لوحة بالحروف
متفائل (اسم مستعار – الاسم الحقيقي محفوظ لموقع جولاني)
19\09\2008
افتح نافذتك لترى العالم وافتح عينيك لترى عالمك الداخلي.
جلس على غير عادته ذاك الصباح الصيفي، يرتشف فنجان قهوته، ومن شرفته يشاهد المنظر
الجميل وكأنه يراه لأول مرة؟ كان كل ما يراه يستفزه ويحرك مشاعره. كان بداخله شيء
ما كاد أن ينفجر؟ ربما بركان من الأحاسيس والمشاعر؟
تناول قلمه وصفحة بيضاء وراح المداد يصور ما اختلج بداخله. وجاءت الكلمات متراوحة
بين الحكمة والجنون،
لكنها أعذب وأجمل ما جادت به قريحة شاعر. لم لا؟ انه العاشق!
لم يكن ساعتها يعلم أن ما يكتب سوف تكون اللوحة الشعرية التي سوف تخلدك. حدث أن كتب
كثيرا لكن هذه المرة كانت مختلفة. لم تكن مثل تلك التي سبقتها. كانت الكلمات سلسة
تجري على قلمه وتحول المشاهد الحسية في داخله إلى حروف تتراقص عل الورق.
هل
قرأت ما كتب ؟
وهل أعجبك ما رسم بالكلمات؟ وكيف تلاعب بالألفاظ كتلاعب الرسام بالظلال؟
إذا كان كل هذا اثر بك لماذا كل هذا الجفاء؟
ألا تعلمين أن هذه القصيدة أنقذته. لو لم تكتب في تلك اللحظة لكان دفق المشاعر
بداخله انفجر كما البركان، وكان من المحتمل أن يودي به إلى الانهيار.
لا تكوني كمن يتلذذ بمنظر النازف دماً. قولي أنك ستعودين لكي يجد السعادة التي
طالما انتظر. ستعودين قبل أن يدخل إلى نفسه تشرين وتتساقط أوراقه. عودتك سوف تكون
كعودة البلبل لعشه وعودة البراعم إلى الأغصان.
عودتك تجعله يخلع عنه ذلك المعطف السميك من الهموم، ليرتدي ملابس فضفاضة تسمح
للهواء والشمس أن تدخل لجسمه الذي كاد أن يتعفن. ينتظر عودتك بصدق لتهدأ أعاصير
الشوق ويبرد جمر الانتظار.