عرين صفدي.. عروس أخرى على معبر القنيطرة
الجولان – نبيه عويدات – 25\09\2008
رغم ما يحمله ذلك من ألم وصعوبات، يصر الجولانيون على توثيق أواصر القربى فيما
بينهم.
اليوم، وفي فصل من فصول «المسلسل الجولاني الطويل»، انضمت عروس جديدة إلى قافلة
العرائس اللواتي عبرن من أحد اتجاهي خط وقف إطلاق النار إلى الجهة الأخرى.. طريق
باتجاه واحد، وقرار مصيري لا عودة عنه، يتركن خلفهن الأهل والأصدقاء وذكريات
الطفولة، على أمل الحصول على السعادة مع زوج المستقبل، وفي إصرار من المجتمع
الجولاني، المشتت على طرفي وقف إطلاق النار، إصرار على الحفاظ على التواصل الذي قطع
بشكل قسري قبل أكثر من أربعين عاماً.
عرين يحيى الصفدي شابة جولانية من قرية عين قنية، جمعتها قصة حب، كما في الأساطير،
وعبر الانترنت، بابن عمها الذي يعيش في جرمانا بدمشق.
تقول عرين، التي التقيناها مساء أمس الأربعاء في بيت أهلها في عين قنية:
كنت أغالط الفتيات اللواتي يتزوجن إلى دمشق. وكنا لا أفهم كيف يتركن كل شيء هنا،
الأهل والأصدقاء ومسقط الرأس، ويذهبن إلى المجهول. لم أكن أتوقع أن يحصل لي هذا.
وفجأة أجد نفسي في نفس الموقع، ومصرة على العبور إلى الطرف الآخر. إنه الحب.. لقد
نسجت لقاءاتنا عبر الانترنت مشاعر نبيلة بيننا، وبعد عدة أشهر التقينا في عمان، حيث
سافرت أنا وأهلي من هنا وجاء بيت عمي من الجهة الأخرى، وهناك خطبنا بشكل رسمي
بمباركة الأهل.
تساورني مشاعر مختلطة فيها الفرح والحزن. الفرح لانتقالي على بيتي الجديد الذي
سأكون به عائلتي وأرتبط إلى الأبد بالشخص الذي أحببت، والحزن لفراقي أهلي، وأنا
أعلم أنه إذا لم يعم السلام في هذه المنطقة فقد لا أتمكن من رؤيتهم مستقبلاً.
سأفتقد والدي وأصدقائي وسأشتاق لهم كثيراً.
العروسان
يوم خطبتهما في عمان - الأردن
أما والد عرين، السيد يحيى الصفدي، فيقول أنه يشعر بالاطمئنان لأن ابنته ستذهب إلى
دار عمها، وهم هناك يعتنون بها لأنها ابنتهم، وهو ليس قلق من ذلك، فهي ستنتقل من
بيتها الأول إلى بيتها الثاني. وقد تمنى السيد يحيى أن يعم السلام لكي نستطيع
الذهاب غليهم وأن يستطيعوا هم القدوم إلينا وتزول الحواجز.
والدة العروس، السيدة هادية الصفدي، ترغرغت عيناها بالدمع عندما تحدثنا معها،
فقالت:
أبكي لأن ابنتي ستفارقني، وهل هناك أغلى من الابن أو الابنة؟ هي اختارت الشخص الذي
تحب، وأنا لن أقف في طريق سعادتها. ولكني أتمنى أن تنتهي عذاباتنا هذه التي لا مثيل
لها في هذا الكون. هل هناك مكان آخر في العالم يمنع فيه الأهل من رؤية بعضهم غير
هنا في الجولان؟! أتمنى أن يعم السلام وأن يلتئم شمل أهل هذه المنطقة.
وكانت العروس قد وصلت إلى معبر القنيطرة عند الساعة العاشرة والنصف صباح اليوم
الخميس، يرافقها حوالي 30 شخصاً من أقاربها. وكانت العائلة قد طلبت السماح لسبعين
شخصاً من المقربين بالوصول إلى معبر القنيطرة، لكن السلطات الإسرائيلية سمحت
لثلاثين منهم فقط.
وبعد عملية تفتيش وتوقيع الأوراق الرسمية المطلوبة انتقلت العروس برفقة أهلها عبر
بوابة المعبر، في جو مشحون بالمشاعر، إلى المنطقة المحايدة التي تسيطر عليها الأمم
المتحدة، وهنا انتظر الجميع قدوم أهل العريس من الطرف الآخر.
ولم يطل الانتظار حتى قدم أهل العريس والتقى الطرفان، ومعظمهم لم يلتق منذ سنين
طويلة، فسمح بالمكوث حوالي الساعة، قبل أن ينطلق موكب العريسين باتجاه دمشق.
صور من معبر القنيطرة:
العروس
تودع الأهل والأصدقاء
العروس
في السيارة التي أقلتها من بيتها
بعد
توقيع الأوراق الرسمية
في
الطريق للقاء العريس
تودع
وغصة بالقلب ودمعة في العين
طريق
باتجاه واحد...
برفقة
الأب
الأهل
ينتظرون قدوم عائلة العريس
أهل
العريس قدموا من الجهة الأخرى
لقاء
مؤثر بين الطرفين.. وأعطيت لهم مهلة ساعة لإتمام الأمور...
التقاء
العروسين للمرة الأولى
ا
لعروسان
يودعان قبل المغادرة إلى دمشق