احتفاليةُ هذيان
حسام عباس - 01\10\2008
"وحيدون حتى الثمالة"
مع رغبةٍ تصلُ ذروةَ الشبق
وحيدون حتى لُغةِ الخُبز
مع بعضِ علاماتِ الترقيم التائهة
في عجينِ النحو والصرف
وحيدون حتى ضجيج الهدوء
مع بخارِ عرقٍ يلوب في الرأس
..........
كثقافة التسكع غريبٌ هو الحال
ليعود كما كان حاجباً قديماً
على بابِ الحزن
فيرفضُ أشباه الجمل
ليُنصبَ بصوتِ البنفسج والحبق
أو يتراقص مع علاماتِ الترقيم
... ليُسرقَ مع كل حزيرانٍ وجيل
دفاعاً عن الجنونٍ أو احتفالاٍ به..غريبٌ هو الحال
وما الحالُ إلا للغرباءِ
وما الغريبُ إلا أن يُمنعَ الميتَ
من حضورِ جنازتهِ
.........
...هو الصراعُ إذن
هو الصراعُ ما بين معسكراتِ الجُمل
...هو الصراعُ ما بين الرفضِ وقهوةِ القمر
تلك هي أيضاً كهوف الشرق الأسمر ما بين
"خشبةِ المسرح وموضة "الكلامولوجيا
تلك هي كانت مأساةُ عطيل* ما بين الخلود وأدب شكسبير
ويا لنصفِ الستار في لذةِ التصوير
ويا لدودةِ الرفضِ حين تضاجعُ الضمير
.........
كالحاضرِ في جنازتهِ
...متهمٌ أنا بالانحيازِ، تهمةٌ لا أنفيها
منحازٌ أنا للجملةِ الاسمية
وما أشبه المبتدأ بالفلاح
وما أشبه حالاته بثورةِ العمال والكادحين
أما مع الخبر فأنت مدعوٌّ لامرأةٍ
.. ويا للأنوثةِ الراقية حين تعبرُ الجسرَ حافيةً
امرأةٌ أنثى في حالة كل خبر
ويا لتلك العبقريةِ كحدودِ الله
حين تكون أنثاك امرأة
........
كالحاضرِ في جنازتهِ
اعترفتُ ولم أتحاشَ حالةَ موتي
فطاردتني مخابرات الفعل
وحاكمني غيابياً قضاة الفاعل
وسُجنتُ تحتَ حراسةِ المفعول به
وعلى جُدرانِ زنزانتي كانت
الضمائرُ المتصلة تمارسُ عادتها السرية
.......
كالحاضر في جنازتهِ
ابحثُ عن حدودِ أصابعي
ما بين الطحينِ والكفن
لأمدَّ يدي كإشارةِ مُرورٍ
تنبتُ على أشلاءِ الرصيف بشهوةِ الاحتجاج
أو لربما كقبورِ الثقافة بلا ثوره
والثورة بلا ثقافة ابحثُ عن عابر سبيلٍ
في مراسيم الوداع أو الاحتفال
كي أُخبرهُ بأنَّ للميتِ
حقٌ في أن يحضَر جنازته
كحقنا في حُضورِ حياتنا
...إن لم نكن موتى بلا قبور
* عطيل: مسرحية تراجيدية للكاتب الإنجليزي وليم شكسبير