دولان أبو صالح:
كان هناك تقصير كبير من قبل المجلس في تقديم
الخدمات للمواطنين
مجدل شمس \ الجولان - 22\10\2008
أجرى اللقاء: نبيه عويدات
لا تزال إشكالية المجالس المحلية في الجولان تلقي بظلالها على الحياة اليومية
للمواطنين، فمن جهة يرفض المواطنون الاعتراف بها انطلاقاً من رفض قبول تطبيق
القوانين الإسرائيلية على الجولان، ومن جهة ثانية تبقى هذه المجالس الجهة الوحيدة
القادرة على تقديم الخدمات العامة للمواطنين. وقد أدى الوضع القائم منذ أكثر من
أربعين عاماً إلى خلق حالة من التذمر لدى السكان، بسبب الخلل الكبير الذي يسود
إدارة هذه المجالس وتعاطيها مع المواطن، وتعاملها مع الأموال العامة التي تجبى من
المواطنين كضرائب على أن تعيدها لهم بشكل خدمات.
سلطات الاحتلال من جهتها بدأت تعاني من فشل سياساتها على هذا الصعيد أيضاً، بعد أن
فشل الأشخاص الذين عينتهم في التقرب من المواطنين، وتورط قسم كبير منهم في قضايا
فساد وسرقة للأموال العامة. وقد دعا هذا الوضع إلى بقاء بلدة مجدل شمس لأكثر من
خمسة أعوام بلا رئيس لمجلسها المحلي.
وقد أدى بقاء البلدة بدون رئيس للمجلس إلى حالة من الفوضى، وانهيار في الخدمات
العامة والبنية التحتية الضرورية لاستمرار الحياة الطبيعية للمواطنين، وهو ما دعا
العديد إلى التفكير مجدداً في كيفية التعامل مع هذه المجالس، وضرورة إيجاد آلية
تضبط العلاقة معها، توازن بين حقيقتها كمجالس معينة من قبل سلطات الاحتلال، وبين
الواقع الذي يفرضه كونها الجهة الوحيدة القادرة على تقديم الخدمات للمواطنين. إلا
أن هذا التفكير بقي ضمن أبواب مغلقة ولم يخرج إلى العلن، بسبب التعقيدات السياسية
التي يعيشها المجتمع، وعدم الوضوح في ما ستؤول إليه المحادثات بين سوريا وإسرائيل،
التي ستنتهي، إذا ما حقق لها النجاح، بانسحاب إسرائيل من الجولان وعودة السلطة
الوطنية إلى المجالس المحلية.
موقع جولاني التقي رئيس المجلس المحلي المعين مؤخراً في مجدل شمس، السيد دولان أبو
صالح، ووجه له بعض الأسئلة حول الخدمات المستحقة للمواطنين والتي من المفروض أن
يقدمها المجلس المحلي للسكان.
الخدمات والبنية التحتية:
س: يشتكي المواطنون من سوء الخدمات التي يقدمها المجلس لهم، وخاصة بما يخص البنى
التحتية في البلدة، فلماذا هذا التقصير؟
ج: أوافقك الرأي بأنه كان هناك خلال الفترات السابقة تقصير كبير من قبل المجلس في
إعطاء الخدمات للمواطنين. عند اطلاعي على الأوضاع هنا بعد تعييني كرئيس للمجلس لمست
إهمالاً كبيراً وفوضى لا يمكن قبولها. هناك مشاريع مهمة خصصت لها ميزانيات وبكل
بساطة لم يتم تنفيذها.
أولاً أود أن أؤكد هنا أن هذه الخدمات هي من حق المواطنين، وليس للمجلس، أو لأي جهة
كانت، أي منة عليهم إذا قام بتنفيذها، لأنها حقهم الطبيعي، وهذا واجبي كرئيس مجلس
أن أسهر على خدمة المواطنين، لأن هذه هي وظيفتي التي أتقاضى مقابلها أجراً، أولاً،
وهذا واجبي الأخلاقي اتجاه أبناء بلدتي ثانياً.
أنا أعيش في هذه البلدة مثلي مثل أي مواطن آخر، وأعرف أن البنية التحتية ومستوى
الخدمات ليست على ما يرام، ولكن لا يمكن قلب الأمور بين ليلة وضحاها. التقصير تراكم
لسنوات طويلة ونحن بحاجة إلى الوقت لحل هذه المشاكل، خاصة وأن ذلك يتطلب ميزانيات
كبيرة نحن لا نملكها في الوقت الحالي.
