لماذا لا يتوقف الطفل عن البكاء؟ - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


لماذا لا يتوقف الطفل عن البكاء؟
الأسباب الشائعة
د. وليد عبد الولي
سنة ثانية في اختصاص طب الأطفال

- الرضيع يعبر عن إحساسه بالضيق بلغته الوحيدة التي يعرفها وهي البكاء.
- في أغلب الحالات لا نعرف ما يزعجه، ولكن يجب أن نعرف أنه في بعض الحالات قد تكون هناك مشكلة طبية معروفة وتستوجب العلاج.
- البكاء بدون توقف يغيض الأهل وبالتأكيد الجيران!!
- ماذا تستطيعون العمل في البيت لمساعدة الطفل؟
- متى يجب التوجه لطبيب الأطفال؟

فيما يلي النقاط الهامة التي يجب أن تعرفوها كي تخففوا الضيق عن طفلكم الرضيع:

الترفع الحروري (الحرارة العالية)
حسب تعليمات منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة فإن حرارة غرفه الطفل يجب أن تكون بين 21-22 درجة لا أقل ولا أكثر. إذا كانت حرارة الغرفة عالية ولباس الطفل كثيف، أو العكس، وإن كنتم غير متأكدين فإن مشعركم الأمين هو مقياس درجة حرارة الغرفة. الحرارة العالية تزيد حرارة الجسم وتؤدي للتعرق الزائد وللشعور بالضيق. الحرارة العالية بحد ذاتها ليست مرضا وإنما عرض لمرض أو لحالة فسيولوجية. الأهم من الحرارة هو تصرف الرضيع (الأم لولد أول يجب أن تستفسر دائما إن كانت قلقة)

التهاب الأذن
بعد الإصابة بالرشح فان التهاب الأذن الوسطى يعد من الأمراض التالية الشائعة عند الرضع. القناة التي تصل بين جوف البلعوم والأذن الوسطى تدعى نفير أوستاش، ومن ميزاتها في هذا الجيل أنها ضيقه وقصيرة، مما يتيح الفرصة لدخول الجراثيم أو الفيروسات من جوف الفم الملوث إلى الأذن، وفيما بعد التكاثر والتسبب في إحداث الالتهاب، وهذا بدوره قد يؤدي لارتفاع الحرارة وأيضا لحدوث الألم.
إذا لاحظتم أن الرضيع يوجه يده بشكل متكرر نحو الأذن، بصورة ملفتة، أو أن مجرد تحريككم للأذن الخارجية يؤدي لبكائه، فإن درجة الشك تعلو بأن مصدر بكائه هو الأذن. في أغلب الحالات العامل المسبب هو الفيروسات والتي لا تفيد فيها الصادات (الانتيبيوتيكا).
ما هو مقبول اليوم هو عدم البدء بالعلاج بالصادات خلال الـ 48 ساعة الأولى، وإنما استعمال مضادات الألم، كقطرات الأذن (مثال أوتيدين) وشراب مضاد للألم مثل الأكامول, النورفين أو الأدفيل، وبحسب تعليمات الطبيب (للعلم أنه ذكر حدوث حالات بيله دمويه والتهاب كليه خلالي حتى من جرعه واحده من النورفين, لذلك لا تترددو بالاستشارة). في حال أنكم استعملتم العلاج السابق بدون استجابة فعليكم التوجه للطبيب.

