتدى الخميس
يوسف السيد أحمد - 19\07\2008
انعقد مساء مساء الخميس 17\07\2008 اللقاء الخامس من منتدى الخميس في مركز فاتح
المدرس للفنون والثقافة في الجولان. موضوع المنتدى كان الأديب المسرحي محمد الماغوط.
من هو محمد الماغوط ؟؟
إنَّه واحد من المبدعين الذين كُتبتْ عنهم عشرات الكتب، وحُبِّرت مئات الزوايا
والخواطر. وأُمطرت مساحاته القفراء بوابل من الصفحات هنا وهناك، على امتداد العالم
العربي، وتخطَّى حدود وطنه إلى العالم قاطبةً، وتناولته الأقلام بالترجمة لأعماله
الأدبية بجميع اللغات العالمية.أنَّه الشاعر والأديب الروائي والقاص محمد الماغوط
هذا الشاعر الذي جاء من قلب بادية الشام لابساً عباءة الفصول، مشنشَلاً بالأمنيات
مطارداً من النظرات الشريرة والحاقدة، ومن الهمسات الفضولية ومحاصراً حتى من أقرب
الناس إليه.
هل هو كاتب روائي أم مسرحي أم شاعر؟؟
وكثرت الكتابة عن الماغوط، كلٌّ يصفه كيفما يشاء، وتتلخص هذه الصفات بما يلي: "الماغوط
شاعر السخرية، ومسرحي واقعي، رائد القصيدة النثرية، من أهم الأسماء الأدبية قاطبة
التي كتبت قصيدة التجاوز والتخطِّي، متشائم حتى الاختناق، ومتفائل حتى النبض
الأخير، يتطيَّر من أيِّ شيء حتى من ظلِّه، يتبرَّم من الذين شوَّهتهم الأوسمة
المزيفة، وَوِسامُه الذي يفخرُ به منذ الولادة الأولى (الحياة)، حتى الولادة
الثانية (الموت) أن يُحِبَّ وطنه، ووطنه يحبُّهُ، فارداً روحه لناس مجتمعه البسطاء،
وأن يُعبِّئ رئتيه بهواء ريفه النقي الجميل، البعيد عن التدجين وأرصفة اللفِّ
والدوران، وأن الحياة عنده هي موقف للعزِّ فقط؟!
برغم كل البؤس الذي رافقه في قريته، والظلم الذي لحق به، فهو يكنُّ لها شعوراً
خاصاً، فهي التي أنجبته، وأنجبت غيره من المبدعين. يقول عنها:
"الدمعة التي ذرفها الرومان
على أوَّل أسير فكَّ قيوده بأسنانه
ومات حنيناً إليها
سلميَّة..الطفلة التي تعثَّرت بطرف أوروبا
وهي تلهو بأقراطها الفاطمية..
يحدها من الشمال الرعب
ومن الجنوب الحزن
ومن الشرق الغبار
ومن الغرب الأطلال والغربان..
لا تعرف الجوع أبداً/ لأن أطفالها بعدد غيومها..
حزينة أبداً، لأن طيورها بلا مأوى..
والنجوم أصابع مفتوحة لالتقاطها".
أمَّا في مسرحيات الماغوط فقد يجد المتفرِّج نفسه وجهاً لوجه أمام التناقضات التي
تعيشها مجتمعاتنا، وهي عديدة فهناك التناقضات بين طبقات المجتمع وفئاته؛ تناقضات
الحاكم والمحكوم، الضحيَّة والجلاد، الثري والمسحوق، المثقف والجاهل، المناضل
والانتهازي، الثائر وسارق الثورة، وهناك تناقضات المجتمع مع قيمه؛ تناقضات بين
واقعنا الحقيقي الذي ينتشر فيه الفقر والجهل والظلم والاضطهاد ويسود التآمر وتكثر
الدسائس والوشايا.. وتناقضات بين الإنشاء الفارغ الذي يتحدَّث عن المواطن باعتباره
القيمة العليا في المجتمع، وبين الحقيقة المرَّة التي ترى في المواطن عبئاً ثقيلاً
يجب التخلُّص منه بالسجن (كما في ضيعة تشرين) أو بإقصائه خارج البلاد في غربة أكثر
إذلالاً من البقاء على أرض الوطن. (كما في غربة)
يقول عنه زكريا تامر الذي كتب مقدمة كتاب "سأخون وطني" : "أن الماغوط نجح في أن
يجمع على أرض واحدة، بين الليل والنهار، بين الملل واليأس،بين مرارة الهزائم وغضب
العاجز، ليقدِّم صورة لما يعانيه الإنسان العربي من بلاء من سياسييه ومثقفيه وجنده
وشرطته وأجهزة إعلامه، مكثِّفاً ذلك البلاء الكثير من الوجوه في بلاء واحد، هو
فقدان الحريَّة". ويعني بها حرية الشعوب قبل حرية الأفراد، وإن كانت المسألتان لا
تنفصلان،
كان همُّ الماغوط في كل ما كتب من آداب التركيز على قضيتين هما: (الوطن والمواطن)
يطهر في كتاباته حالة هاتين القضيتين ليحث القارئ على الانتصار لهما، والتفكير بهما.
شعرياً، ترى سنية صالح الفتاة التي أحبها الماغوط وتزوجها فيما بعد، وتكون أخت
خالدة سعيد زوجة الشاعر الكبير أدونيس. تقول: أن الماغوط "من أبرز الثوَّار الذين
حرَّروا الشعر من عبودية الشكل.. وقد لعبت بدائيتُه دوراً هاماً في خلق هذا النوع
من الشعر" وبنفس المعنى تقريباً قالت الشاعرة والناقدة الفلسطينية سلمى الجيوسي، في
معرض حديثها عن الحداثة الشعرية العربية وفرسانها، فقد رأت أن الماغوط "كتب الحداثة
أكثر من الشعراء الآخرين الذين نظَّروا بها. هذا الرجل لم أستطع أنْ أكتشف إشكاليته
في قدرته على امتصاص الحداثة فهو ليس حداثياً، بمعنى الحياة الخارجية، وهو لا يتقن
لغةً أجنبية، وعندما كتب هذا الشعر لم يكن يعرف الشعر الغربي".
لقد شكَّل الماغوط مع الفنان دريد لحَّام ثنائياً متكاملاً في تعاونهما وخاصة في
العمل المسرحي، فأشهر كلٍّ منهم الآخر.
موضوع البحث للقاء السادس من منتدى الخميس هو:
الزجل الشعبي أسسه موضوعاته ونشأته مع تقديم نماذج
منه
اللقاء القادم يوم الخميس الواقع في 14\08\2008 الساعة السابعة مساء
عقب على المادة |
لا توجد تعقيبات حاليا |