حضور جولاني كبير في مسابقة الفنان الشاب في
رام الله
رام الله - «جولاني» - نبيه
عويدات - 16\10\2008
افتتحت مساء الأربعاء في رام الله مسابقة الفنان الشاب التي تنظمها مؤسسة عبد
المحسن القطان. المسابقة تعتبر تظاهرة فنية هامة وتفتح أمام المشاركين فيها آفاقاً
عالمية. وقد تميزت مسابقة هذا العام بمشاركة فنانين من الجولان المحتل للمرة الأولى
في تاريخ المسابقة، التي بدأت منذ العام 2000.
وتمنح مسابقة الفنان الشاب، التي تقام مرة كل عامين، جائزة مالية تبلغ 6000 دولار
أمريكي للفائز الأول، و 4 ألاف دولار للفائز بالمركز الثاني، و ألفي دولار للمركز
الثالث، وعدا ذلك فإن أهمية المشاركة في المسابقة تكمن في منح المشاركين والفائزين
فيها فرصة إقامة معارض فنية لإنتاجهم في الخارج، بالإضافة إلى منح إقامة للفنانين
(Residency) في الخارج أيضاً، وإلى تعريف الفنانين العالميين والمؤسسات الفنية
العالمية بأقوى المشاريع الفنية المشاركة، وهو ما يعطي الفنانين المشاركين فرصة
ذهبية للخروج إلى العالمية.
وفي بادرة جاءت تتويجاً للتبادل الثقافي بين الجولان المحتل وفلسطين، تم تعديل
برنامج المسابقة ليسمح بمشاركة فنانين من الجولان السوري المحتل . وبناء على ذلك
قدم عدد من الفنانين الجولانيين الشباب مجموعة أعمال للمسابقة تم قبولها جميعاً،
نظراً لتمتعها بمستوى فني عال.
ويشارك في المسابقة لهذا العام 12 فناناً، منهم 5 من الجولان، وهم : أكرم حلبي،
ديالا مداح، رندا مداح، سلامة الصفدي، وشذى الصفدي.
وجاء افتتاح المسابقة مساء الأربعاء وسط حضور كثيف ومميز من المهتمين بالشأن
الثقافي والفني في فلسطين والجولان. وقد افتتح المعرض السيد زياد خلف، مدير مؤسسة
عبد المحسن القطان في رام الله، ثم تحدث الكاتب محمود أبو هشهش، مدير برنامج الفنون
والثقافة ومنسق العروض في المؤسسة، عن أهمية المسابقة بالنسبة للفنانين، وعن تميز
الحضور الجولاني فنياً ومشاركة.
بعد ذلك جال الحضور على الأعمال الفنية المعروضة في خمس صالات عرض: مؤسسة عبد
المحسن القطان، مركز خليل السكاكيني، مبنى بلدية رام الله القديم، غاليري المحطة،
وأكاديمية الفن المعاصر.
موقع «جولاني» تحدث إلى الكاتب محمود أبو هشهش عن المسابقة وعن انطباعاته من أمسية
الافتتاح، فقال:
"أقيمت المسابقة للمرة الأولى في العام 2000، وهذه هي الدورة الخامسة لها، ويعتبر
هذا الافتتاح، وبشهادة الكثيرين، أنجح الافتتاحات حتى الآن لمسابقة الفنان الشاب،
وهو تتويج للخبرة والتقاليد التي أسستها المسابقة خلال السنوت الماضية منذ العام
2000. وتميز افتتاح الأمس بالحضور العريض، ووجود جمهور كبير من أهالي الجولان، وهو
أجمل ما حصل لنا في هذا الافتتاح، وأجمل ما في المسابقة لهذا العام مشاركة فنانين
من الجولان، وهو الذي يميز المسابقة الحالية.
كل الحضور الذي أتى إلى المؤسسة قام بجولة على كل أماكن العرض في صالاته الخمس،
لدرجة أن زمن الافتتاح امتد ساعة إضافية عن الموعد الخطط له، وهذا يدل على أن
الأعمال استقطبت الناس.
لقد سمعت ردود فعل من الناس، ولم تكن ردودهم هذه مجاملة لأحد، أعربوا فيها عن
أمرين:
الأول: مستوى الأعمال الرفيع وتنوعها.
الثاني: الشروط المهنية العالية التي عرضت فيها الأعمال، والتي لا تقل عن أي عرض
بمستوى عالمي، وهذا أسعدنا كثيراً.
مشاركة الجولان بالنسبة لنا في غاية الأهمية. وقد فتحت مؤسسة القطان المجال
للفنانين الجولانيين للمشاركة في المسابقة مثل زملائهم الفلسطينيين بالتمام. الحضور
الجولاني في المسابقة كبر وقوي وسينافس بشدة، وهذا سيعطي المسابقة زخماً كبيراً،
خاصة في التنوع الذي أعطاه لها. ففنانو الجولان جاءوا من مدرسة فنية مختلفة، وهم
تعلموا في أكاديمية الفنون بدمشق، وهذا أعطانا الانطباع بوجود تقاليد فنية راقية
ورائعة.
إن أسلوب تقديم الأعمال الذي قدمه فنانو الجولان مدروس وواضح لكل فنان وفنان، وهذا
يدل على وجود خبرة ودراسة وبحث، وهذا برأيي يضاف زخماً كبيراً للمسابقة ويغنيها.
آمل أن يكون ذلك خطوة أولى لجذب مشاركين من أقطار عربية أخرى، هذا ما سيجعل
المسابقة أفضل وأغنى، ولكن ذلك مرتبط بظروف كثيرة، منها الإمكانات المالية المتوفرة
للمؤسسة.
كل من حضر الافتتاح أشاد بمشاركة الفنانين من الجولان، وهذا سينعكس على المستوى
الفني في الجولان وفلسطين على السواء".