الكلمة
التي ألقاها الأسير المحرر سيطان الولي في استقبال الأسير المحرر سمير القنطار في
عين التينة:
السيد أمين فرع الحزب في القنيطرة
السيد المحافظ
الرفاق الأماجد
الرفيق الأغر سمير القنطار
يا رفيق الدرب, والقيد, والحرية.
السيدات والسادة الكرام
تحيه عربيه سوريه, أبثها لكم من هنا من ربوع وسهول الجولان, من على سفوح الحر مون,
جبل الشيخ الأشم, أحملها عبق زهر الزيزفون والرمان والتفاح.
باسمي واسم الأسرى, المحررين والمعتقلين, أتقدم باسمي عبارات الترحيب والتأهيل,
للرفق الأسير المحرر سمير القنطار, سمير البسالة, سمير الفداء و الصمود, سمير
الحرية, والحر دائما وابدأ, حرا في البدايات , وحرا في مواجهة القيد, وحرا في فكره
ورأيه, وفي اختيار خياراته.
يحضر في ذهني أيها الرفيق, تلك الذكريات الوضّاءة , عن هاتيك البدايات, الراقدة بين
سطور الماضي, الحاضرة بعمق في الذاكرة, والمتوهجة في حاضرنا, رغم الانكسارات التي
اعترتها, مرة لرحيل رفيقنا وحبيبنا هايل حسين أبو زيد, ومرات لبقاء رفاقنا الأسرى
من الجولان وسواها في الأسر.
هي الذكريات التي تأسست عندها أحلامنا وأمالنا, في يوم كهذا اليوم, نقف فيه سوية
على ثرى الجولان, وكم كنت أتمنى إن يكون هذا اللقاء في ساحة سلطان في مجدل شمس, أو
ساحة المجد في مسعده, او ساحة الشهداء في بقعاثا أو ساحة العزة والآباء في عين قنية.
هل تذكر تلك الأحلام المأمولة, والتي تحولت إلى أحلام مكسورة؟!
هي الذكريات التي تأسست عندها أولى خطواتنا في العمل ألاعتقالي والتنظيمي, وعلى
نهجها تشكلت منظمات أسرى الجولان,على أسماء شهدائنا: غا لية فرحات وعزت أبو جبل
ونزيه أبو زيد وفايز محمود، وإطلاق اسم الشهيد هايل أبو زيد على إحدى أقسام
المعتقلات, وكنت أنت أيها الشامخ بعطائك, ابرز من قادنا إلى ذلك, وابرز من وجه
خطانا, وأرشدنا إلى الغاية المرصودة, ومهد لنا طريق أمنة لنخطو فوقها وصولا إلى ما
نحن عليه. قلت لنا حينها: بثلاث تكتمل أسس صمود كم, الثقافة والانضباط والوعي. فكنا
إن صمدنا مسلحين بالوعي والثقافة والانضباط.. وكنت ممن دافعوا بقوة عن استقلاليه
أسرى الجولان وإطارهم التنظيمي الذي يمثل الهوية العربية السورية في واقع الاعتقال.
وكان لذلك الأثر الأكبر في تثبيت عوامل الصمود.
هي الآمال إذا, إذا ما تحقق منها أمل, فتح الباب إلى تحققها جميعا.
هي الذكريات, تمتد, منذ يوم اعتقالك والى يوم تحررك تشهد على دورك في بناء الحركة
الأسيرة, وخطواتها النضالية التي تحقق من خلالها كل الذي يعيشه الأسرى من انجازات
وتطورات.
فأهلا بك هنا على ارض الجولان الصامد, وعلى أمل إن نجتمع يوما بعد التحرير, بين
بساتين التفاح وكروم العنب, والى جانب نهر البانياس الذي أحببت, وجبل الشيخ الذي
عشقت.
السادة الكرام....
بالأصالة عن نفسي, وبالنيابة عن رفاقي الأسرى المحررين منهم, وأولئك الرفاق الذين
ما زالوا يضمدون جراح القيد, ويواصلون مسيرة الصمود, في ظروف الأسر القاهرة. هم
وذويهم , لا يزالون في انتظار وعد حق, يتم بواسطة الجهد السياسي, العمل على تحريرهم
من الأسر, خلاصا لمعاناتهم ومعاناة ذويهم, ووفاء عهد لمن قطع لهم العهد, وبراء ذمة
لأقران القول بالفعل, لمن قال ولم يفعل. وبراء ذمة لمن فعل ولم يكن بحاجة لان يقول.
إنني باسمهم أرحب أجمل ترحيب بابن جبل لبنان هنا في جبل سوريا. الهم, من يدري, إلا
أبناء هذه الأرض ماذا يعني التقاء الجبلين؟
وبلسان حال الأسرى المعتقلين أقول واستحضر ما قاله والد احد الأسرى:
"أبناؤنا جرحى على أرض المعركة فلا تتركوهم ينزفون"
السيد أمين فرع القنيطرة, السيد المحافظ الرفاق الأحرار إننا نحن الأسرى المحررين
والمعتقلين, وإذ نحرص دائما على إبراز وإعلان ولائنا للوطن والشعب والقضية, نبرق من
خلالكم برقيه محبه ووفاء لقائد هذه المسيرة المظفرة السيد الرئيس الدكتور بشار
الأسد, رئيس الجمهورية العربية السورية، نرسم من خلالها تمسكنا الدائم بانتمائنا
للقومية العربية وللهوية السورية التي لن نرضى عنها بديلا, وأننا على يقين دائم لا
يتزعزع بالتحرر والحرية وإحقاق الحق, وفقا للشرعية الدولية, وقرارات مجلس الأمن ذات
الصلة, إن تفضي إلى تحرير الجولان تحريرا شاملا وكاملا, حتى أخر ذرة تراب, وأخر
قطرة ماء.
فتحية لك يا رفيقنا سمير, وتحية لوالدتك الصامدة الصابرة، وتحية لأفراد أسرتك
جميعا, واخص بالذكر أخوك بسام الذي كان له الدور الأبرز في العمل على إطلاقك من
الأسر.
دمتم ودام الوطن بكفاح أبناءه
وتقبلوا تحيات
أسرى الجولان السوري المحتل
24/11/2008