بدأنا مباشرة بتنفيذ عدد من المشاريع ذات الطابع الملح، مثل مشكلة شبكة الكهرباء،
وقد تمكنا بالفعل من حل هذه المشكلة، وأحضرنا أخصائيين اقترحوا لنا حلولاً نقوم
بتنفيذها، وستنتهي الأعمال منها في 30\11\2008، حسب الاتفاقية الموقعة مع الشركات
المنفذة.
لقد قمنا أيضاً بتعبيد عدد من الطرقات التي لم تر الإسفلت في يوم من الأيام، وخاصة
في الحارة الشرقية، وهذا أمر مؤسف جداً. وأود أن أنوه هنا أن المواطنين شاركوا بقسم
من التكاليف في هذه الشوارع، ولولا مشاركتهم لما تمكنا من تعبيدها، لأننا نعاني من
نقص في الميزانية، وهي في نهاية المطاف من أجلهم ولراحتهم.
س: قلت أن مشكلة الكهرباء ستحل، ولكن ماذا مع مشكلة إنارة الشوارع ليلاً، حيث قسم
منها غير منار نهائياً والقسم الآخر يبدأ في ساعة متأخرة؟
ج: بالنسبة لساعة بدء الإنارة فهذا كلام صحيح. أعد بأن نغير موعد بدء الإنارة إلى
توقيت معقول، خاصة وأننا ندخل في فصل الشتاء وتحل العتمة مبكراً، الحقيقة لم ننتبه
إلى هذه القضية.
س: أنتم كمجلس تتهمون المواطنين بأنهم لا يدفعون الضرائب، ولكن المواطنين يقولون في
المقابل بأن المجلس كان يجبي الضرائب ويصرفها في غير محلها، أو يسيء صرفها، فما هو
تعليقكم على هذا الموضوع؟
ج: الصراحة أن الطرفين محقان. فمن جهة كان هناك إهمال من قبل المجلس في تقديم
الخدمات، ومن جهة أخرى الكثير من المواطنين لا يدفعون الضرائب المترتبة عليهم، وكما
تعلمون نحن بدون أن يدفع الناس الضرائب لا يمكننا تقديم الخدمات لهم. ففي أي مجلس
محلي الضرائب هي الرافد الأساسي للميزانية. كل شيء يحتاج إلى ميزانيات. جمع القمامة
البيتية فقط، على سبيل المثال، يكلفنا سنوياً أكثر من مليون شيكل.
أعتقد أن هناك مشكلة ثقة بين المواطنين والمجلس، وأنا واع لها، وأحاول حالياً
القيام بالعديد من المشاريع الضرورية، وأتمنى أن يرى المواطنون ما نقوم به، وأن
يدفعوا الضرائب المترتبة عليهم لكي نتمكن من مساعدتهم وإعطائهم حقوقهم كما يجب.
س: تتحدث عن تعبيد الشوارع، فمتى سيأتي دور شارع عين القصب، وأـنتم تعرفون كم هو
حيوي وضروي؟
ج: شارع عين القصب هو بالفعل شارع حيوي جداً، إن كان ذلك للحارة الشرقية أو للمدرسة
الابتدائية ب، وهناك ميزانية لتنفيذ هذا الشارع، ولكن عندما أردنا البدء بالتنفيذ
تبين أنه لم يتم مد شبكة مياه الشرب لهذه الحارة، عندها أوقفنا التنفيذ، لأنه لا
يعقل أن نعبد ثم نقوم بعد ذلك بالحفر لمد الشبكة، فهذا هدر للأموال العامة. نقوم
حالياً بوضع مخطط لشبكة المياه، وعند الانتهاء منه فإنه سيتم تعبيد الشارع مباشرة،
وهذا سيتم بأسرع وقت ممكن.
وبالمناسبة فإننا سنعبد مع هذا الشارع شارع آخر مهم يصله بالشارع المار أمام بيت
زيد مرعي، وبذلك نخلق مخرجاً جديداً لسكان الحارة الشرقية يمكنهم من الخروج من
البلدة دون المرور بالمركز.
س: متى ستحل مشكلة مياه المجاري التي تصب عند مشارف البلدة من الجهتين وتسبب تلوثاً
كبيراً للبيئة؟
ج: مشكلة المجاري أصبحت خلفنا. ببساطة لم يكن هناك من يلاحق هذه القضية، لذا أهملت.
جر مياه المجاري حتى جنوب بقعاثا هو مشروع مشترك لمجدل شمس ومسعدة وبقعاثا، وقد كلف
المشروع 60 مليون شيكل، وكان منذ عدة سنوات متوقف لأسباب تافهة. لقد أخذ مجلس
المجدل مؤخراً هذا المشروع على مسؤوليته وتحمل أعباء باقي القرى، وتم بالفعل تشغيل
الخط، وهو الآن يعمل بشكل ممتاز، ويسحب مياه المجاري من البلدة إلى جنوبي بقعاثا،
حيث يوجد مركز لمعالجتها.
س: علمنا أن قرانا لا تستفيد من مياه الري التي يتم الحصول عليها بعد تكرير مياه
المجاري، وإنما يتم استخدامها من قبل المستوطنات فلماذا؟
ج: ليس لدي جواب على هذا السؤال، ويجب توجيهه لمن خطط المشروع، لأنه لم يتم وضع
مواسير للخط الراجع بالاتجاه العكسي، لذلك لا يمكن استغلال هذه المياه من قبلنا.
الآن القيام بذلك يكلف أموالاً طائلة تساوي نفس تكاليف بناء الخط للمرة الأولى.
التربية والتعليم:
س: تشتكي لجان أولياء الأمور في المدارس من عدم تعاون المجلس معها، وتشتكي المدارس
من تقصير المجلس بتقديم الخدمات لها، فهل سنلاحظ تغييراً في سياسة المجلس المحلي
تجاه المدارس؟
ج: لقد قمنا بعدة خطوات مهمة في الفترة الأخيرة، ونحن منفتحون للتعاون مع الأهالي.
هذا العام أدخلنا إلى المدارس 300 جهاز كمبيوتر جديد، ونقوم حالياً ببناء قاعة
رياضية مغلقة بمواصفات عالمية في المدرسة الثانوية سيتم افتتاحها في شهر نيسان من
العام القادم.
س: هناك اتهام للمجلس بأنه يستخدم ميزانيات المدارس لأغراض أخرى. مثلاً ميزانيات
الصيانة الصيفية للمباني، فالمدارس نادراً ما تشهد أعمال صيانة صيفية أو إعادة
طلاء، فأين تذهب هذه الأموال؟
ج: ليس لدي تفاصيل أين تم صرف هذه الميزانيات قبل قدومي، ولكن أوافقك الرأي بأن وضع
المباني في المدارس غير جيد، وقد ناقشنا هذه القضية وتم تخصيص مبلغ 300 ألف شيكل
لترميم المدارس هذا العام.
س: هناك نقص كبير في الغرف التعليمية، حيث يصل عدد الطلاب إلى 40 طالب في الصفوف.
هناك نقص مخيف في غرف المختبرات والملحقات الخدمية، فلماذا لا يتم بناء صفوف جديدة؟
ج: مجدل شمس بلدة كبيرة يزيد عدد سكانها عن 9000 نسمة، وهي ليست بحاجة فقط إلى غرف
إضافية بل إلى مدارس إضافية. نحن بحاجة لمدرستين ابتدائيتين، وهذا هو الوضع
الطبيعي، فليس من المعقول أن يكون عدد الطلاب في كل مدرسة حوالي 600 طالب. هناك
دراسة لبناء مدرسة ابتدائية إضافية، ولكن المشكلة تكمن في مكان إقامة المدرسة.
فكرنا أن يتم بناؤها في الحارة الشرقية، لكن للأسف الشديد لا توجد مساحة يمكن
استغلالها لذلك. المكان الوحيد الذي يمكن بناؤها فيه هو غربي البلدة بجانب
الثانوية، ولكن هذه الأراضي التي من المفروض أن تكون ملكيتها للبلدة تم وضع اليد
عليها من قبل بعض المواطنين، ونظراً للظرف المعقد الذي نعيشه لا يمكننا التعامل مع
هذه القضية. إذاً العائق أمام بناء مدرسة جديدة هو إيجاد قطعة أرض مناسبة لذلك.
بالنسبة لنا هذه القضية مهمة جداً وسنتابع معالجتها حتى إيجاد مخرج مناسب.
