أمهات
اعتصمن صباح اليوم أمام روضة الأطفال في مسعدة
مأساة في رياض الأطفال في مسعدة
الجولان – نبيه عويدات – 03\09\2008
المبنى يتهالك والصفوف غير جاهزة، ومفتشة التربية
تصر على أن الوضع ممتاز، أما سكرتير المجلس فيجيب: "لا مشكلة.. أنا نفسي تعلمت بهذه
المدرسة" .. لكنه نسي أن ذلك كان قبل أكثر من 40 عاماً.
رغم مرور ثلاثة أيام على بدء العام الدراسي، إلا أن رياض الأطفال دون سن الرابعة في
مسعدة لم تجهز بعد لاستقبال الأطفال. المبنى الذي عمره 50 عاماً لم يعد صالحاً
للاستخدام، ورغم ذلك فإن المجلس يحاول زج 77 طفلاً فيه، في ظروف غاية في السوء
والخطورة على سلامتهم. والمؤسف أن المجلس لا يفعل شيئاً لتحسين الوضع، بل على العكس
يصر على أن الأمور عال العال.. ويقذف الكرة إلى ملعب المواطنين مطالباً إياهم بدفع
الضرائب.
المبنى الذي تعود ملكيته لوقف مسعدة، كان يستخدم على ما يبدو في السنوات الأخيرة
كمخزن للأثاث المدرسي القديم. المجلس قام بتجهيز غرفة واحدة فيه لاستقبال 34 طفلاً،
بينما بقيت الغرف الأخرى على حالها، دون أن يهتم أحد حتى بإقفالها لكي لا يدخلها أي
من الأطفال بطريق الغلط فتنهار عليه. 34 طفلاً حشروا في غرفة عرضها 4.5 متر وطولها
حوالي 6 أمتار في كثافة مخيفة، وتشرف عليهم مربية واحدة ومساعدة لها.
أما الـ 43 طفلا الباقين فإن مصيرهم غير معروف، ويعد المجلس بتجهيز غرفة مجاورة لهم
في القريب؛ مع أننا لم نلحظ أي فعل أو حركة تدل على أن هناك نية لتجهيز هذه الغرفة.
المبنى يفتقر لأي مرفق من المرافق الضرورية لروضة أطفال، وليست فيه أي فسحة يستطيع
الأطفال التجول فيها. وما لا نعرفه هو كيف سيقضي هؤلاء الأطفال فصل الشتاء، الذي
يستمر لدينا حوالي ستة أشهر، وهم محصورين في غرفتين صغيرتين.
باب المبنى يطل مباشرة، وبشكل مكشوف كلياً، على طريق سيارات الإسعاف والإطفائية
التي يجاور مقرها المبنى المذكور، وهو ما يعرض الأطفال إلى الخطر المحدق.
العديد من الأمهات كن قد اعتصمن صباح اليوم أمام المكان ورفضن إدخال أطفالهن إلى
المبنى قبل أن يتم تجهيزه كما يجب.
السيدة عبير رضا قالت والغضب يتملكها:
"ابني عمره 3 سنوات وقد أحضرته إلى الروضة التي من المفروض أن تستقبله، ففوجئت بأن
المكان غير جاهز وليس هناك سوى غرفة واحدة وعدد الأطفال 77 طفلاً".
السيدة أميرة البطحيش قالت:
"لا يكفي أن المبنى متهالك هناك غرفتان تستخدمان كمخازن وأبوابها مفتوحة. ممكن لأي
طفل أن يدخل إلى إي هذه الغرف وينهار عليه شيء فيؤذيه. نحن نطالب المجلس المحلي منذ
3 سنوات بتنظيف هذه الغرف لكنهم لا يستجيبون. «حديقة الروضة» في وضع غاية في
الخطورة أيضاً ومليئة بمخلفات البناء. كيف لنا كأمهات أن نرسل أبناءنا إلى هكذا
مدرسة!!".
