العقول المهاجرة
سميح
حسون- 20\08\2008
ضحكنا حتى ضحكت علينا الأمم... وبدأنا بما انتهت إلية
الأمم... وقدمنا فلذات أكبادنا ثمنا رخيصا أو غاليا
فتنكروا لنا... ونسو ماضيهم لأنهم اعتقدوا بأن الذي لا
يأكل من فأسه... لا يفكر برأسه.
جمع كبير نحن... ولكنة غثاء كغثاء السيل...
نحن السبب في فقد تلك العقول النادرة... تلك العقول التي
لو أعطيت الفرصة الملائمة لأنتجت الكثير... إنها العقول
الجولانية التي بدأت تهاجرنا الواحدة تلو الأخرى... ظاهرة جديدة تدق ناقوس الخطر,
ذلك الخطر الذي لم يخطر لأحدهم بأنة الضحية...
كوادر شابة وطاقات مدفونة ومواهب جمة لم تجد بيننا مكان لها فاستأمنتها لقمة العيش
ليكون الرحيل بعد الرحيل...
مسعود شمس ابن قرية بقعاثا الحاصل على ماجستير في علم النفس من جامعة دمشق، لم
تستوعبه غرفنا التعليمية ليستقبله مدير مدرسة آخر في مكان آخر قائلا له: كيف لهم أن
يتخلوا عنك في جولانك وأنت الحاصل على شهادة تفوق
شهادتي؟
هذه الكلمات تركت اثر بعد عين في نفس شاب بمقتبل العمر, حلم يوما بأن يرد لمجتمعة
دينه فتنكرنا لهم وتنكروا لنا. ماذا سيقول لعروسه الطرية وأحلامه الوردية؟ غدا
سيكون العام الثالث للرحيل إلى ذلك المنفى الذي لم أولد به ولم اكبر
معه.......فأين نحن منهم؟
رائف عماشه الحاصل على شهادة مساعد مجاز في التحاليل الطبية من جامعة دمشق واللقب
الأول في العلوم الإنسانية من جامعة بار ايلان, يقف حائرا أمام زوجته نسرين القادمة
من جرمانا مع بزوغ فجر كل يوم أحد وهو على عتاب السنة الرابعة ليقول لها: "إن غدا
لناظرة قريب". يستعجل الأيام ويقتله خبر يأتيه عبر مئات الكيلومترات عن أزمة صحية
ألمت بأبية ، واستغاثة طفلة ذنبها بأنة هو من أراد لها أن تكون (بعونه تعالى)وفاجعة
فراق لغال لم يسعفه الوقت بوداعة الأخير.
أين هو من تلك الأحلام السرمدية عن القادم من الأيام فإذا بالحلم كابوسا لم يستفق
منة...فأين نحن منهم؟
عينتان اخترتهما لقربهم مني وكلي ثقة بأنهم مثالا لحالات قد تفوقهم معاناة وبؤسا
وتر حالا .
فأين نحن منهم ؟ سؤال اترك لكم قراءنا الأعزاء الإجابة عنة...
عقب على المادة |
لا توجد تعقيبات حاليا |