أين تقف زراعة التفاح في الجولان عنها في
العالم المتقدم؟
مجدل شمس \ الجولان - «جولاني» - 12\11\2008
موقع «جولاني» توجه للسادة بهجت بريك، أسعد صفدي، وفايز الصفدي، الذين شاركوا
الأسبوع الماضي في معرض لزراعة التفاح وتخزينه وتسويقه، الذي أقيم في مدينة بولزانو
الإيطالية من 8-11 الشهر الحالي، واستفسر منهم عن حال زراعة التفاح في الجولان
مقارنة بمثيلاتها في العالم المتقدم.
وقد اختلف الثلاثة قليلاً في تقييم الوضع في مجالات عدة، ولكنهم جميعاً اتفقوا على
سببين اثنين مشتركين يقفان عائقاً أمام تطور زراعة التفاح في المنطقة ونجاحها:
- الأول هو سوء عملية التسويق، وعدم وجود جسم، أو أجسام، تسويقية تمثل المزارعين
وترسم استراتيجية تسويق واحدة لمنتوج التفاح.
- الثاني هو قضية تقسيم الأراضي بالوراثة، والتي تؤدي عاماً بعد عام إلى صغر مساحة
الأرض المملوكة للشخص الواحد، وهو ما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج بشكل كبير من
جهة، وعدم إمكانية توحيد كلمة المزارعين بهذا الكم الهائل وتنظيمهم من جهة أخرى.
ويقول المشاركون في المعرض، إن زراعة التفاح في العالم المتقدم قد تحولت إلى صناعة
متطورة، لها مركبات الصناعة بكل معاييرها: من الإنتاج وأدواته وطرقه، إلى التخزين،
ثم إلى مرحلة جني الأرباح وهي التسويق بالطريقة المثلى لتعود على المزارعين بالربح
الأفضل. ونحن في مراحل معينة نقف في المقدمة، وبالتحديد في طرق تخزين التفاح، التي
تستخدم أحدث التكنولوجيات في هذا المجال والمتوفرة حالياً في السوق العالمية، لكننا
نتخلف في المراحل الأخرى، والقصد في مرحلتي الإنتاج والتسويق.
ففي مرحلة الزراعة والعناية بالشجر، لوحظ من خلال زيارة بساتين التفاح النموذجية في
إيطاليا، والتي تعتبر رائدة في أوروبا في هذا المجال، لوحظ استغلال المساحة بصورة
كبيرة، حيث تزرع أشجار التفاح بصفوف يبعد الواحد عن الآخر 4 أمتار، بينما تزرع
الأشجار في كل صف بكثافة عالية تصل المسافة فيها بين الشجرة والأخرى إلى 60 سم فقط.
ويحافظ المزارع على الأشجار صغيرة بعدد قليل من الأغصان الممتدة بنفس اتجاه صف
الأشجار، بحيث لا يزيد عرض الصف الواحد عن 60-70 سم، فتحمل الشجرة ما بين 60-80 كغم
من الثمر في الموسم الواحد، ليصل إنتاج الدونم إلى 7 طن سنوياً. وما لا يقل أهمية
عن الإنتاجية العالية، هو سهولة التعامل مع الأرض والتحرك فيها، فيعتمد المزارعون
على الآلات في جميع أعمالهم - حتى عملية تخفيف الحمل (تفريد) تقوم بها الآلة (عملية
التفريد تتم في وقت الإزهار). وأثناء القطاف يستخدم السلم الآلي المتحرك. باختصار
فإن العملية برمتها مؤتمتة، وهذا ما يخفف التكاليف بصورة كبيرة جداً.
عملية التخزين تتميز عما هو متبع عندنا، بأن عملية التصنيف تتم قبل التخزين، وهذا
أمر في غاية الأهمية. والأمر الجديد الذين رأيناه في المعرض، دخول تقنيات جديدة على
طرق التخزين، بحيث لم تعد هناك حاجة لغمر الثمار بالمحاليل الكيميائية قبل تخزينها
في البراد (تفيلا)، فقد تمت الاستعاضة عنها بتقنية متقدمة تتم خلال عملية التخزين.
أما الاختلاف الكبير فقد لمسناه في عملية التسويق. يتم التعامل مع التفاحة باحترام
أكثر، فيتم تصنيفها حسب الحجم وترتيبها في عبوات بالكيلوغرام الواحد، بطريقة جذابة
وملفتة، بعكس ما هو متبع عندنا، حيث يتم بيع الثمر «بالميخال – راسو بعبو». عملية
التسويق تتم من خلال جسم تسويقي يمثل المزارعين، لذا يحصل المزارع على أثمان تتناسب
مع الأتعاب والمجهود الذي يبذله خلال السنة.
أما بما يخص جودة أصناف التفاح، فكان هناك إجماع
بأن الأصناف المزروعة في الجولان تعتبر أفضل بمعايير عدة، وخاصة الطعم، وبالتحديد
التفاح الأصفر (الغولدن)، وهذا أمر معروف لنا من قبل، وهو أمر معروف في السوق
الإسرائيلية (تفاح حرمون)، الذي قرض احترامه منذ زمن، لذا يجب التركيز على
هذا الأمر، وخلق هالة حول هذا الاسم وتسويقه كما يجب، والحفاظ عليه.