السيد رامي أبو جبل عضو لجنة تطوير مسعدة، وهي لجنة شعبية انبثقت من أهالي القرية
لمعالجة شؤونها، وذلك في غياب سلطة محلية مسؤولة تهتم لشؤون القرية. السيد رامي حضر
لمؤازرة الأمهات في اعتصامهن وحدثنا عما يحدث قائلاً:
"ما ترونه إنما يدل على استهتار المجلس المحلي المعين بأهالي القرية وأطفالها. فكيف
يعقل أن لا يجهز المجلس روضة الأطفال قبل بدء العام الدراسي، وللعام الثاني على
التوالي!؟ كل عام تبدأ السنة الدراسية متأخرة دون أن يتفضل المجلس المحلي بالقيام
بأي مجهود فعلي لتحسين الوضع وتجهيز الصفوف. المبنى غير مؤهل لاستيعاب روضة أطفال،
فهو مبنى قديم متهالك وعمره أكثر من 50 سنة. لا توجد فيه أي تجهيزات تناسب روضة
أطفال، ويفتقد إلى أي مساحة للعب الأطفال، خاصة في فصل الشتاء الذي يستمر لدينا 6
أشهر كاملة. حديقة المبنى غير صالحة لدخول الأطفال إليها، ولم تلق أي اهتمام من قبل
السلطة المحلية منذ أكثر من 10 سنوات، وهي مليئة بالمطبات والمخلفات الخطيرة على
الأطفال، بما فيها مخلفات مواد البناء. المبنى غير مجهز بالتدفئة ومدخله مكشوف ويطل
مباشرة على طريق مخرج سيارات الإسعاف والإطفائية".
الأمهات حاولن منذ الصباح الاتصال بأحد المسؤولين في المجلس المحلي، لكن وبشكل مثير
للشك اختفى هؤلاء جميعاً وامتنعوا عن الإجابة على هواتفهم. وكذلك لم يفلح مراسل
«موقع جولاني» في الحديث مع أي منهم.
وبعد انتظار طويل في مبنى المجلس حضر السيد مرسل حمد، سكرتير المجلس المحلي،
فحاولنا الاستفسار منه عما يجري، ولماذا لا يهتم المجلس بحل المشكلة. السيد مرسل
قال أنه لا توجد مشكلة أبداً، وأنه هو نفسه تعلم في هذه المدرسة في صغره. واتهم
السيد مرسل الأهالي بعدم دفع الضرائب وحمّلهم المسؤولية عن كل المشاكل. نذكر أن
السيد مرسل بالفعل تعلم في هذه المدرسة، لكن ذلك كان قبل أكثر من أربعين عاما.
في وقت لاحق حضرت مفتشة التربية في رياض الأطفال في الجولان، إيهاب المرعي- وهي
سيدة من الجليل، فأبدت استهزاءها بصلف وبشكل يدعو للاستهجان. وعند سؤالها عن رأيها
فيما يجري قالت بأنها لا ترى أن هناك أي مشكلة وأن الوضع جيد وكل شيء تمام، وغادرت
المكان وكأن الأمر لا يعنيها.
وعلم أن رئيس المجلس المحلي المعين "غال مور" قد استقبل الأمهات في وقت لاحق فكان
أرحم على أطفال مسعدة من أبناء جلدتهم، وأبدى تفهماً لمطالبهم، حيث وعد بتجهيز
المكان في الحد الأدنى لكي يتمكن من استقبال الأطفال.
السيد "مور" وعد بتجهيز غرفة ثانية في المبنى خلال أيام معدودة، وبإصلاح حديقة
الروضة وإزالة الأوساخ منها وتغطيتها بالعشب الأخضر، وبتجهيز نظام التدفئة قبل حلول
الشتاء، كذلك وعد بإقفال الغرف المستخدمة كمخازن في المبنى، كي لا يتمكن الأطفال من
دخولها.
المجلس يقول:ليست هناك ميزانية لتطوير الروضة، لذا مدخل
الروضة يبدو هكذا:
لكن مدخل مبنى المجلس المحلي يبدو بشكل مختلف:
الناس لا يدفعون ضرائب لذا المجلس لا يستطيع تجهيز حديقة للأطفال:
لكنه يستطيع تجهيز حديقه لنفسه:
قال المجلس أن التنظيم لا يعطيهم رخصة لصنع "סככה"
على مدخل الروضة:
لكن المجلس تمكن من الحصول على رخصة لموقف السيارات الخاص بهم:
هكذا تبدو الروضة من الداخل:
وهكذا يبدو المجلس المحلي:
داخل الروضة مخزن مفتوح دون رقيب يمكن أن ينهار على الأطفال:
منظر آخر لحديقة الروضة:
مخرج الطوارئ في الروضة:
شباك في الروضة:
شباك آخر في: