سمية شحاذة: امرأة جولانية تقرر زيارة مسقط رأسها
في مجدل شمس بعد ثمانين عاما من الشتات
نقلاً عن موقع مكز تواصل - 03\09\2008
الشتات والهجرة اقطاب متوازية تأخذ صاحبها الى رؤيا السؤال:من اين أنا.
ما اصعب ذلك الذي يعيش بين ثنايا الحنين الى الوطن والى الاهل والدار وحضن التينة
وأفياء الكرز والتفاح.
سمية شحاذه : تلك المرأة الجميلة روحا أتت بعد غياب طويل لتفتش عن بيت اهلها وباحة
البيت دون مفاتيح اعتمادا على الذاكرة ، جاءت لتفتش عن باب يحتويها وبيت يضمها، اتت
من البرازيل لعلها تشم راحة تراب الجولان ورائحة ما تبقى من بقايا بيت وحارة، لكنها
لم تجد بيتها الصغير بل وجدت مجدل شمس شامخة ترحب بها وبعودتها رغما عن الظروف التي
مر بها البيت الذي يحوي صناديق البريد في القرية.
قصة سمية: الاسره تركت مجدل شمس في بداية 1920 ميلاديه هدم منزلها ابان الثوره
العربيه 1925 من قبل طائرات المحتل الفرنسي العائله هاجرت الى البرازيل حيث عملت في
زراعة القهوه وفي صناعة الاخشاب بعد وفاة والدها تولى الخال توفيق الاهتمام بالاسره..
الوالد :جرجس اسعد ناصيف مواليد مجدل شمسس الوالده فريده خليل شحاذه (المشهور
بالريس)مواليد مجدل شمسس لها اخت واسمها هولانده وقد توفيت منذ فتره اخوالها كايد
اسعد, الياس ,فدوى ,توفيق.
تبدأ القصه عندما تقرر السيده سميه ان تعود لمسقط رأسها , بدأت الجوله من ساحة
سلطان باشا الاطرش حيث جلست في باحة بيت اهلها القديم دون ان ندري بذلك بعد قليل
بادر الاخوه حسن فخر الدين وعفيف محمود بالترحيب بالضيفه ومرافقيها وعند سرد القصه
لهما فوجئنا اننا نقف في نفس مكان بيت والد سميه ومن بعد اكتشفنا ان قطعة الارض
جانب صناديق البريد تعود لعائلتها
وكانت سميه في قمة التأثر حينما قام الاخوه بالاتصال بالسيد ابراهيم شحاذه الذي
استقبلنا بحفاوه حيث تبادل قصص الاهل والاقارب والذكريات القليله لدى السيده سميه.
خلال الجلسة سألت السيدة سمية السيد ابراهيم قائلة:" لماذا بقيتم هنا وحدكم وكيف
علاقتكم باهل المنطقه؟ اجاب السيد ابراهيم :
"في بداية القرن الماضي كان ثلث البلده من المسسيحيين وعندما جاء الاستعمار الفرنسي
قاوم العرب السوريون من كل الطوائف الاحتلال وككل احتلال انتهج الاستعمار الفرنسي
نهج فرق تسد وقام بتأجيج الانقسام الديني والمذهبي وفي مرحلة من المراحل بدأت هجره
ليس فقط من المسيحيين بل من باقي الطوائف الى الارجنتين والبرازيل وامريكا وغيرها
وفي بداية سنة 1928 بدأ جزء كبير من المسيحيين بالانتقال الى مدينة القنيطره
الناشئه انذاك اما عن المجتمع في الجولان عموم فهو مجمع مؤمن بان الدين علاقة خاصه
بين الانسان وربه اما علاقات الانسان بمجتمعه اساسها الاحترام المتبادل والانسانيه
انا هنا اشعر باني بين اهلي واكثر .
من بعد ذلك قام السيد ابراهيم بدعوتنا للغداء , في مكان "الجنه" على حد قول السيده
سميه وكانت فرحة الى حد كبير خلال تناول طعام الغداء توجهة بالسؤال للسيده سميه
متسائلا عن مشاعرها في هذه اللحظه!! اجابتني بالبرازليه , فاستفسرت عن المعنى فقالت
يقول احد الادباء البرازليين : الشوق يعني ان نشعر بهؤلاء غير الموجودين معنا وكان
في عيناها لمعان واعتلت وجهها نصف ابتسامه
ومن ثم حضر بعض الاهل الذين رحبو بها احسن ترحيب.
عقب على المادة |
لا توجد تعقيبات حاليا |