الزلة التنفسية (ضيق التنفس)
ضيق النفس التشنجي، أو الربو المعروف بالاستما، هو عبارة عن حاله التهابيه سببها ليس ناجما عن الجراثيم وإنما هي استجابة الطرق التنفسية لمحرضات مختلفة، مما يودي لتضيقها القابل للتراجع بالعلاج. في هذه الحالة نلاحظ تنفس سريع وقد يسمع الأهل وزيز (تنفس مع ضجة) . تسرع النفس هو أن تستطيعين عد أكثر من 60 حركه تنفسيه في الدقيقة عن الرضيع و 40 ما بعد مرحله الرضيع. لاحظ/ي حركه خنابات الأنف (المناخير) فإنه في الحالة الطبيعية لا يجب أن لا تلاحظ. انتبهوا من الازرقاق حول الفم، فإنه علامة على بدء تعب الرضيع وتفاقم حالته، وتوجهوا للمساعدة.
التهاب القصبات قد يودي لحاله مشابهة.
اذا كنتم تعرفون سلفا أن طفلكم الرضيع يعاني من الاستما تابعو العلاج بموسعات القصبات (الانهلتسيا)، ولكن حسب تعليمات طبيبكم. لتخفيف الرشح الذي قد يفاقم الحالة يمكن استعمال ماء ملحي محضر طبيا لهذه الغاية.
ظهور تنفس سريع, تغيير في تصرفات الرضيع (مهتاج, غير مبالي بمحيطه أو بمحاولة تهدئته), ظهور شحوب أو ازرقاق، هي أعراض دالة على أن طفلكم بحاجه لعلاج إضافي ومستعجل في مركز طبي أو في غرفه الطوارئ القريبة منكم.

الإمساك
السبب الأكثر شيوعا لألم البطن في الرضع والاطفال هو الإمساك، والذي هو بالتعريف عدم الانتظام في الخروج لفترة تزيد عن أسبوع، مما يؤدي لتجمع الغائط (البراز) والغازات في الأمعاء الغليظة السفلى، والتي بدورها تنتفخ ومن هنا تنجم آلام البطن.
السبب الأساسي للامساك هم نقص السوائل في الغذاء اليومي. كلما كان الفاصل بين الوجبات أكبر، أو كلما افتقرت الأغذية للسوائل، فإن الغائط يصبح صلبا مما يصعب خروجه من الأمعاء.
عند الرضع الإمساك قد ينجم عن نقص الغذاء بالألياف التي تتواجد بالخضار والفواكه. حاولوا أن تعطوا الطفل سوائل بشكل كافي، ومن الممكن إجراء التدليك الخفيف للبطن. بعض الأطباء يوصي بتحريض الخروج عن طريق مقياس الحرارة الشرجي (كما في محاوله قياس الحراراة عن طريق المخرج). ممكن إعطاء الطفل القليل من عصير البندورة.
هناك الكثير من المستحضرات الطبية التي تطري الخروج وتجعله سائلا ً، بدءا من المستحضرات الطبيعية مثل البيغلاكس, زيت البارافين, تحاميل الغلسرين، وانتهاء بالأدوية من المشتقات الكيمياوية. إذا كان الرضيع يعاني من الإمساك ولكنه لا يبدي أعراضا، فيمكن إعطاؤه يوما إضافيا، ففي أغلب الحالات الإمساك يزول من تلقاء نفسه. أما إذا كانت هناك معاناة ظاهرة، ولم يكن هناك خروج خلال 4-5 أيام، فيجب التوجه للطبيب.

الاثغار(بزوغ الاسنان)
تبدأ عملية الاثغار قرابة الشهر الخامس لحياة الطفل. العملية تبدأ ببزوغ القواطع المركزية السفلية وفيما بعد القواطع المركزية العلوية. تنتهي عملية الاثغار قرابة جيل الثلاث سنوات. في هذه الفترة تحدث في اللثة عملية التهابية، والأعراض تكون انتفاخا, حساسية زائدة, هياجا, ألما، وفي حالات قليلة ممكن حدوث نزف في اللثة.
الاثغار قد يترافق بالالعاب (إفراز اللعاب الزائد)، أو السعال الخفيف، والذي يزول بانتهاء عملية الاثغار.
بالرغم من أن كل أم مقتنعة أن الاثغار يؤدي لارتفاع الحرارة، فإنه، وبحسب المراجع الطبية فإن الاثغار لا يترافق بارتفاع الحرارة (ما دون درجه 38 مئوية لا يعتبر حرارة عالية). العلاج هو عرضي ومخفف, ممكن دهن أدوية موضعية، مثل الـ تي جل. في حال أن الطفل يبدي ألما شديدا ممكن استعمال أدوية مضادة للألم، مثل الأكمامول, النورفين، أو الأدفيل للأطفال.
يجب التنبه بأن الحرارة العالية المترافقة بالهياج، أو باللامبالاة تستوجب التوجه للطبيب.

