الإضراب يوقف التعليم في ثانوية مسعدة ويجبر المسؤولين على التحرك - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


الإضراب يوقف التعليم في ثانوية مسعدة ويجبر المسؤولين على التحرك
مسعدة \ الجولان - «جولاني» - 12\10\2008
بعد قرار الأهالي بالإضراب، طلاب ثانوية مسعدة امتنعوا اليوم بشكل كامل عن القدوم إلى المدرسة، الأمر الذي دعا المسؤولين إلى أخذ طلبات الأهالي على محمل الجد. رؤساء المجالس المحلية اجتمعوا في المدرسة بالمدير ومفتش التربية وتم الاتفاق على الاستجابة بشكل فوري لمطلب بناء السياج حول المدرسة، بينما وعدوا بتنفيذ المطالب الأخرى في وقت لاحق، لأن تنفيذها يتطلب إجراءات روتينية لا يمكن تجاوزها.
الأهالي من جهتهم مستمرين بالإضراب حتى تلبية المطالب.

المجتمعون قاموا بجولة على المكان المفروض إقامة السياج به، برفقة مهندس مجلس محلي مسعدة، السيد هيثم خاطر، لتحديد مكان السياج، وهنا ظهرت نقاط خلاف بين مدراء المدارس حول مكان مرور السياج، وخلافات أخرى بين الأهالي والمجلس حول نوع السياج الذي سيتم بناؤه في المكان. إلا أن الأطراف تمكنوا في النهاية من التوصل إلى حل يستجيب للغاية الأساسية والتي هي الفصل بين طلاب المدارس الأربع الموجودة في المكان، لمنع الاحتكاك بينهم مستقبلاً. وبناء على ذلك تم استدعاء مقاول حداد لأخذ القياسات اللازمة والتقدم بتسعيرة لتنفيذه.

وكان رؤساء المجالس قد ألقوا بالمسؤولية كل على الآخر. فبينما اتهم ممثل مجلس مسعدة مجلسي بقعاثا وعين قنية بالتخلف عن دفع المستحقات المالية المترتبة عليهما، رد رئيسا مجلسي بقعاثا وعين قنية بأنهم دفعوا المترتب عليهم وأن مجلس مسعدة يصرف هذه الأموال على أمور أخرى.

السيد أسامة زهوة، وهو الرئيس الجديد المعين في بقعاثا، قال لنا:
"نحن ندفع كل شيء حسب القانون. نحن ندفع لمجلس محلي مسعدة ما يفرضه علينا القانون تحت بند «ضريبة طلاب خارج القرية»، ومن المفروض أن يستخدم مجلس محلي مسعدة هذه الأموال لتطوير المدرسة.
بالنسبة للوضع الحالي قمنا بالضغط على مجلس مسعدة لكي ينفذ الجدار فوراً، لأن ذلك من مسؤوليتهم. أما بما يخص وضع طلاب بقعاثا مستقبلاً فإن هناك قرار نهائي بإقامة مدرسة ثانوية في بقعاثا لطلاب بقعاثا، حتى ولو اضطرنا الأمر لاستئجار مبان مؤقتة إلى حين الحصول على الموافقات والتصاريح اللازمة لإقامة مبنى خاص بها. وإذا سمحت القوانين والظروف فإننا سنستخدم بيت الشعب في القرية كمدرسة ثانوية، إلى حين تشييد بناء مناسب".

أما السيد أسعد المغربي، الرئيس المعين لمجلس محلي عين قنية، فانضم إلى رئيس مجلس بقعاثا وقال الاثنان:
"نحن ندفع المترتب علينا لمجلس مسعدة، وطلبنا من مجلس مسعدة تقديم كشوف حول طريقة صرف هذه الأموال، وإذا تبين لنا أن مجلس مسعدة لا يستخدم هذه الأموال لتطوير المدرسة، كما هو مفروض، وإنما لأغراض أخرى، فإننا سنرفع دعوى قضائية ضده ونلاحقه قانونياً".

مجلس مسعدة رفض كل الاتهامات الموجهة ضده، على لسان سكرتيره السيد مرسل حمد، وأصر على أن مجلسي بقعاثا وعين قنية لا يدفعا المترتب عليهما، فقال:
"مجلس مسعده يمول المدرسة الثانوية على حسابه منذ أكثر من ثلاثين عاماً، ويتكفل بكل التكاليف. بعد امتناع مجلسي بقعاثا وعين قنية عن دفع مستحقاتهما، قمنا العام الماضي برفع دعوى قضائية ضدهما، وأجبرناهما بواسطة القانون دفع هذه المستحقات. وما يدفعوه اليوم هو مستحقات متأخرة عن سنوات 2004-2006، وهي ديون قديمه، لكنهم لا يدفعون المستحقات الجارية. لم يدفعوا المستحقات المترتبة عليهم عن 2007 و 2008، وربما سنضطر إلى مقاضاتهم قانونياً لتحصيلها.
بالنسبة لاجتماع اليوم فإن مجلس مسعدة تكفل بتنفيذ الجدار اعتباراً من اليوم، وذلك على حساب مجلس محلي مسعدة. وقد تم استدعاء المقاول وأوكل له البدء بالعمل فوراً، ويتوقع أن ينتهي العمل خلال يومين.
بالنسبة لمطلب «الكشك» فإن هناك أمر توقيف من قبل لجنة البناء والتنظيم، لأن البناء غير مرخص، وستقوم بتقديم المخططات المطلوبة للحصول على رخصة، وعند الحصول عليها ستفتح مناقصة والرابح سوف يقوم بفتح الـ «كشك»".

