مفاهيم وقيم جديدة
نبيل مهنا الحلبي - 21\10\2008
يقول أحد الكتاب، لم أعد أذكر بالتحديد ربما جبران خليل جبران، يقول بأن الرجل
العظيم هو الذي لا يسود ولا يساد، وهو الذي يتمتع بصفات ومزايا رفيعة المستوى من
مروءة وشهامة وحب للغير واهتمام بمشاعر الآخرين وتضحية بسبيل المجموعة، فلا تهمة
مصلحة شخصية بقدر ما تهمة سعادة من حوله، فهو بتكوينه الكلي الطبيعي والمكتسب مصطفى
عمن حوله وذلك لخيره وخير المجموعة.. فتفكيره شامل واسع الأفق والدراية بمقتضيات
الأمور وبصغائر اختلاجات من يربطهم معه صلة.. لذلك فهو يسعى دائما إلى نشر الإلفة
والانسجام كلما حل في مجلس... لكن في الآونة الأخيرة وفي مجتمعنا الصغير ظهرت أنماط
وطرق جديدة من العلاقات بين الناس، فتارة يكون التنافس الغير ضروري هو عنوان
العلاقة، وتارة أخرى ترى الغيرة هي أساس العلاقة، وفي أغلب الأحيان يكون التماهي
والانصهار بتيارات فكرية أو بما يشبه ذلك هي الدافع للانخراط بالمجموعة رويدا
رويداً. أصبح العنوان الرئيسي الواضح وبدون خجل هو التعامل الفوقي المستعلي...
وللأسف ترسّخت أنماط العلاقات هذه بمن ملوا من الفطرة والسجية التلقائية فكبلوا
أنفسهم بانجازاتهم التقدمية، وأصبحوا يدرسون كل فعل يصدر، وأفرطوا في التفكير
وأغفلوا دور القلب المحب من الإتيان بأي مبادرة...
هنالك الكثير من الانتقادات البناءة، طبعاً تقال بقيم ومفاهيم حاضرنا الذي حسب وجهة
نظري لا نستمتع كثيرا بتنشق هوائه الملوث بشحنات سلبية، تصدر منا نحن البشر أكثر
مما تصدر عن مزبلة عين القعقان... لكن هنالك من يقول من علماء الاجتماع بأن المجتمع
يشبه الفرد، فكلما كبر الفرد من طفل إلى مراهق ثم رجل ثم كهل وجب عليه أن يغير
قميصه ليتلاءم مع نموه الجسدي، وربما الفكري. أنا مع هذا الكلام لأنة صحي، لكن على
شرط ألا يكون هذا القميص هو ذاته تضاف إليه قطع جديدة لتكبيره، فيصبح بالنهاية مرقع
يثير اشمئزاز من ينظر اليه...
وأود أن أقول أنها محاولة احتجاج وعدم رضا عما أدى إليه تقدم الزمن بنا، لعلي أقرأ
الأخلاق عند افلاطون لسد هذا التياهان...