المغص
معظم الأهل يعرفون ألم البطن عند الطفل في الأشهر الأربعة الأولى لحياته. الصفات هي أن الطفل يبكي في أوقات معينة, غالبا في ساعات ما بعد الظهر والمساء. سبب المغص غير معروف، ولذلك لا يوجد دواء لعلاج المشكلة. حاولوا أن تهدئوا الطفل بالمداعبة, بتدليك البطن، أو حاولوا أن تتمشوا والطفل بيديكم. هناك ادعاءات أن الأطفال الذين يأكلون بدائل حليب الأم يعانون من مغص أكثر، ولكن هذا الشيء لم يثبت بشكل قاطع. من الممكن أن الطفل لا يحب البديل الذي اخترتموه له, في هذه الحالة ممكن اختيار بديل آخر من إنتاج شركة أخرى، وملاحظة إذا كان هناك تغيير. ممكن إعطاء أدوية تقوم بامتصاص الغازات وتخفف ألم البطن، مثل الـ سيميكول.
إذا كان الطفل بحالة هياج متواصل، أو لامبالاة لأكثر من يوم، وبوجود حرارة عالية، يتوجب التوجه للطبيب لنفي مشكلة أخرى قد تكون خطيرة وتهدد سلامة الطفل.

الإقياء والقلس (إرجاع) الطعام
كل طفل رضيع سليم يأكل حتى ثمانية وجبات باليوم. عندما يأكل الطفل بصورة غير منتظمة, بوتيرة عالية أو بوجبات أكبر من المطلوب، فإن معدته تتسع، مما يؤدي للألم, الهياج، وببعض الحالات للقلس والإقياء. هذه الظاهرة لا تهدد حياة الطفل، ولكن بحالات معينة قد تؤدي لدخول الطعام للطرق التنفسية (استنشاق الطعام وإفرازات المعدة). هذه الحالة قد تؤدي لمشكلة من الناحية الطبية.
الطفل السليم هو الطفل الذي يعلو بالوزن, يبتسم, يبدي تطورا روحيا وحركيا، حتى ولو كان أكله بكميات قليله وبأوقات متباعدة. الطعام هو عادة كأي عادة حياتية أخرى، وعلى الأهل تعويد الطفل على عادات إطعام صحيحة، ولذلك من الموصى به أن تتم المباعدة بين الوجبات، وعدم ترك المجال للطفل للأكل كرغبته.
فيما يلي الحالات التي تستوجب سماع رأي الطبيب:
- كمية الطعام التي يستهلكها الطفل أقل من العادة.
- ليس هناك زيادة مناسبة بالوزن يالمقارنة مع جيل الطفل.
- كل طفل حتى جيل شهرين لا يطلب الطعام كل 5-6 ساعات، ويجب إيقاظه من النوم لأجل هذه الغاية.
- الحرارة العالية.
- تغير قوام الغائط (الخروج) نحو الصلب أو المائي.
- ظهور اليرقان (الاصفرار).
- الشحوب.

شعرة ملتفة
في بعض الأحيان شعرة من رأس الأم أو ليف من القماش، كقماش البطانية، قد يلتف حول إصبع الطفل في اليد أو الرجل، وفي حالات نادرة حول العضو التناسلي عند الأطفال الذكور. في هذه الحالة تتأثر التروية الدموية للعضو الذي تلتف الشعرة حوله، مما قد يؤدي لتموته، وهي حالة خطيرة جداً.
ماذا يجب فعله بالبيت؟
في كل مساء عند غسل الطفل تفقدي جيداً الأصابع، وابحثي عن شعرة ملتفة حول الأصابع، أو العضو الذكري.
اذا كان البحث إيجابيا، يجب إزالة الشعرة، أما إذا كان ذلك صعبا، بكون أن الأصبع قد كبرت بحيث لا يمكن إزالة الشعرة، يجب التوجه لغرفه الطوارئ، حيث يتواجد طبيب مختص بالأوعية الدموية.