مفتش التربية الأستاذ جلال أسعد تحدث لمراسل موقع «جولاني» قائلاً:
"نحن نرفض هذه الأمور. ما حصل يناقض كل القيم التربوية. للأسف الشديد أصبح تأثير الشارع على المدرسة أكبر من تأثير المدرسة على الشارع. أنا لا أؤمن ببناء الجدار. المشكلة يجب أن تحل تربوياً. للأسف الشديد هناك فجوة بين الشارع والمدرسة. على الشوارع إهمال من الأهالي وإهمال من السلطة المحلية التي لا تقوم بواجبها.
الإضراب ليس حلاً، وهذا سيعود بالخسارة على الطلاب. هناك تناقض في تصرفاتنا. نحن من جهة ننادي بحفظ الإخوان ونتصرف بنعرات غير مقبولة.
المدرسة يجب أن تعمل بجد على هذا الموضوع، وأخذ دورها الفعال الذي يعطي حلاً جذرياً لهذه القضية. المشايخ لهم حضورهم وكلمتهم ويجب أن يستغلوا هذا لتوعية الجمهور، لكن العمل الأساسي يجب أن يكون عملا تربوياً لإيجاد حل تربوي دائم يتم بالتعاون بين جميع الأطراف.

السيد نزيه عماشة، مدير مدرسة مسعدة الثانوية، تحدث لمراسلنا قائلاً:
"قرار الإضراب اتخذ من المشايخ والشباب ولجنة أولياء الأمور، بعد دراسة وتأكيد أن الخلافات التي تحدث تعود معظم أسبابها لتقصير السلطة المحلية بأخذ الوقاية وأمور الحذر التي ممكن أن تمنع الكثير من الاحتكاكات بين الطلاب من كافة المدارس، والتي تجمع هذا الكم من الطلاب (ثانوية، صناعية، إعدادية، وابتدائية) بالإضافة إلى شباب من الشارع، وكل هؤلاء في ساحة واحدة.
نحن كهيئة تدريسية جزء من المجتمع ونتقبل كل قرار يتخذه المشايخ والوجهاء ويخدم المصلحة، لأن القصد منه أولا وأخيراً منع الاحتكاك والقضاء على بذور الفتنة، وتفويت الفرصة على من يرغبون في الاصطياد بالمياه العكرة.
الإضراب اليوم كان شاملاً، وقد دعيت رؤساء المجالس في القرى الثلاث - مسعدة بقعاثا، وعين قنية – بحضور مفتش المعارف، وأقمنا جلسة بحثنا فيها النواقص المزمنة في المدرسة، والتي كان لها جزء كبير من أسباب الفتنة. وقد تعهد المجلس المحلي بالبدء الفوري بإنجاز المطالب، سيما التي يمكن تنفيذها فوراً، كإقامة السياج الحديدي.
نتمنى أن تنتهي هذه الزوبعة وتسود أجواء المحبة بين كل الأطراف، ونبرهن حقيقة عن وحدة مجتمعنا الجولاني الأصيل. ولا يسعني إلا أن أشكر كل المشايخ والشباب الذين تجاوبوا مع الحدث وأعطوا من وقتهم وجهدهم لعلاجه. وأود أن أوجه كلمة للشباب الرياضي على الملاعب والبيوت أن تكون كل العلاقات قائمة على الأخلاق الرياضية، وأن تقرب الرياضة بين القلوب، لأن الرياضة قائمة على الأخلاق الرياضية التي تقرب القلوب، وأهيب بهم أن يفوتوا الفرصة على الذين يبثون الفتنة بيننا.
بالنسبة لاستمرار الإضراب، فمن السابق لأوانه معرفة استمراره، لأن رؤساء المجالس سيتوجهون إلى المشايخ والأهل، كل في قريته، لشرح ما تم الاتفاق عليه، وطلب إعطاء فرصة لإنجاز ما تبقى من المطالب، وعسى أن يوفق الجميع".

وكنا قد توجهنا لمدير المدرسة الصناعية، د. ثائر أبو صالح، بعد اتهام البعض لمدرسته بأنها أحد عوامل التوتر، فنفى صحة هذا الكلام وقال:
"المدرسة الصناعية بدوامها الجديد تعمل 6 أيام في الأسبوع. طلاب المدرسة ينهون تعليمهم عند الواحدة والنصف ظهراً يومياً. هذا النظام تم استحداثه في العام الدراسي الحالي، ومن أحد أسبابه الحد قدر الإمكان من الاحتكاك بين طلاب مدرستنا وطلاب الثانوية.
بالنسبة لأحداث العنف الأخيرة المؤسفة، ليس لنا كمدرسة أي علاقة.وإذا كان هناك أفراد شاركوا في الأحداث، فإن ذلك حدث بعد الدوام المدرسي لأن الدوام كان منتهياً، وكانت المدرسة مغلقة في هذا الوقت.
مدرستنا تعمل اليوم بشكل اعتيادي، وفيها طلاب من كافة القرى، وليس هناك ما يستدعي الإضراب".