عودة وفد رجال الدين والآخرين من زيارة دمشق
الجولان – جولاني – 01\09\2008
عاد إلى الجولان ظهر اليوم وفد رجال الدين الذي كان قد غادر الجولان إلى دمشق قبل
أربعة ايام للمشاركة في الزيارة الدينية السنوية إلى مقام النبي هابيل (ع). الوفد
الذي كان من المفروض أن يصل إلى منطقة المعبر في القنيطرة من الثامنة صباحاً، تأخر
في الوصول مما أخر عملية العبور بأكملها، فاستمرت إلى حوالي الساعة الرابعة بعد
الظهر.
وكان العشرات من أبناء وأقارب أعضاء الوفد في انتظارهم منذ الساعة التاسعة صباحا،
في منطقة المطار العسكري القديم في سهل المنصورة.
وقد بدت البهجة والسرور على وجوه العائدين، الذين اعتبروا هذه الزيارة من أنجح
الزيارات في الآونة الأخيرة، حيث استمرت هذه الزيارة لخمسة أيام، ما أعطى الزائرين
الوقت الكافي لأداء مراسم الزيارة الدينية ولزيارة أفراد عائلاتهم وأقاربهم على
الطرف الآخر لخط وقف إطلاق النار.
وكانت الفرحة بادية بشكل خاص على وجوه النساء اللوات سافرن برفقة الوفد بهدف
الالتقاء بأفراد عائلاتهن، والذي مضى على فراق معظمهن أكثر من عشرين عاماً.
السيدة مدللة بريك لم تر أفراد عائلتها من 22 عاماً، وقد سمحت لها السلطات
الإسرائيلية بالسفر برفقة زوجها السيد نعيم بريك (المصطفى) لزيارة الأهل في
السويداء. موقع «جولاني» التقى الزوجين عند نزولهما من الحافلة التي أقلتهما من
معبر القنيطر.
السيدة مدللة بدت متأثرة جداً بالزيارة حيث قالت:
"ذهبنا لزيارة أهلي في الجبل. صوتي مبحوح من كثر التأثر بلقاء الأهل.. من عناقهم
وتقبيلهم والحديث والبكاء معهم. أحمد الله على تمكني من رؤية أهلي، وأتمنى أن يمنح
الجميع هذه الفرصة للقاء أحبائهم. أتمنى أن يحل السلام ويعم الخير على كل الناس،
وأن يتمكن الجميع من رؤية أهلهم وأحبابهم. لقد كانت مناسبة سعيدة جداً للقاء الأهل،
وأشكر كل من سعى وساعد على تمكيني من زيارة أهلي، وأن يتمكن الجميع من السفر إلى
هناك.
لم أر أهلي منذ 22 عاما، هناك أشخاص من أهلي لم أتمكن من معرفتهم فقد كانوا صغارا
عندما انقطعت عنهم، والحمد لله تعرفت عليهم. لقد كان شعوراً لا يوصف ولا أستطيع
التعبير عن شعوري عندما التقيتهم ورأيتهم. أبي رجل متقدم بالعمر وقد التقيته
واطمأنيت عليه. تعجز الكلمات عن التعبير. أتمنى الخير للجميع".
أما زوجها السيد نعيم فقد قال:
"ليست هناك من كلمات تستطيع أن تعبر عن لقاء الابن بالأهل بعد 22 عاما من الفراق.
كانت هناك عدة وفيات في العائلة خلال المدة الماضية ولم نتمكن من المشاركة في
توديعهم لأننا لم نحصل على تصاريح لذلك، لذا كل الوقت الذي قضيناه مع أهلنا كان
تعبيراً عن الحزن على مأساة دائمة للأسف، بسبب القطيعة والحرمان، بسبب البعد عن
الأهل والوطن. نطالب كل الضمائر الحية من كل الجهات، وبالأخص من مجتمعنا الذي تعود
على الشرف والكرامة، أن يساعدوا مع الأشخاص الذين لهم أمهات وآباء وأبناء وبنات
وأصدقاء وأقرباء وأحبة على تحقيق أمنيتهم بالالتقاء بأهلهم.
للأسف الناس السيئين بمجتمعنا أصبحوا أسوأ من السيئين في السياسيين في الدولة
الإسرائيلية المحتلة. ما الذي يمنع أن يتمكن المواطن في الجولان، وبشكل خاص السيدات
– أمهات وأخوات، من الذهاب ورؤية أهلهم، وتحقيق حلمهم بمعانقتهم والتعبير عن
مشاعرهم وعن معاناتهم. وأقولها بصراحة ومن خلال معرفة دقيقة من مصادرها، أن السلطات
الإسرائيلية أصبحت أرحم من السيئين في مجتمعنا الذين يعارضون زيارة العائلات للقطر
وللأهل. أتمنى أن يسمعوا صوتي وأن يصحو ضميرهم ويتعاملوا بأمانة وكرامة. ألوبهم هذا
يخرب المجتمع وشق صفنا ويضعف عزيمتنا".
عقب على المادة |
لا توجد تعقيبات حاليا |