عند بدء العمل كرئيس للمجلس وجدت أنه كانت هناك ميزانية مخصصة لبناء صفين إضافيين
للبساتين، ولكن للأسف الشديد لم يتم استخدام هذه الميزانية خلال السنوات الماضية،
وهو ما أدى إلى سحبها وخسارتها. الآن نعمل على إعادة هذه الأموال وهناك احتمال كبير
في أن ننجح بذلك، عندها سيتم بناء صفي بساتين إضافيين للأطفال.
س: نعرف جميعاً مشاكل ما يسمى باليوم التعليمي الطويل، وعدم ملاءمة البنية التحتية
في مدارسنا للعمل به، وهذا الوضع يعود بالضرر على أبنائنا. ونعرف أن لجان أولياء
الأمور توجهت للمجلس بمقترحات للتخفيف من الأضرار، فلماذا لا يتم الاستجابة
لمطالبها؟
ج: هناك مشكلة عويصة مع تنفيذ اليوم الطويل، وما زاد الطين بلة هو التعيينات التي
تم القيام بها دون التقييد بمستحقات اليوم الطويل، لذلك نتج عندنا وضع أصبح التعليم
فيه في الساعة الأولى كما في الساعة الأخيرة، وهذا طبعاً غير معقول بل ومضر. كان
لدينا حديث مع بعض لجان أولياء الأمور حول تشغيل ورش عمل في الفن والموسيقى
وفعاليات أخرى مختلفة في الساعات المتأخرة من اليوم الدراسي، وأنا وعدت بالتجاوب مع
مطلب الأهالي، وبالفعل نقوم حالياً ببحث إمكانية إدخال أشخاص ذوي مهارات فنية
وموسيقية وغيرها للعمل مع الطلاب في هذه الأوقات. طبعاً هذا حل مؤقت والحل الأمثل
سيكون مستقبلاً بإيجاد بنية تحتية مناسبة في المدارس.
س: لا يخفى عليكم أن هناك مشكلة عويصة في المدرسة الثانوية، وهي تقلق معظم الأهالي،
ما هو تعليقكم على الموضوع، وهل بنيتكم التدخل في هذه الأزمة المستمرة منذ سنوات؟
ج: في هذا الموضوع يجب أن نعود لرأي الأشخاص المهنيين من معلمين ولجان أولياء
الأمور وبتدخل مباشر من قبل مفتش التربية. كان لدينا جلسة مؤخراً في مكتب إدارة
لواء الشمال في وزارة التربية في الناصرة حول هذا الموضوع. الكل أتفق على أن هناك
أزمة في التواصل بين الإدارة والمعلمين والإدارة والطلاب، وهذا ينعكس سلباً على
العملية التربوية والتعليمية غير صحي نهائياً ويجب فحص الأمور. لقد طلبنا من المفتش
فحص الموضوع للوصول إلى جذور المشكلة وإعطاء توصيات لحلها.
مشاريع مستقبلية:
س: ما هي المشاريع التي تنوون تنفيذها في المستقبل القريب؟
ج: لقد تمكنا من الحصول على ميزانيات تمت الموافقة عليها لعدة مشاريع مهمة سيتم
تنفيذها هذا العام وهي:
1. نادي المسن (بناء جديد).
2. نادي الشباب (بناء جديد).
3. تأهيل الملعب البلدي لكرة القدم بأفضل المواصفات.
4. إعادة إحياء المناطق الأثرية في البلدة، وعلى رأسها ترميم «عين القصب» و «عين
الضيعة» و «معصرة السكرة» و «السوق القديم»، حيث ستشكل هذه المعالم الأثرية مساراً
سياحياً أثرياً بهدف تشجيع السياحة إلى البلدة.
ولدي كلمة أخيرة أود توجيهها للمواطنين: قبلت بوظيفتي كرئيس للمجلس المحلي لأني
رأيت الخلل الذي كان موجوداً هنا، ولأن الوضع الذي كان قائماً حتى الآن غير مقبول
على أحد. جئت لأخدم الناس ولأحسن ظروف الحياة والمعيشة في هذه البلدة، لأن هذا حقكم
وأنتم تستحقون الأفضل، فأرجوا منكم التعاون معي لتمكيني من أداء عملي لما فيه من
خير لنا جميعاً.