سؤال سريع للإتحاد الرياضي
داوود الجولاني (اسم مستعار. الاسم الحقيقي محفوظ لموقع جولاني)
19\11\2008
ابن العاشرة مستلقيا فوق سريره، وأبوه الواقف يحمل السؤال وينظر إليه. لم يكن الطفل
مريضا أو نائما، فقد بدت الدماء اليابسة التي غطت وجهه مثل نهر توقف جريانه من شدة
الصقيع. كان واضحاً أن العين اليمنى قد خرجت من مكانها، وأن صدغه وأنفه قد هشما.
قال الأب: لماذا أنت .؟. أعرف إنهم لم يقصدوا قتلك. كانوا يحسبون الأمر مجرد لعبة
أو "فشة خلق". لكنهم قتلوك وحرموك بهجة اللعب مع المطر القادم هذا الشهر.. وحرموني
أن أضمك إلى حضني أكثر.. وحرموني أن أشتري لك الكلب الصغير الذي وعدتك به... لو أني
أعرف من هو الذي قاده القدر لقتلك.. لسامحته، وِسألته:
"هل تألمت؟.. هل بكيت؟.. هل رجوته أن لا يفعل ما فعل بك؟.. هل نظر في عينيك؟.. لا
أظنه فعل... فمثل عينيك تجمد الغضب وتعيد للحجر رونقه في التراب".
دخل الغرفة رجل محترم فيه ملامح آخر الشباب وأول الكهولة، وقال له:
"أنت رجل مؤمن وصبور فلما ترفض دفن ابنك وترفض تقبل العزاء؟".
لم يجب. رفع من تحت السرير كرة وقال، موجها الكلام للطفل المخضب:
"هذه كرتك التي اشتريتها لك البارحة، قم واركلها بقدمك اليمنى، ثم اركل هذه الدنيا
التي يموت الأطفال فيها دون سبب، بحجة أن الموت مثل موتك مقدر علينا".
ثم توجه بكلامه للرجل المحترم وقال:
"لم أسعفه أنا، ولم يسعفه حتى "هو"، فبمن أؤمن؟ سابقيه هكذا ممددا حتى يتحلل جسده,
ويتحلل الحجر الذي استقر للحظات بين عينيه. وحتى لو عصيت "هو"... وفقط في حالة
واحدة سأغير موقفي".
فأسرع المحترم، وبلهفة، سائلا بعد أن أدرك أن محدثه يتكلم بصوت من مسه جنون:
"قل بربك ماذا تريد؟".
فرد :"أريد أن أفهم: لماذا من أجل كرة قدم قتل ابني؟".