أمسية فاتح المدرس تكشف وجهاً جديداً لسيطان
الولي
الجولان – جولاني – 28\09\2008
في امسية كان متوقعاً لها أن تكون عادية، تتناول الانتاج الكتابي للأسير المحرر
سيطان الولي، تكشف الحوار الذي دار عن مستوى ومقاربات فكرية عميقة، توازي عمق
التجربة الإنسانية التي عايشها سيطان في الأسر. ومن خلال حديثه عن ثنائية القيد
والحرية، خاض في تحليلات وتأملات اتسمت بالرصانة وعمق التحليل، من حيث تفكيره
المنفتح والقادر على نقد الذات والآخر، والجرأة في إعادة التفكير بما أصبح جزءًا من
التابوهات في سجالاتنا المحلية.
قدم للأمسية الحوارية، التي عقدت في قاعة مركز فاتح المدرس للفنون والثقافة مساء
الجمعة، الأستاذ فوزي أبو صالح، الذي رحب بسيطان والضيوف، وقدم شرحاً
مختصراً عن الحركة الأسيرة في الجولان، ثم قام بتقسيم النتاج الكتابي للأسير إلى
قسمين: القسم الأول الذي يضم كتاب «سلال الجوع» الذي ألفه الكاتب في الأسر، والقسم
الثاني الذي هو عبارة عن مجموعة مقالات نشرها الأسير في المواقع الالكترونية
المحلية، فاتحاً بذلك باب الجوار بين الحضور والأسير.
بعد ذلك قرأت على الحضور مراجعة مختصرة لكتاب «سلال الجوع»، أرسلها إلى الأمسية
السيد بشار طربيه من الولايات المتحدة، قرأها نيابة عنه أحد الحضور. وقد أوجزت
المراجعة فصول الكتاب، وعرضت لمجموعة من التساؤلات في ختامها.
الأسير السابق ياسر خنجر طرح في مداخلة له أهمية كتاب "سلال الجوع"، كونه من الكتب النادرة
التي أصدرتها الحركة الأسيرة داخل المعتقلات الإسرائيلية، وقيمته في سياق الأدب
السير.
وقد تحدث الفنان وائل طربيه عن انطباعاته كقارئ عادي لمجموعة المقالات المنشورة في
المواقع الالكترونية الجولانية، التي نشرها سيطان بين الأعوام 2005-2007 من داخل
الأسر.
بعد ذلك قام سيطان بالرد على بعض الأسئلة التي طرحتها مداخلات الحضور، ثم قدم رؤيته
لمفهوم الحرية وثنائية القيد والحرية، وانعكاس ذلك في الفكر والممارسة.
وقد اتسمت تحليلاته وطروحاته بالعمق الفكري والجرأة والوضوح، قدم من خلالها طرحاً
للواقع الجولاني تحت الاحتلال، يختلف بموضوعيته عن الحوار السائد في السنوات
الأخيرة بين الآراء السياسية السائدة حالياً على الساحة الجولانية، مؤكداً على قيمة
الديمقراطية وضرورة الانفتاح وعدم الركون إلى المسلمات.
وكان لافتاً من خلال حديثه مدى اطلاعه ومتابعته لتفاصيل الحياة الجولانية، بكل
دقائقها، بالرغم من مكوثه 21 عاماً خلف قضبان الأسر.
وفي ختام الأمسية قرأ السيد نبيه الحلبي مقالاً له، كان قد كتبه عن الأسير سيطان
الولي في آخر أيام اعتقاله.