فتق
عند بعض الأطفال، وغالبا بعد بكاء متواصل، أو محاولة التغوط (الخروج)، يعلو الضغط داخل البطن. كنتيجة من ذلك فإن جزءً من الأمعاء ينضغط تجاه جدار البطن، ويظهر بروز غالبا في المنطقه الاربيه (في منطقه الحفاظ أو الزنار عند الكبار). في أغلب الحالات الفتق يعود لمكانه من تلقاء نفسه بعد رجوع الضغط بالبطن لمستواه الطبيعي. أحيانا ممكن إرجاع الفتق يدويا بالضغط الخفيف عل الفتق. إذا لم يحدث رجوع الفتق تلقائيا، أو بالمساعدة، فإن تروية الدم لهذا الجزء من الأمعاء تتأثر، ويبدأ حدوث التموت (اختناق الفتق). في هذه الحالة قد تتنخر الأمعاء وينفرغ محتواها داخل جوف البطن، مما يؤدي لحدوث الالتهاب، وهذه حاله مهددة للحياة.
الفتق المختنق هو حاله طبية مستعجلة، والوقت هو أهم عامل في تحديد مدى الضرر، بما معناه كلما كان التشخيص أسرع كان احتمال الاختلاطات أقل. العرض الوحيد الذي يبديه الطفل في حال اختناق الفتق هو الهياج.
فحص الطفل بشكل دقيق يؤدي لاكتشاف المشكلة باكراً. إذا وجدتم كتلة بارزة في البطن، أو المنطقة الأربية، توجهوا لطبيب الأطفال. طبيبكم قد يحولكم لطبيب مختص في جراحه الأطفال، والذي بدوره قد يوصي جراح الأطفال بإجراء عملية إصلاح للفتق.

انغلاف (انسداد) الأمعاء
في هذه الحالة فإن قطع الأمعاء تتداخل بما يشبه الانتينا أو كم القميصة)
انغلاف الامعاء حالة مهدده للحياة. يحدث اضطراب في مرور محتوى الأمعاء وذلك يتجلى بإقياءات متعددة (أي إقياء بلون أخضر يجب التطرق إليه بشكل جدي), هياج وعدم مبالاة على التوالي. خلال هذه الأعراض يحدث نقص تروية للقطعة المنغلفة من الأمعاء، مما قد يؤدي لللتنخر وانفراغ محتوى الأمعاء لداخل جوف البطن، وهي حالة مهددة للحياة.
للتذكره: وجود هياج مع لا مبالاة على التوالي، بالإضافة لإقياءات، يعلي الشك بوجود انغلاف أمعاء مما يوجب التوجه للطبيب، خاصة عندما تستمر هذه الأعراض لمدة ساعات.

اضطهاد الطفل أو ضائقته النفسية
الرضع لا يستطيعون الكلام، ولذلك فإن ظهور مزاج عصبي مفاجئ أو بكاء بلا توقف قد يكون تعبير عن ضائقة نفسية. هذه الضائقة قد تكون من دخولهم للروضة, عدم تعودهم على المعلمة، أو أن هذه الأعراض هي منذرا بوجود مشكله طبية كالصمم. في الحالأ الاخيرة الطفل لا يستجيب للاصوات المحيطة. تأكدوا واسألوا ماذا يجب أن تفعلوا إن لاحظتم هذا الشيء.
خوف الطفل من شخصيات تعود عليها سابقا, ألفها, كانت مركزية في حياته، واحبها مثل المربية، أو أحد أفراد العائلة، بالإضافة لوجود علامات عنف، يجب أن تلفت الانتباه لوجود اضطهاد للطفل. الاضطهاد هو مرض مثل أي مرض وقد يؤدي للموت. يجب التوجه للطبيب في حال أن هناك شك والذي بدوره يقوم بفحص الطفل والاستفسار ويقرر فيما اذا كان هناك حاجة لمداخلة لحماية الطفل.

* المقال موجه للأهالي
** أتمنى أن تكون هناك فائدة.
*** احببت أن أساهم من منطلق الوفاء لبلدي والإيمان بأن كل فرد منا مجبر أن يعطي من موقعه وان ينجز على المستوى العام وليس الشخصي فحسب

WADOD@HOTMAIL.COM